نقلا عن العدد اليومى...
«غشاء البكارة» هذه القطعة الجلدية الرقيقة التى وهبها الله للفتاة ليكرمها ولتكون علامة لعذريتها، تحولت مع الوقت وبفضل الوساوس والشكوك المجتمعية والعادات والتقاليد حول إمكانية فضه، إلى كابوس مزعج، تحوّلت الهبة الربانية إلى نقمة وابتلاء للفتاة، لتظل مخاوف فقدان عذريتها تحيط بها فى أجمل وأهم فترات الحياة المراهقة والشباب، حتى تتزوج وتتأكد بنفسها أنها عاشت أوهاما ليس لها وجود.
بين تحريم ارتداء الملابس الضيقة، والابتعاد عن ممارسة الرياضة العنيفة والنهى عن ركوب الدراجة والخيل، تشكلت مصادر رعب الفتاة العربية التى ترى فى كل هذه المهام اليومية العادية والتى تمارسها غيرها من الفتيات حول العالم، وتحولت إلى فزاعة تطارد أحلامهن الوردية وتقلبها إلى كوابيس مزعجة، على الرغم من تأكيد الرأى العلمى والطبى الذى ينفى أى علاقة بين هذه الأفعال وبين فقد العذرية.
حكايات فتيات فقدن التمتع بالشباب بسبب الخوف من «الشطاف والبنطلون الجينز»
هناك بعض السلوكيات والأفعال اليومية العادية التى تعتاد على القيام بها الفتيات حول العالم دون أدنى تفكير فى التعرض للأخطار من جرائها، لكن كعادة الفتيات الشرقيات والمجتمع الشرقى والمصرى على وجه الخصوص لا يترك أى تفصيلة إلا ويتوقف عندها كثيراً، فتحولت الشطافة والدراجة والحصان والسراويل الضيقة وكلية تربية رياضية بقدرة قادر إلى أشياء قادرة على أن تفقد البنت عذريتها، ومن هذه المفاهيم المغلوطة تشكلت وتكونت حكايات الرعب والتوتر والقلق الدائم لدى الفتيات اللاتى يعشن طوال حياتهن يدفعن ثمنا غالياً للحفاظ على لقب آنسة.
«كان كل حلمى الالتحاق بكلية تربية رياضية لكن وقف والدى ووالدتى أمام رغبتى فى هذه الدراسة المميزة بالنسبة لى، بحجة الحفاظ على عذريتى».. هكذا بدأت « أمينة» الفتاة العشرينية حديثها وتصف مأساتها بالتحاقها لصفوف كلية التجارة على الرغم من كرهها للمواد الرياضية والحسابية بسبب مخاوفها من كلية التربية الرياضية التى طالما كانت مصدرا لرعب الفتيات قائلة: «أحب لعب الكرة الطائرة منذ صغرى وشاركت بأكثر من مسابقة رياضية على مستوى المدارس فى الجمهورية، وعندما جاءتنى الفرصة لصقل الموهبة بالدراسة، وتحقيق حلمى الذى عشت طفولتى أنتظر استكمال ملامحه، جاءت مخاوف أهلى من الانضمام لكلية التربية الرياضية بالنسبة لى كفتاة بسبب التمارين الشاقة وفتح الحوض، وغيرها من التدريبات الجسدية التى من الممكن أن تفقدنى عذريتى وتتسبب فى فتح غشاء البكارة، دون عمد من وجهة نظرهم.
متابعة: «لكن للأسف بعد محاولات طويلة لإقناعهم استسلما تماماً ورفعا الراية البيضاء، وجاء دورى لأنفذ قرارى الذى حاربت من أجله، لكن لكى أكون صادقة تسلل الخوف إلى قلبى أنا الأخرى وراجعت حساباتى سريعاً وتخوفت من أن أحقق حلمى العملى على حساب انهيار حلمى فى الزواج والأمومة إذا لا قدر الله أفقدتنى هذه الحركات العنيفة أعز ما أملك كفتاة مصرية شرقية».
لم تكن كلية التربية الرياضية وحدها هى فزاعة البنات وحدها إنما كان «الشطاف» هو الآخر العفريت المزعج، ويتمثل فى الرعب الذى يسببه للبنات عند اندفاع الماء بقوة، والاعتقاد أن هذا الاندفاع من الممكن أن يخترق الأماكن المحظورة ويؤثر على الغشاء، «تلخص هذه القصة القصيرة الحزينة مأساة «داليا» الفتاة الثلاثينية التى قضت أوقاتا سيئة للغاية قبل زواجها كلما دخلت بيت الراحة، لكن مع هذه المعتقدات والمعلومات المخيفة التى تدور حول «الشطاف» تحول إلى بيت الرعب مثلما وضحت «داليا» قائلة:
كانت أمى تحذرنى دائما من عدم التحكم فى حركة وقوة يدى عند لف المفتاح الخاص «بالشطاف»، خوفا من أن أضغط عليه أكثر من اللازم الأمر الذى قد يسرب لى كمية أكبر من الماء تؤثر سلباً على غشاء البكارة ومرة تلو الأخرى من الممكن أن تمزقه، وللأسف كلمات والدتى كانت أشبه بالوصايا العشر فى الأفلام وحكايات الرعب، وتسببت لى فى وسواس وفوبيا «الشطاف».
مضيفة: «فكلما دخلت إلى المرحاض تذكرت كل هذه الكلمات المخيفة وحاولت أن أضع خطة معينة أستطيع بها أن أفتح «الشطاف» بأقل خسائر ممكنة، لكن بعد زواجى ندمت على كل هذه السنوات التى أضعتها فى الخوف من السراب والأوهام، واكتشفت أن الموضوع أصعب من ذلك بكثير وأن هذا السيل من الماء هو للنظافة الشخصية فقط».
أما «سالى» فكانت حياتها مقيدة إلى أبعد الحدود وعبارة عن سلسلة من المحرمات وقائمة من الممنوعات التى عاشت تطبقها على نفسها دون أن يراقبها أحد، فالتحذير منها كان كافياً بالنسبة لها للحرمان من أشياء كثيرة فى فترة الشباب، لم تعد قادرة على فعلها الآن وهى تقترب من سن الأربعين، فسردت سالى تفاصيل هذه القائمة، قائلة:
السراويل الجينز، الملابس الداخلية الضيقة والرفيعة، ركوب الخيل والدراجات، فتح الحوض، الجمباز، وغيرها من المحظورات التى حرمها المجتمع علينا كفتيات وأطفال وحرمناها نحن على أنفسنا لنحافظ على غشاء بكارتنا، الذى طالما رسمت فكرة عنه لنا، وكأنه قطعة رقيقة جدا، وموجودة على السطح من جهازنا التناسلى، وأى حركة مهما كانت بسيطة يمكنها أن تلحق الضرر به، الأمر الذى حوله من هبة من الله ودليل على شرفنا وعذريتنا، إلى هم ثقيل نحمله على قلوبنا يعيشنا فى حالة من الرعب ويحرمنا من العيش بطريقة طبيعية من أجل الحفاظ عليه، وفى النهاية بعد الزواج نكتشف أننا كنا نحيى كذبة كبيرة، لكن بعد أن يفوت الأوان ومرور أحلى أيام حياتنا.
الطب النفسى: المفاهيم المجتمعية الخاطئة وراء تضخم «فوبيا الغشاء»
أشارت الدكتورة «شيماء عرفة» إخصائى الطب النفسى إلى المفاهيم والمعتقدات المجتمعية الخاطئة التى توارثناها جيلا بعد جيل، دون حقيقة علمية واحدة تؤكدها، أو مصدر معلوم ومعروف يصرح بها، كانت السبب وراء بعض المشاكل والعقد النفسية والجنسية التى يعانى منها مجتمعنا الشرقى والمصرى على وجه الخصوص.
متابعة: ويعتبر الهوس و«الفوبيا» من فض غشاء البكارة واحدة من هذه الحكايات والتابعة لمنظومة العادات، والتقاليد التى تكتسح المجتمع وتحرم بعض الأشياء وتنهى عن القيام بالعديد من السلوكيات اليومية دون حجة أو سبب منطقى، فتربت النساء على نصائح وتحذيرات الأم والجدة من بعض الأفعال مثل ارتداء ملابس ضيقة وركوب الدراجة وغيرها من الأشياء التى قد تؤدى إلى تمزيق غشاء بكارتهن والقضاء على عذريتهن، دون أن يرجعن لحادث معين أو تحليل علمى يقر ذلك، إنما اعتمدن فقط على تحليل الجدات للموقف وانتشار النصيحة مثلها مثل أى شائعة تكتسح مجتمعنا بسرعة الصاروخ.
وأضافت «عرفة»: السبب فى الأساس من انتشار هذه التحذيرات وتحولها إلى فوبيا حقيقية، هى الطريقة النفسية التى يفكر بها مجتمعنا الذكورى، فتحول غشاء البكارة « إلى شىء مقدس، يحافظ عليه الفتيات ويسعى إليه الرجال، وذلك من أجل إثبات قضايا اجتماعية ونفسية أخرى مثل «الشرف والعرض» وبسبب أهمية هذه المفاهيم لدى الرجال جاءت أهمية هذا الغشاء عند النساء، وكأنه الدليل الوحيد على شرف البنت.
ومن هنا تفجرت المخاوف حول فضه مبكراً أو قبل الأوان، وبدأت النساء يحصن أنفسهن من أى شىء مهما كان بسيطا، من أجل إرضاء المجتمع الذى يحكم عليهن من خلاله وإرضاء الرجل الذى يتربع على عرش مجتمعه.
طبيبة أمراض نساء: السراويل الجينز والألعاب الرياضية غير مسؤولة عن فقد العذرية
أكدت الدكتورة «أمل عبدالعال» استشارى أمراض النساء والتوليد أن السراويل الجينز والألعاب الرياضية وركوب الدراجة والخيل ليست أسبابا علمية أو منطقية بإمكانها أن تفض غشاء البكارة أو تفقد البنت عذريتها بسهولة، كما يشاع فى مجتمعنا، إلا إذا تعرضت الفتاة لحادث ما أو استخدام مفرط مثلا فى بعض التمارين الرياضية التى من الممكن أن تمهد الطريق لغشاء البكارة ولا يمكن أن تمزقه على الإطلاق، موضحة:
يجب أن نتعرف على شكل ومكان هذا الغشاء حتى نتأكد أن موضوع فضه أمر صعب للغاية، فهو عبارة عن غشاء رقيق من الجلد يوجد فى أول المهبل لدى العذراوات، ويزداد قوة مع تقدم السن، يعمل على إغلاق الفتحة الفرجية بصورة كاملة، ويكون على بعد 2-2.5 سم من خارج المهبل محافظا عليه بالشفتين الصغرى والكبرى، تولد به البنت وينمو مع نمو الجسم كحال باقى الأعضاء.
متابعة: وفى مرحلة المراهقة تختفى منه أجزاء كى يسمح لدم الدورة الشهرية بالنزول من الرحم، ونتيجة لذلك تعددت أشكال الغشاء، مثل المطاطى والهلالى وغيرها، وبسبب تعدد أشكاله ووجوده قريب من منطقة الخارج من المهبل تكونت هذه المخاوف من فضه بسهولة.
لكنها مجرد مخاوف وأوهام وبعيدة عن أرض الواقع، لأن الماء المندفع من الشطاف مهما كانت قوته والسروال الجينز مهما كان ضيقا، والدراجة مهما كانت حدة مقعدها إذا لم تتعرض لها الفتاة بشكل متعمد لتخترق هذه المنطقة على وجه الخصوص لن يحدث ذلك الفض على الإطلاق، وكل ما يمكن أن يحدث أن يتعرض الغشاء لبعض الخدوش فى حال التعمد الواضح والصريح لفضه أو التعرض لحادث نتيجة للاستخدام الخاطئ لمثل هذه العادات اليومية.
جوزى عايزنى أسيب الشغل.. أسيب مين فيهم؟!.. ابتعدى عن الضغط والتصعيد وابدئى فى إقناعه بوجهة نظرك
حكاية قد تعكس معركة أزلية تدور رحاها بين زوج يرى أن الزوجة مكانها «بيت جوزها»، وامرأة ترى أن من حقها الحياة وتحقيق الذات، شكوى معروفة التفاصيل سلفًا بدأت بالرسالة الآتية: «جوزى ده كان زميلى فى الجامعة وكان بيحبنى جدًا، وكان نفسه نرتبط بأى شكل، المهم اتقدملى وقرينا الفاتحة واتخطبنا، وبابا كان كل همة إنى أتجوز راجل يكون محترم وراجل، وهو أثبت حسن نية، تمر الأيام وتفوت السنين، وهو راضى بالشغل ومبسوط، وكمان كنت بساهم فى البيت، لحد من كام شهر قرر فجأة إنى أسيب شغلى، أنا موظفة فى شركة خاصة بس بردوا مقدرش أعيش من غير شغل، حصلت مشاكل كتير وحاولت أقنعه إنه يوافق على الشغل، لكن هو مصمم إنى أكون ست بيت من اللحظة دى، وأنا مش عايزة أدخل أهلى علشان المشكلة متكبرش، بس إصراره على إنى أسيب الشغل خلانى فكرت إنى أسيب البيت كنوع من الضغط عليه، بس الحقيقة إن الخطوة دى أثرت عكس، وهو صمم أكتر على رأيه، مش عارفة أعمل إيه ولا أتكلم معاه إزاى، أنا عايزة أشتغل وبردوا مش عايزة أتطلق، وأهلى شايفين إنه أعدى الموقف ومش عارفة ألاقى حل.
التعليق على الحكاية
«فى البداية يجب أن تعرفى أن زوجك قد انتهج طريقة خاطئة للتعامل مع هذه الأزمة، وضعك فى موقف صعب للغاية، فالمساومة فى حد ذاتها أسلوب غير جيد، ويجب ألا يكون هو الطريقة المتبعة بين الأزواج، لأن الحياة تتطلب الكثير من التسامح، ومثل هذه الأزمات والمشاكل لا تحل بهذه الطريقة، فيجب أن تعالجى هذا الأمر، وتلفتى نظره أنه يجب ألا يساومك أبدًا، أما فيما يخص الأزمة نفسها فيجب أن تبحثى عن طريقة مناسبة للحوار، وتبتعدى عن الضغط والتصعيد كأسلوب للحوار بينكما، وتبدئى فى إقناعه بوجهة نظرك، خصوصًا أنكِ تسعين إلى البحث عن حل، وليس تصعيد الأزمة أكثر من ذلك، استمعى إلى أسبابه ودوافعه مادام أنه سمح لكِ بالعمل كل هذه الفترة.
5 مفاهيم خاطئة عن فض الغشاء ليلة الدخلة وتصحيحها
تعانى النساء من بعض الأفكار السلبية عن ليلة الدخلة، ومشكلة فض غشاء البكارة، نتيجة للاستماع إلى كلمات الأصدقاء والأقارب التى عادة ما تكون مغلوطة، وتمدهن بمعلومات خاطئة عن ليلة الدخلة والعنف الذى يحدث بها من أجل تحقيق هدف الزوج فى فض الغشاء، وما يترتب عليها من آلام والتهابات تعانى منها الزوجة فترة طويلة بعد أول عملية اتصال جنسى لها مع زوجها.
لذلك نصحح الـ 5 مفاهيم الخاطئة:
غشاء البكارة رقيق ولا يحتاج إلى العنف لفضه، لكنه يحتاج إلى طريقة معينة لاختراق هذا العضو التناسلى.
الألم يكون وقتيًا نتيجة تمزق الغشاء، ولا يترك أثرًا فيما بعد، مادامت كانت الفتاة لا تعانى من التهابات المبايض.
نحتاج إلى عملية تطهير بعد أول عملية اتصال جنسى، من خلال الجلوس فى ماء دافئ يحتوى على مطهر مختص بهذه العملية.
ليس هناك أى حقيقة فى بعض الأقوال التى تشير إلى التعب والمرض الذى يلحق بأول عملية اتصال جنسى.
أيضًا لا توجد صحة فى أى كلمة تشير إلى النزيف الذى يحدث نتيجة عملية الفض، إنما ينتج كمية دم قليلة، وإذا حدث غير ذلك يجب التوجه إلى الطبيب سريعًا.