يلاحق المصور الأمريكى ماثيو شراير، الذى تم احتجازه رهينة من قبل إرهابيين فى سوريا لعدة أشهر فى عام 2013، أحد أكبر المؤسسات المصرفية فى قطر، ويتهمها بتمويل الإرهاب، حيث بدأ الشهر الماضى ما قال إنها المعركة الأخيرة لوضع تجربته المؤلمة خلف ظهره، بالسعى لمحاسبة من يعتقد أنهم مسئولون عن محنته وتقديمهم للعدالة، بحسب ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وأشارت المجلة إلى أن شراير لا يلاحق مسلحى القاعدة الذين أسروه وهددوا حياته، بل إن المصور الصحفى الأمريكى يستهدف بنك قطر الإسلامى، الذى يقول إنه سهل عمليات المتطرفين. وبعد مرور أكثر من ست سنوات على الهروب من نافذة قبو صغير فى مركز اعتقاله فى سوريا، قام شيرير برفع دعوى قضائية فى يناير ضد بنك قطر الإسلامي، وقال إن الإرهابيين المتحالفين مع القاعدة حصلوا على تبرعات ودعم من جمعيات خيرية مرت عبر البنك القطرى.
وفى الشكوى الفيدرالية التى تم تقديمها فى ولاية فلوريدا وجاءت فى 60 صفحة، يسرد المصور الأمريكى تفاصيل عملية الخطف وتعرضه للتعذيب على مدار 211 يوما.
وقالت الدعوى إن جبهة النصرة عرضت شراير لظروف مروعة وانتهاكات جسدية ونفسية شديدة. فتعرض للضرب والتعذيب 10 مرات على الأقل، غالبا من فرق من الإرهابيين هددوه عدة مرات بالإرهاب وأجبروه على مشاهدة وسماع التعذيب الذى يتعرض له سجناء آخرون.
وذكر شراير أنه تم نقله عدة مرات بين القواعد والسجون. وسلمته جبهة النصرة لفترة وجيزة لجماعة حليفة لها تدعى أحرار الشام. وأصرت الجماعتان على أنه عميل للسى أى إيه، وضربه المقاتلون وصادروا بطاقاته الائتمانية الخاصة به وآلاف الدولارات. وأن بنك قطر الإسلامى ساهم بشكل مباشر فى جمعية قطر الخيرية، وهى منظمة يتردد أنها مولت القاعدة وأحرار الشام.
وأوضح أن البنك سمح لمواطن قطرى باستخدام حساباته للحصول على أموال من أجل حملة "مدد أهل الشام" لجمع التبرعات، والتى قالت وزارة الخارجية إنها نقلت الأموال إلى الجماعات المتطرفة فى سوريا، بما فى ذلك جبهة النصرة وأحرار الشام.
ويسعى شراير إلى الحصول على تعويضات تأديبية بموجب قانون مكافحة الإرهاب، الذى يسمح لأى مواطن أمريكى أصيب بسبب الإرهاب الدولى لإقامة دعوى فى محكمة فيدرالية.
وفى تصريحات لمجلة "نيوزويك" من فلوريدا التى يعيش بها الآن، قال شراير إن الأمر لا يتعلق بالمال فقط، بل بوضع هذه القصة الطويلة خلفه، وألا يتحدث عنها مجددا أبدا.
وتقول نيوزويك إن الدعوى التى يقيمها شراير يمكن أن تحرج بشدة العائلة المالكة فى قطر، التى سعت على مدار سنوات لتوثيق علاقتها بواشنطن. وفى أن القضية التى يرفعها شرير تركز على منظمتين لهم علاقات مشبوهة ومعروفة بالإرهابيين فى سوريا فإنه أعرب عن إحباطه من عائلة أمير قطر التى تترأس مجلس مديرى البنك.
وكانت وثائق مسربة من عام 2009، قد أظهرت أن الحكومة الأمريكية تشعر بالقلق من منظمة قطر الخيرية بسبب أنشطتها المشبوهة فى الخارج، وصلاتها بمتطرفين إلى جانب رغبتها وعزمها على تقديم الدعم المالى لمنظمات إرهابية راغبة فى مهاجمة الأمريكيين أو المصالح الأمريكية.
ونفى بنك قطر الإسلامى فى رسالة بالبريد الإلكترونى الاتهامات الموجهة له، وقال إنه يفخر بنفسه كبنك إسلامى عالمى، زاعما التزامه بأعلى المعايير المصرفية والتنظيمية الدولية ومنها مكافحة تمويل الإرهاب.