يشهد لبنان حالة من الجدل فى الساعات الأخيرة عقب تردد أنباء قوية تفيد بمحلاقة حزب الله للإعلامية اللبنانية كارول معلوف ووضعها على قائمة الاغتيالات، على خلفية مقابلة أجرتها معلوف مع أسيرين لحزب الله لدى جبهة النصرة بريف حلب، إضافة لهجومها الشرس على الأمين العام للحزب حسن نصر الله على مواقع التواصل الاجتماعى لقتال الحزب فى سوريا.
فيما تقدم مؤسس علم الأنتروستراتيجيا الدولية، اللبنانى عباس مزهر، ببلاغ إلى النيابة العامة التمييزية فى بيروت بحق الإعلامية كارول معلوف، على خلفية المقابلة التى أجرتها مع أسرى حزب الله، متهما إياها بانتهاك القوانين الدولية والإقليمية والوطنية، ودخولها الأراضى السورية خلسة، ومساسها بالسيادة الوطنية ومواقف لبنان من الإرهابيين، إلى جانب مساسها كذلك بصيغة العيش المشترك عندما استهدفت من مقابلتها مكوّناً لبنانياً أساسياً يتمثّل بالمقاومة فى لبنان.
وقال الباحث الإستراتيجى المقرب من "حزب الله"، فى بلاغه- الذى نشره على مواقع التواصل الاجتماعى- إن "معلوف تجاوزت قوانين الإعلام اللبنانى الذى لا يجوز أن يتناول مادة تسىء لطائفة أو لمكون لبنانى، عندما بثّت لقاءً تلفزيونياً باطلاً"، على حد قوله.
فيما أعلن عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى لبنان تضامنهم مع الإعلامية اللبنانية كارول معلوف، مؤكدين أنها أدت رسالتها الإعلامية كما يفترض بها، وأنها لم تخرج عن أصول المهنة.
ومن جانبها، أكدت الإعلامية اللبنانية كارول معلوف أنها لم تتلق أى تهديدات مباشرة من حزب الله، مشيرة إلى أن الحزب يبعث برسائل غير مباشرة عبر وسطاء أو مقربين منهم لترهيبها عقب المقابلة التى أجرتها مع أسيرين لحزب الله فى ريف حلب فى الأسابيع الأخيرة.
وأكدت الإعلامية اللبنانية، فى تصريحات خاصة، لـ"انفراد"، مساء الجمعة، أن شخصية لبنانية مقربة من حزب الله أعلنت تقدمها ببلاغ للنيابة ضدها لكنها لم تتسلم أى دعوة حتى اللحظة، مشيرة إلى أنه بمجرد سفرها من بيروت تم الإعلان عن تقدم عباس مزهر بالبلاغ للنيابة، موضحة أنها قرأت فى وسائل الإعلام أنها على قائمة اغتيالات حزب الله، قائلا: " أعتقد ما يقوم به حزب الله عبارة عن مجموعة من الضغوطات التى تمارس من قبل نظام سياسى بعينه.. النظام السورى أو الحزب أو النظام الأمنى السورى فى لبنان."
وأوضحت "كارول معلوف" أن الحملة التى يشنها حزب الله فى الوقت الراهن هدفها إسكات صوت مسيحى داعم للثورة السورية عبر ترهيبها، مؤكدة أنها تتواجد خارج لبنان للقيام بعمل حول الثورة السورية وتهديدها يهدف لمنعها من تصوير تقارير استقصائية تحرج حزب الله.
وبسؤالها عما تردد عن زواجها من أمير جبهة النصرة فى سوريا، أكدت الإعلامية اللبنانية أن ما تردد شائعات أطلقها حزب الله لاغتيالها معنويا عبر نشر أخبار هدفها التشهير بها، مشيرة إلى أن حملات التشويه زعمت أن علاقات تجمعنى مع شخصيات إرهابية وتنظيمات متطرفة تقاتل فى سوريا"، موضحة أنها على اتصال مع الجيش السورى الحر وأحرار الشام والتنظيمات المدنية، بحكم عملها الصحفى.
وأكد الإعلامية اللبنانية أن دخولها إلى سوريا لتسجيل المقابلة مع أسرى حزب الله تم عبر الحدود السورية التركية المفتوحة عندما دخلت إلى شمال سوريا، موضحة أنها لم تقل لشباب حزب الله أن يسافروا للقتال فى سوريا وأنها لم تكن سببا فى اعتقالهم، مشيرة إلى قيامها بأداء عملها عبر التسجيل فى منطقة لا يتم تغطيتها.
وكانت الإعلامية كارول معلوف قد التقت بالأسيرين التابعين لحزب الله حسن نزيه طه (37 سنة) ومحمد مهدى هانى شعيب (39 سنة)، خلال زيارتها إلى ريف حلب الجنوبى وإدلب فى ديسمبر الماضى، وتحدث الأسيران فى المقابلة عن الدافع المالى للانخراط فى صفوف حزب الله للقتال فى سوريا، بسبب صعوبة الوضع المعيشى فى لبنان، إلى جانب الشحن الطائفى للمقاتلين.
وكشف الأسيران نظام الحزب مع عناصره، حيث يشترط على المنتسبين المدنيين الالتحاق بفترة "مرابطة" لمدة 15 يوما سنويا، مشيرين إلى أن هذه الفترة كانت سابقا على الجبهة مع إسرائيل لكنها اليوم تتم فى سوريا، واعترف الأسيران بأنهما دخلا إلى أرض ليست أرضهما فى سوريا، ووصفا حزب الله ومقاتليه بـ"الغزاة"، مشبهين هذه الحالة بحال إسرائيل، وقالا إن دخول مقاتلى الحزب إلى سوريا غير مبرر.
وأشار الأسيران إلى أن غالبية المقاتلين إلى جانب النظام السورى هم من غير السوريين، من حركة النجباء العراقية والمقاتلين الأفغان من لواء "فاطميون"، فيما عناصر قوات النظام هم أقلية ويجرى استخدامهم إعلاميا فقط، ووجه الأسيران رسالة إلى الشباب المتأثرين بدعاية الحزب لكى "ينتبهوا"، مع دعوة صريحة بعدم التورط بحمل السلاح.