"ماما أنا عايزة أعمل حادثة زى بابا حبيبى، لأنى عايزة أموت و أروح عنده".. هذا ما قالته "جنة" ابنة الشهيد الرائد محمد السحيلى، أحد شهداء سيناء، اليوم الجمعة، حيث تحيى أسرته الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده فى محافظة الشرقية.
تقول همت الجندى، زوجة الشهيد، طول الوقت بقول لبناتى جميلة، وجنة، يا حبايبى بابا شهيد وبطل، وهو بيجهز لكم بيت فى الجنة، ولازم نرضى بقضاء ربنا وقدره، والحمد لله على كل حال، وربنا يرزقنا صبر أيوب لتحمل فراقه.
والدة الشهيد: آخر مرة سافر أخد قلبى معاه
الحاجة سلوى مصطفى لاشين، والدة الشهيد الرائد محمد السحيلى، قالت فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": "ابنى هو اللى اختار إنه يلتحق بكلية الشرطة، لأنه كان عايز يحمى البلد، ويدافع عنها ويخدمها، وعمى كان لواء فى الداخلية، وشجع محمد على ذلك من أيام الثانوى، والحمد لله ربنا وفقه.
وأضافت: كل مرة كان بيروح الشغل قلبى كان بيتقطع عليه، من كتر الخوف، وكان دائمًا يُقبّل يدى، وكان بيقول لى مقدرش أعيش من غيرك يا أمى، وأنا اللى عايشة وهو اللى راح، وقبل ما يستشهد محمد بيوم، قال لى أنا مستهدف وممكن مرجعش، وآخر مرة سافر أخد قلبى معاه، وحسيت إنه مش هيرجع تانى، وهو كان عايز يستشهد فى سبيل الوطن.
مطالبات لوزير الداخلية
أضافت والدة الشهيد السحيلى: أطالب اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، بتأمين الضباط والمجندين فى سيناء بصورة أفضل، لأننا كل يوم بنسمع عن شهيد جديد فى سيناء، يعنى كل واحد يسافر للعريش ينضرب ويموت ؟ الضباط والجنود فى سيناء لهم أهالى محتاجينهم.
زوجة الشهيد: بنتى بتقول عايزة أعمل حادثة زى بابا لأنى عايزة أروح عنده
وقالت همت الجندى، زوجة الشهيد الرائد محمد السحيلى، أحد شهداء سيناء، اليوم الجمعة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إنه من أصعب المواقف التى واجهتها بعد استشهاد البطل، عندما قالت لى بنتى جنة – عمرها 5 سنوات – يا ماما أنا عايزة أعمل حادثة زى بابا حبيبى، لأنى عايزة أروح عنده، وطول الوقت بقول لبناتى جميلة وجنة يا حبايبى بابا شهيد وبطل وهو بيجهز لكم بيت فى الجنة.
الرائد محمد السحيلى.. إنسان متدين
وأضافت زوجة الشهيد قائلة: البطل كان إنسان متدين، من مواليد سنة 1982، تخرج فى كلية الشرطة سنة 2003، ودايمًا كان يقول أنا بخدم الناس الغلابة، وآخر كلام كتبه على "فيس بوك": أنا بشتغل الشغلانة دى لوجه الله، ولو استشهدت أنا مسبتش لبناتى وزوجتى غير اسم كويس وسمعة كويسة.. وعندما استشهد كان عمره 33 سنة، وأنا كان عمرى 28 سنة.
وأكدت زوجة الشهيد محمد السحيلى قائلة: فى صلة نسب بينى أنا وزوجى، و فى عام 2005، تم تكليفه بخدمة فى جبل الحلال بسيناء، وفى ذلك الوقت كنت أقيم مع والدى ووالدتى فى العريش، والبطل كان صديق أخى، فقام بزيارتنا وأعجب بى، كان عمرى فى ذلك الوقت 18 سنة، وهو كان عنده 23 سنة، واتخطبنا على طول، والسنة اللى بعدها اتجوزنا، والحقيقة محمد سندى والعمود الفقرى بالنسبة لى، ومن أيام الخطوبة وهو بيوصينى أعمل إيه بعد استشهاده، كان دايمًا يقول لى لما أموت خدى بالك من البنات، وقبل ما يروح أى مشوار كان دايمًا يقول "استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه".
الوقوع فى غرام سيناء
قالت زوجة الشهيد الرائد السحيلى: محمد وقع فى غرام سيناء، حب الطبيعة هناك، والعريش كانت جميلة جدًا، ولما كنت بطلب يتنقل من سيناء، كان بيقول لى لو أنا مشيت وغيرى مشى مين هيحافظ على البلد، ويدافع عنها، كان متمسك بالعمل فى سيناء رغم الحياة الصعبة التى لا يتحملها أى أحد، بسبب ضرب النار المستمر، ومعاناتنا من تهديدات بالخطف والاغتيال والتعذيبله ولكل أفراد أسرته، من خلال رسائل على الموبايل، كانوا بيقولوا له عرفنا مدرسة بناتك، عرفنا شكل زوجتك، وكان بيخاف يخرج معانا، لأنه مش عايز حد يعرف شكلنا، لحمايتنا من أى أذى.
وأضافت: رغم إنى كنت عايشة أنا والبنات مع محمد فى سيناء، لكن كان بيمر أكتر من 4 أيام من غير ما يشوف بناته، بسبب الشغل، كان بيوصل البيت وهما نايمين، يقبل رؤوسهم، ويطمن عليهم، وينام شوية، وينزل قبل ما يصحوا من النوم.
زوجة الشهيد: نفسى مسمعش أخبار تانى عن استشهاد ضباط ومجندين
وأكدت: الحمد لله لا نحتاج أى شىء أنا وبناتى، فبعد استشهاد زوجى تم تعيينى موظفة فى شرطة الكهرباء التابعة لوزارة الداخلية، لكن نفسى مسمعش أخبار تانى عن استشهاد ضباط ومجندين، لأنهم شباب زى الورد، وأهاليهم محتاجينهم، وأطالب بتأمين أكتر للضباط والمجندين، خاصة فى سيناء، لأن دمهم غالى مش رخيص، وأدعو الله وأقول: يا رب أبلغ محمد منى السلام، وأأنى أحبه، وعلى عهده، وسأبقى، والحياة بدونه مثل الموت.
جميلة محمد السحيلى: أتمنى بابا يرجع
وأشارت جميلة محمد السحيلى - ابنة الشهيد عمرها 8 سنوات – قائلة: نفسى أبقى مهندسة، لأن بابا كان عايز كدة، وأنا بحب الرسم والتصميم، وبابا كان طيب وبيلعب معانا، وبيهزر، وكان بيخرجنا، وكان بياخدنى فى حضنه، ونفسى بابا يرجع، بابا كان بيعلمنى أرسم كل حاجة، وكان بيشترى لنا كل حاجة، ولما كان بيروح الشغل، كنت بقول له يا بابا ياريت تسمع كلامى وتفضل معانا، لأننا مش عارفين ممكن يحصل لك إيه، وكنت بشوفه قليل أوى، ودايمًا بقول لصاحباتى فى المدرسة إن بابا بطل وشهيد وأنا فخورة به جدًا، وكان بيوصينى دايمًا ويقولى خدى بالك من نفسك وذاكرى كتير، وخدى بالك من ماما، وأختك جنة.
جنة ابنة الشهيد.. عمرها 5 سنوات
كما أوضحت جنة محمد السحيلى – ابنة الشهيد عمرها 5 سنوات – قائلة: عايزة أطلع دكتورة، لأن بابا عايز كدة، وبذاكر لأنى بحب بابا وفخورة به، وبسمع كلامه دايمًا، وكنت بقول لبابا روح الشغل عشان تبقى بطل كبير.
تفجير قسم ثالث العريش
جدير بالذكر، أن الرائد محمد خالد السحيلى، رئيس مباحث قسم ثالث العريش، استشهد بعد أن تم تفجير قسم ثالث العريش، ضمن خمس عمليات إرهابية غادرة فى الثانى عشر من أبريل 2015، شنها الإرهاب على عدة أهداف عسكرية ومدنية بسيناء، وقضى الشهيد عشرة أيام بإحدى المستشفيات إثر إصابته الخطيرة نتيجة شجاعته أثناء عملية إرهابية على القسم، حيث أصيب فى الوجه وشظايا متفرقة بالجسد، وكانت حالته الطبية حرجة للغاية، فناداه الله إلى الجنة.
البطل شارك فى القبض على عادل حبارة
وكان الشهيد ضمن القوات المصرية التى نفذت العمليات العسكرية على إرهابيى جبل الحلال فى 2005، وكان أيضاً ضمن 7 أبطال قاموا بالقبض على عادل حبارة، ونفذ عددًا كبيرًا من العمليات ألقى القبض فيها على تجار مخدرات كبار بسيناء فى فترة عمله بمكافحة المخدرات، وخدم فى قوات الأمن ببورسعيد بعد تخرجه من أكاديمية الشرطة عام 2003، ونقل بعدها إلى قوات الأمن المركزى بسوهاج، وسط إلحاح منه للانتقال إلى سيناء، وتم نقله بعد مسيرة مشرفة من العمل فى مكان خدمته.