فى الرابع من مارس الماضى أعلن المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عن مبادرة صناعة البديل موجها ندائه للشعب المصرى قائلا: "يا أيها الشعب المصرى العظيم، ويا أيتها الأحزاب والقوى والحركات المدنية المتمسكة بتغيير حقيقى، والراغبة فى تحسين حياة المصريين إلى الأفضل، لقد حانت لحظة "صناعة البديل" ورفع رايته وطنية مدنية خفاقة يشيرون إليها، ويقفون تحتها، كى تخرج مصر العظيمة من ضيق الآنى إلى براح الآتى".
وفى التاسع والعشرين من نفس الشهر أعلنت المبادرة رفضها للبرنامج الذى طرحته حكومة المهندس شريف إسماعيل على مجلس النواب معتبرين أن هذا البرنامج مجرد كلام إنشائى لا يرقى لأن يكون برنامجا للحكومة، وإنها ستعلن عن بدائلها التى ترى أنها مناسبة رداً على هذا البيان وبالرغم من موافقة البرلمان خلال جلسة 19 أبريل على بيان الحكومة لم تعلن المبادرة عن بدائلها حتى اللحظة الراهنة.
الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن هناك مبادرة "لنصنع البديل" اكتفت بتوجيه انتقادات حادة لبرنامج الحكومة لكسب تواجد شعبى وجماهيرى من خلال ركوب موجة الأحداث الساخنة والتأكيد على أنهم موجودين.
ووصف فهمى لـ"انفراد" ما تقوم به المبادرة بالمناورة دون أى فاعلية أو تأثير ولا تستند إلى واقع يدفعها لامتلاك الشارع، لافتا إلى أن التواجد فى الوقت الراهن للجيل الثانى والثالث من حركات التغيير السياسى، وهى من قادت مظاهرات جمعة الأرض دون مشاركة واضحة من الأحزاب السياسية، لافتا إلى هذه المبادرة فقط تريد أن تقول إنها موجودة.
فى المقابل قال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، إن المبادرة ليس من أهدافها تقديم رداً على برنامج الحكومة، وأن الهدف منها ليس طرح رؤية تفصيلية على برنامج شريف إسماعيل، وإنما طرح رؤية سياسية تعيد منطق التواصل بين القوى السياسية للتوافق حول رؤى محل اتفاق وتطرحها على الرأى العام.
وأضاف سامى لـ"انفراد" أنه من ضمن توجهات المبادرة هو إثارة جدل داخل الاحزاب من اجل اثراء هذه الرؤية، لافتا إلى أن هذا ما تقوم به المبادرة فى الوقت الراهن من خلال جولات المحافظات، لافتا إلى أن فكرة طرح رؤية شاملة بديلة مازالت تخضع لنقاش.
بدوره قال السفير معصوم مرزوق، القيادى بمبادرة لـنصنع البديل، إن بيان الحكومة لم يكن الدافع لمهمتنا التى اتخذتها المبادرة على عاتقها، لافتا إلى أن البدائل هى بدائل عن منهج وسياسات كاملة، مشدداً على أن المبادرة وصفت بيان الحكومة بما يستحق فى تصريحات مختلفة لكن مهمتنا اكبر بكثير من بيان الحكومة.
وأضاف معصوم لـ "انفراد" أن الكثيرين انتقدوا بيان الحكومة بما يستحق ووصفوه بأنه مجرد كلام إنشائى، لافتا إلى أنه خلال شهر مايو سيكون هناك طرح للبدائل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى تراها المبادرة علاوة على استكمال الزيارات الميدانية للمناقشة حولها، لافتا إلى أن هناك رجال أعمال ينظرون الآن فى البدائل الاقتصادية التى طرحتها المبادرة لإبداء رأيها فيها قبل العلان عنها.