71 عاما على مقتل أول مرشد لجماعة الإخوان، ومؤسسها حسن البنا، حيث لم يكن يعلم مؤسس الجماعة أنه بعد 91 عاما على تأسيس الجماعة أن تمر بهذه المرحلة من الأزمات الداخلية الطاحنة، وصلت إلى حد نشر فضائح الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعى، فحسن البنا يعد الأب الروحى للتنظيم، حيث شهدت الجماعة فى حقبة أول مرشد لها الاتجاه للعنف وتدشين النظام الخاص، الذى يؤكد مراقبون أنه تم إنشاؤه فى منتصف ثلاثينيات القرن الماضى، حيث يعد هذا التنظيم هو الفاعل الرئيسى لعمليات الاغتيال التى شهدتها مصر فى نهايات اربعينيات القرن الماضى، أبرزها اغتيال الخازندار، وكذلك النقراشى.
ثروت الخرباوى فى كتابه "سر المعبد 2"، كشف كثير من كواليس حياة حسن البنا، حيث أكد أصوله ليست مصرية وجده كان رحالة قادم من المغرب، كما أنه كان صديق مؤسس "عبدة الشيطان" آلستر كراولى منذ عام 1927، وكان له علاقة بالمحفل الماسونى بباريس.
ومن بين المعلومات التى كشفها ثروت الخرباوى عن حسن البنا أنه حصل على 500 جنيه من رئيس المحفل الماسونى بباريس لإنشاء الإخوان، كما أنه أقام علاقات بين تنظيمه الخاص وشبكة "لافون" الصهيونية، تستر على فضائح صهره عبد الحكيم عابدين الجنسية، شهدت الجماعة فى عهده انشقاقات كبيرة على رأسها "جماعة محمد".
كوارث البنا داخل جماعة الإخوان، كشفها أحمد السكرى، شريك البنا فى مرحلة تأسيس الجماعة، والذى كان يعد الرجل الثانى فى الجماعة فى بدياتها، حيث كشف فى مذكراته عن حسن البنا، فضيحة فساد عبدالحكيم عابدين، صهر مؤسس الجماعة، الذى تولى التنظيم السرى، بعد عبدالرحمن السندى، وتورط فى فضائح جنسية مع نساء من الجماعة، فتستر عليه البنا، ورفض إقصاءه، وكل ما فعله البنا هو طرد صديقه أحمد السكرى من الجماعة، بعدما كشف عن القصة.
وكشف السكرى، طريقة مبايعة الإخوان لحسن البنا، قائلا له:"إن قلت أن مبايعة الإخوان لك تقتضيك التصرف الفردى فى شؤون الدعوة وشؤونهم، فإن الحق يرد عليك بأن البيعة فى حدود ما أنزل الله وما رضى عنه، لا تحكيم الهوى والخروج على المبادئ، ومسايرة أهل الدنيا على حساب الدعوة".
أما عن صلة الإخوان بالمخابرات البريطانية، فإن كتاب بريطانى يدعى "العلاقات السرية"، كشف هذه العلاقة، للكاتب مارك كيرتس، والذى صدر عام 2010، حيث أكد وجود صلات قوية بين الإنجليز، والجماعة فى النصف الأول من القرن الماضى، بدأت فى الحرب العالمية الثانية، وأكد أن جماعة الإخوان شهدت نموا ملحوظا بقيادة حسن البنا، والذى يسعى لتأسيس مجتمع إسلامى ليس فى مصر فقط، ولكن فى كل أقطار الدول العربية؛ ولذلك أنشأ العديد من الفروع لجماعته، فى كل من السودان والأردن وسوريا وفلسطين وشمال إفريقيا.
وأضاف فى كتابه:"الإخوان فى عهد البنا قدمت نفسها للمجتمعات الأوروبية ومن بينها بريطانيا على أنها بديلا للحركات الدينية وحركات القومية العلمانية والأحزاب الشيوعية فى مصر والشرق الأوسط، وذلك لجذب انتباه كل من بريطانيا العظمى والولايات المتحدة، وهما القوتان الموجودتان على الساحة فى تلك الفترة".