أعلن وزير الخزانة البريطانى ساجد جاويد استقالته من منصبه فى إطار التعديل الحكومى الذى يجريه رئيس الوزراء بوريس جونسون اليوم، الخميس.
وقالت صحيفة الجارديان إن جاويد استقال من منصبه بعد أن طلب منه جونسون إقالة كل مستشاريه فى خطوة من قبل داوننج ستريت لفرص السيطرة على وزير الخزانة.
وقد تم استبدال جاويد بنائبه روشى سوناك، السكرتير الرئيسى للخزانة، والذى كان مفضلا داخل الحكومة البريطانية. وبذلك يعد سوناك من الوزراء الشباب في الحكومة البريطانية حيث يبلغ من العمر 40 عاما وكان عضو بالبرلمان عن حزب المحافظين.
وكان جاويد قد تولى منصبه منذ الصيف الماضى، واصطدم مرارا مع دومنيك كومينجز المستشار الرئيس لجونسون حول قضايا مختلفة من بينها القيود على الإنفاق.
ويأتى الرحيل الصادم لجاويد، أول مسلم يتولى منصبا وزاريا فى الحكومة البريطانية، قبل أسابيع من الموعد المقرر لتقديمه أول ميزانية له، وسيتولى خلفه الآن هذه المسئولية على الرغم من أنه دخل البرلمان قبل أقل من خمس سنوات.
وقال مصدر مقرب من جاويد إنه تخلى عن مهمة المستشار.
وقال رئيس الوزراء إنه سيقيل كل مستشاريه وسيستبدلهم بمستشارين من رقم 10،مقر الحكومة البريطانية، ليجعلهم فريقا واحدا.
وقال جونسون إنه لا يوجد وزير يحترم نفسه سيقبل بمثل هذه الشروط.
وكان ساجد جاويد من أقوى المؤيدين لبوريس جونسون فى المنافسة على زعامة حزب المحافظين، ورئاسة وزراء بريطانيا، فى حين أن أعداءه كثفوا الجهود لعرقلته.
وأصبح وزير الداخلية البريطانى العام الماضى، أبرز أعضاء الحكومة الذين أعلنوا تأييدهم لجونسون، وقال إنه "فى وضع أفضل" من جيريمى هانت" لتقديم ما يتعين علينا القيام به فى هذا الوقت الحرج".
وجاء تغيير جونسون لجاويد بدون سابق إنذار، مما ترك وزير الخزانة ومستشاريه فى حالة صدمة. واقترح أن يتخلص جاويد من كل فريقه السياسى والساح لرقم 10 بغنشار وحدة مشتركة تجمع المستشارين مع جونسون.
من جانبه، قال جون ماكدونيل وزير الخزانة فى حكومة الظل المعارضة إن استقالة جاويد أظهر أن كومينجز قد فاز بشكل واضح فى المعركة لفرض السيطرة الكاملة على وزارة الخزانة وتثبيت رجله الخاص كمستشار.
وتابع قائلا إنه يجب أن يكون هذا سجل تاريخى مع وجود أزمة فى الحكومة التى لم يمض شهرين على توليها.
وتقول الجارديان إن العلاقة كانت سيئة بين الحكومة البريطانية ووزارة الخزانة منذ أن أقال كومينجز السكرتيرة الصحفية لجاويد سونيا خان فى أغسطس بدون مشاورته بعد أن زعم أنها مسئولة عن تسريبات، وهو ما نفته، ورفضت تسليم هاتفها وأخرجها الامن من المبنى.
وبعد هذه الواقعة بدأت الخلافات بين مستشار جونسون وفريق جاويد بشأن السياسة الاقتصادية للمحافظين فى الانتخابات ومضمون الميزانية.
وكان جاويد يدفع نحو قواعد مالية أكثر صرامة، بينما أراد فريق جونسون قيودا على الإنفاق.
وعلى الرغم من أن داوننج ستريت أصر مرارا على أن العلاقات الشخصية بين جونسون وجاويد حيدة، وأن رئيس الوزراء حضر حفل عيد ميلاد وزير الخزانة الخمسين مع شريكته كارى سيموندز التى كانت مستشارة لجاويد، إلا أن التوترات كانت تظهر منذ أشهر على مستوى المستشارين.