تعتبر أفكار حسن البنا هي الأفكار الرئيسية التي نشأت عليها جماعة الإخوان وكل التنظيمات الإرهابية التي ترفع السلاح على الأوطان العربية وعلى رأسهما داعش والقاعدة، وفى الذكرى الـ 71 لمقتله تثار العديد من الأسئلة حول ما إذا كان حسن البنا يعد أخطر من سيد قطب؟ وهل تورط النظام الخاص في قتله؟ في الوقت الذى كشف فيه خبراء بالحركات الإسلامية التاريخ الأسود لمؤسس الجماعة.
في هذا السياق قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن حسن البنا هو مؤسس جماعة سعت لخلق إسلام مواز غير الذي يعتنقه المصريون والمسلمون في العالم بغرض شق صفوف الأمة المصرية وشق صف الأمة الإسلامية وإضعافها عبر الصراعات والخلافات الدينية، وبأفكاره وممارساته على الأرض، كما أنه ألهم الكثيرين ليكون انتماءهم لجماعة قبل وفوق انتماءهم للإسلام الأصيل الحقيقي وقبل وفوق انتماءهم لأوطانهم كما ابتدع كارثة العمل السري تحت الأرض بغرض تنفيذ اغتيالات ضد خصوم الجماعة.
وأضاف الباحث الإسلامي لـ"انفراد"، إن حسن البنا أخطر بكثير من سيد قطب، لأن الأخير واضح وصريح في خصومته وتكفيره وإعلانه العزلة والعداء للدولة والمجتمع وبهذا الوضوح وبمواقف سيد قطب الحادة يصبح استهداف تنظيمه أسهل بكثير لأنه مفصول عن المجتمع والدولة ومعلن العداء والحرب بشكل حاد كما جري في تنظيم 65م، أما حسن البنا فهو مناور مخادع يراوغ بين السرية والعلنية ويحرض على القتل ثم يتبرأ من القاتل الذي حرضه ويرتكب العنف في السر مساءًا ثم يجتمع مع الساسة ويختلط بالناس والجمهور والنخب في العلن صباحا .
وتابع هشام النجار: حسن البنا يعتنق فكر التكفير والعنف والتغيير بالقوة لكنه يحاول اولا بالغزو الناعم والمشاركة في الانتخابات ويتغلغل بنعومة في المجتمع حتى يقوى تنظيمه شيئا فشيئا ويكبر حتى يهيمن على فضاء الدولة ومؤسساتها، ولذلك ففكر وممارسة البنا أخطر بكثير من قطب.
فيما قال إبراهيم ربيع، القيادى الإخواني السابق، والمتخصص في شئون الجماعات الإرهابية، إن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، له سجل حافل بالتطرف والإرهاب، منذ أن قام بتأسيس هذه الجماعة الإرهابية، وله تاريخ أسود في الاغتيالات السياسية، والتحريض والإرهاب المستمر الذى نشأت عليه هذه الجماعة الإرهابية.
وأضاف القيادى الإخواني السابق ، أن تاريخ الإخوان منذ التأسيس سنة 1928، وربوا كل من فيها على أن الشهيد عند الإخوان من يموت في سبيل التنظيم، أما من يموت في سبيل الدفاع عن التراب الوطني وحماية الشعب ومقدراته، فهو فى عقيدتهم الفاسدة يموت فى سبيل الطاغوت، فقد قال لهم كبيرهم الذي علمهم الخيانة إمامهم حسن البنا في رسالة التعاليم (هذه رسالتي إلى الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين الذين آمنوا بسمو دعوتهم وقدسية فكرتهم وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها أو يموتوا في سبيلها) لاحظ يموتوا في سبيلها، وليس في سبيل الله أو فى سبيل الوطن".
بدوره أكد عمرو فاروق، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن التنظيم الخاص، هو من أقدم على اغتيال حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، بعد أن قام بالخضوع لتفاوضات الحكومة المصرية، لتسليم الملفات والوثائق السرية الخاصة بالتنظيم المسلح، وعناصره والمقرات التي تم اتخاذها كأوكار وغرف لإدارة العمليات الإرهابية مقابل التغاضي عن البنا كمحرض أساسي في العمليات الإرهابية التي شهدتها الدولة المصرية بين عامي 1947، 1948، وفي مقدمتها اغتيال رئيس وزراء مصر، النقراشي باشا لكن كعادة الإخوان في التلفيق أشاعوا تورط الملك فاروق في عملية الاغتيال.
وأضاف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: لم تكن واقعة اغتيال البنا على أيدي رجال التنظيم الخاص، هي الوحيد في ملف جرائم التنظم المسلح، لكنه تورط في اغتيال فايز حلاوة، الذي تم تنصيبه كقائد للتننظيم إبان فترة المرشد الثاني حسن الهضيبى، وأيضا التخطيط لمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في حادث المنشية عام 1954، والتخطيط لاغتيال عبد الرحمن السندي مؤسس التنظيم الخاص، الذي قرار كشف الكثير من الأسرار في مذكراته التي عزم على صياغتها، بعد أن غادر الجماعة كلية، وكذلك التخطيط لاغتيال الشيخ محمد الغزالي الذي فضح تبعية الجماعة والتنظيم الخاص للأجهزة الاستخباراتية الغربية .