-علم الاجتماع: الظاهرة تغير نسيج المجتمع المصرى.. وعلم النفس: فيس بوك محرك للدعارة وليس شريكاً فيها
"سوق جديد لتجارة المتعة" هكذا يمكن وصف الصفحات التى تطالعك يومياً معلنة عن تحول "فيس بوك" لعالم موازٍ للترويج "للدعارة" بكل أشكالها.
صفحات مختلفة الأسماء والأنواع وخرجت عن كل أجواء السرية التى أحاطت قديماً بعالم "المتعة"، ونقلت تجارة الجنس بكل أطرافها وتفاصيلها إلى مرحلة أخرى تبتعد تماماً عن أماكنها الثابثة التى استقرت قديماً على أرصفة الشوارع الشهيرة بكونها مراكز "للدعارة" فى القاهرة الكبرى. ما بين الصفحات التى تعرض "فتيات للمتعة" مصحوبة بباكدج للأسعار، لأخرى تطرح عروضاً لممارسة المتعة "أونلاين" بواسطة الكاميرا، وصولاً لصفحات تعلن بدون خجل عن تجمعات خاصة "للشواذ" وتبادل الزوجات والأمهات أحياناً، تنوعت طرق التجارة على مواقع التواصل الاجتماعى الذى تحول لفرصة سهلة للترويج للمهنة التى لم تعد بحاجة إلى ارتداء ملابس فاضحة والوقوف تحت أعمدة الإنارة فى الشوارع الرئيسية، مئات الصفحات التى رصدها انفراد خلال رحلة البحث عن أسرار تجارة الجنس على فيس بوك، هى التى تؤكد ظاهرة "الجنس للجميع" التى يتبناها من وجد استغلالاً مختلفاً لصفحات مواقع التواصل الاجتماعى فى فضح كل ما هو سرى وغير معلن من خلال صفحات تعمل بكثافة للحصول على المتعة أو بيعها.
بداية رحلة البحث..
الوصول إلى أحد ممارسى تجارة الجنس عبر "فيس بوك" لا يتطلب بالضرورة أن تكون مهتمًا بهذا الموضوع، ولا أن تكون من المتصفحين لصفحات مشبوهة، فقد تصطدم بواحد من التعليقات التى تعلن عن تقديم خدمات جنسية بمقابل مادى وأحيانًا بدون مقابل خلال تصفحك لأحد صفحات الأخبار أو النجوم، ومن خلال تعليق واحد ومن خلال ضغطة واحدة على اسم أحدهم تجد نفسك داخل عالم تجارة الجنس الإلكترونى، محاطًا بمئات الصفحات المشبوهة والحسابات الفجة والصور العارية، لتصبح بذلك تعليقات الترويج للدعارة مصيدة تهدد مئات المراهقين وحتى الأطفال الذين يستخدمون "فيسبوك" من خلال حسابات والديهم ومهما بالغ الوالدين فى حماية أطفالهم، فالفيس بوك لم يعد مكاناً يصلح للحجب حتى وإن لم يبلغ صاحب الحساب السن القانونى.
أنواع التعليقات..
وفى قوالب محفوظة لا تتغير تقريبًا تنحصر تعليقات عروض الجنس على صفحات فيسبوك الكبيرة، فإذا كانت منشورة باسم حساب أنثى، يكون التعليق فى سياق محفوظ وهو التعريف باسمها الأول الذى غالبًا ما يكون مستعارًا مع التأكيد على أنها صاحبة الصورة الموضحة فى الحساب، وأنها فى الحقيقة أجمل، وبعدها تتحدث عن تفاصيل المعاملات المالية والمبلغ الذى تتقاضاه فى الليلة والمبلغ المقدم، وتفاصيل تكاليف ممارسة الجنس عبر الهاتف أو الكاميرا، ثم رقم التليفون مع التأكيد على أن "الاتصال للجادين فقط".
فى المقابل تأتى العروض المجانية من الرجال الذين يبحثون عن فتيات لممارسة الجنس الإلكترونى، وتأتى فى شكلين إما كلام عن مدى "المتعة" التى سيقدمها للفتاة مع تفاصيل ما سيفعله معها، وتوضيح السن ورقم التليفون أو اسم مستخدم "سكايب"، أما الشكل الآخر فيكون كلام من المفترض أنه رومانسى، يخاطب فيه البنت "المحرومة" أو "الخايفة من ممارسة الجنس فى الحقيقة" ويطمئنها بأنه سيكون "أمين عليها وسيسعدها".
بعض هذه التعليقات يكون هدفها الاتجار فى الجنس فعلاً والترويج للدعارة سواء الإلكترونية أو الحقيقية، وبعضها الآخر يكون لمجرد النصب ليس أكثر سواء كان من يكتبها شاب يريد ابتزاز شباب آخرين بالمحادثات بينهم أو فتاة حقيقية تأخذ المقدم ولا تمارس معهم الجنس فى المقابل، أو مجرد شاب يريد الإيقاع بأى فتاة من الباحثات عن الجنس الإلكترونى سواء ليستمتع بهن أو لابتزازهن فيما بعد.
أنواع الصفحات المستهدفة..
أصحاب هذه التعليقات سواء كانوا من النصابين أو من صيادى الفتيات أو ممارسى الدعارة بمقابل يستهدفون الصفحات ذات العدد الكبير بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وتتنوع اختياراتهم بين صفحات الأخبار والمواقع الإخبارية والصحف، وصفحات النجمات والمشاهير، بالإضافة إلى الصفحات الشبابية والفضفضات الاجتماعية على فيس بوك، فضلاً عن الصفحات التى تنشر كلام أو صور رومانسية.
"تبادل الزوجات".. يخرج من صفحات الحوادث لصفحات "فيس بوك"..
"سقوط شبكة سرية لتبادل الزوجات" فى هذا السياق فحسب اعتدنا أن نقرأ هذه العبارة وهذا المصطلح، ولم يخرج أبدًا من صفحات الحوادث التى تحكى تفاصيل سقوط المتورطين فى مثل هذه الممارسات بشكل مقتضب وجاف، حتى غزا "فيس بوك" ومواقع التواصل الاجتماعى حياتنا وأصبحت مثل هذه الممارسات تعلن بشكل واضح على صفحات "فيس بوك" ومجموعاته، وتتحدث بوضوح عن "فلسفة تبادل الأزواج" وتحاول منطقتها والإيحاء بأنها من أعلى درجات الحب.
ولم يعد الوصول للمتورطين فى مثل هذه الممارسات يتطلب الكثير من البحث والمجهود، بل تكفى كتابة المصطلح فى خانة البحث لتتنقل من مجموعة لأخرى وحساب لأخر وتجد نفسك منخرطًا فى مثل هذه الممارسات.
أشكال التبادل..
تتنوع صفقات التبادل عبر "فيسبوك" بين استخدامها من أجل الإعداد لتبادل حقيقى على أرض الواقع، وحينها يتم استخدام "فيسبوك" كوسيلة لجذب الأزواج أو "الكابلز" والإعلان عن وجود زوجين راغبين فى التبادل ثم تنتهى مهمته بعد ذلك. أما الشكل الآخر للتبادل فأيضًا يتم الاتفاق عليه من خلال "فيسبوك" ثم ينتقل الأزواج الأربعة إلى "سكايب" أو "فيبر" أو أى برنامج للمحادثة بالفيديو ويتبادلان فتح الكاميرا ويمارسون الجنس الجماعى من خلال الإنترنت.
أما النوع الثالث فهو الاكتفاء بتبادل صور الزوجات فحسب، وهى الحالة الخطيرة التى قد تجد بعض الزوجات نفسها متورطة بها دون علمها لأن زوجها مختل وينشر صورها الخاصة جدًا أو حتى يلتقط لها صورًا أثناء النوم دون علمها ويرسلها لآخرين، وفى حالة أخرى، أيضًا قد تتعرض لها المرأة دون علمها يتورط فيها الرجل فى تبادل الحديث الجنسى مع رجل آخر عن زوجته، وهناك من يعلنون عبر "فيس بوك" عن استعدادهم للاستماع والمشاركة فى أحاديث من هذا النوع عن الزوجات، وعن المحارم أيضًا.
فلسفة التبادل..
بشكل غريب وكلام مرتب يبرر المتورطون فى تبادل الزوجات فكرتهم، بحيث تصبح أشبه بالفلسفة، من خلال منشورات عامة على "فيسبوك" لا يفكرون حتى فى أن يجعلونها خاصة أو مقتصرة على الأصدقاء فقط، فكتب حساب مشترك يزعم أنه لرجل وزوجته "التبادل ده فكر تانى وشكل تانى وعايز عقليات متفتحة جدًا عشان تفهمه، وجمال التبادل مش فى الجنس فى نفسه وإنما فى التحرر والإحساس بالحرية مع أشخاص آخرين فاهمين نفس الشيء"، ويزعم صاحب الحساب أن "التبادل فكرة تنبع من قمة الحب بين الزوج والزوجة بأنهم بيحرروا عقولهم وكل همهم أن يسعدوا بعض مع الحفاظ على حياتهم وعلاقتهم"، الأسوأ من هذا أنه بمنطق غريب جدًا يرى أن "التبادل شىء لا يفهمه إلا من يحب زوجته جدًا رغم أن ظاهره عكس ذلك وهو لا يتعارض مع الغيرة على الزوجة فأنا أقبل التبادل ومع ذلك لا أقبل أن ينظر رجل لزوجتى أثناء التسوق، وأنا أعلم أن هناك من لا يفهم الفارق".
كيفية التبادل من خلال "فيس بوك"..
على عكس صفحات الدعارة المدفوعة يفضل الداعين لتبادل الزوجات أن يقتصر نشاطهم على الحسابات الشخصية والمجموعات المغلقة والتى يكون أعداد أفرادها قليل جدًا ومحدود، وغالبًا ما يحاولون التأكد من جدية المشترك قبل قبول اشتراكه فى المجموعة، وأحيانًا يطلبون صور معينة قبل قبول إضافة أى عضو فى المجموعة.
أما حسابات التبادل الزوجى فغالبًا ما تحمل اسم يدل على نشاطها مثل "تبادل زوجات" أو "كابلز جاد للتبادل" أو "فلانة للتبادل" أو اسما الزوج والزوجة مثل "شيماء وكريم"، أما المجموعات فإما تحمل اسم "تبادل زوجات" بشكل واضح وعام، أو "تبادل زوجات لمنطقة كذا" أو "تبادل راقي" وهو اسم لا يكشف عن طبيعة المجموعة بشكل صارخ.
ويقتصر دور "فيس بوك" فى عملية تبادل الزوجات على إيجاد "كابل" مستعد للتبادل سواء من خلال الإنترنت أو فى أرض الواقع ويحدد وقت معين واسم حساب "سكايب" للمحادثة.
شروط التبادل..
نظرًا لخوف القائمين على هذه الممارسات من المراقبة والمساءلة القانونية، يضع المشاركون فى عمليات تبادل الزوجات قواعد وشروط تضمن عدم تعرضهم للخطر، وفى الوقت نفسه يضعون شروطًا كثيرة لضمان الجدية، مثل اشتراط تقديم صورة الزواج لضمان أن "الكابل" الثانى شخصين متزوجين بالفعل وليسا مجرد شخصين يمارسان الجنس معًا ويريدون ممارسة الجنس الجماعى، ولضمان الجدية أيضًا يشترط من يطلب زوجان للتبادل فى حالة ممارسة الجنس من خلال الكاميرا أن يبادر الطرف الثانى بفتح الكاميرا.
ورغم أن مجموعات تبادل الزوجات ترفع شعار "ممنوع دخول العزاب" إلا إن الكثير منها لا تمنع اشتراك فتاة وحدها فى الممارسة، لكنهم لا يقبلون بمشاركة شاب أعزب، أما الشرط الأغرب فهو أن يكون "التعامل راقيا" ولا نفهم فى الحقيقة ما هو مفهوم كلمة "راقى" فى مثل هذه الممارسة الشاذة.
الصفحات المشبوهة تنتهك خصوصية الفتيات وتورطهن فى التجارة الجنسية "غيابى"
التورط فى التجارة الجنسية عبر فيس بوك لا يقتصر فقط على المشتركين بالفعل فى هذه الممارسات، ولكن الفتيات والسيدات معرضات للمشاركة فى هذا العالم رغمًا عنهن، فبالإضافة إلى الأزواج المرضى الذين قد ينشروا صورًا خاصة لزوجاتهم وينشرونها فى إحدى المجموعات المشبوهة، يمكن أن توصم الفتاة بالعهر ويتم استغلالها فى هذه التجارة الجنسية الإلكترونية دون أن تدرى من خلال استخدام صورها فى إحدى الصفحات سيئة السمعة، وهو الحادث الذى تكرر أكثر من مرة حيث يسرق أحد الأشخاص صورًا شخصية عادية جدًا لفتاة وينشرها فى صفحة تحمل اسمًا مشبوهًا لتوصم الفتاة للأبد بهذه الصفة وتحدث لها الكثير من المشاكل التى قد تطور إلى حد تهديد حياتها دون حتى أن تعرف هى السبب.
ولا تستخدم هذه الصفحات فقط الصور الشخصية الخاصة بملابس البيت أو بملابس مكشوفة أو فى حفلات الزفاف أو الاحتفالات الخاصة، بل يمتد الأمر إلى صور عادية جدًا تلتقطها الفتيات لنفسها أو لبعضها البعض داخل الجامعة بملابس عادية غير خادشة للحياء، ولكن هذه الصورة العادية جدًا، وملابسها التى تخرج بها فى الشارع تتحول إلى فريسة ينهشها هؤلاء المتعطشون للجنس ويعلقون على كل تفاصيل جسدها ويكتبون تخيلاتهم الجنسية معها فقط لأن صورتها وضعت فى هذا المكان، باعتبارها فتاة تعرض نفسها لممارسة الجنس.
اللغة العامية والصور غير الجنسية تزيد صعوبة حذف الصفحات..
على الرغم من أن سياسة الخصوصية لموقع "فيس بوك" تنص على أن الموقع يريد أن يشعر الأشخاص بالأمان عند استخدام الموقع، بالتالى لا يقبلون المنشورات التى تنطوى على "أى إساءة أو مضايقة"، أو "مشاركة البيانات الشخصية بغرض الابتزاز أو مضايقة الأشخاص"، كما تنص سياسة خصوصية الموقع على "حذف أى محتوى جنسى يشمل تقديم الخدمات الجنسية والدعارة والرسائل الجنسية والنشاط الجنسى المصور" إلا أن الفتيات اللاتى يكتشفن استخدام صورهن من قبل صفحات مشبوهة يواجهن صعوبة فى حذفها من قبل "فيسبوك" فكثيرًا ما لا ينجح فى ترجمة التعبيرات والكلمات الجنسية المكتوبة بالعامية المصرية ومعرفة أنها تنطوى على إهانة أو إيذاء، فضلاً عن عدم وجود خاصية تمكن أى شخص لم تنشر له صورة على مثل هذه الصفحات من الإبلاغ عن محتواها بأنه محتوى جنسى لأن الصور بها تكون لفتيات بشكلهن العادى وملابس عادية وأحيانًا محجبات أيضًا فلا يعتبر "فيس بوك" المحتوى بالصفحة جنسى وينطوى على تقديم خدمات جنسية.
علم الاجتماع: الظاهرة تهدد بتغيير جذرى فى قيم المجتمع المصرى..
ويحلل الدكتور "عبد الحميد زيد" أستاذ علم الاجتماع فى جامعة الفيوم هذه الظاهرة ويقول لـ"انفراد" "هذه الممارسات كانت موجودة فى المجتمع طوال الوقت لكن بأشكال مختلفة وبنسبة أقل من الوضع الحالى على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى، لأن محاولات الحكومة لرصدها ومحاربتها على الواقع تكون أقوى من على الإنترنت، وفى الوقت نفسه تسهل وسائل التواصل الاجتماعى انتشارها وتوفر لممارسيها قدر أكبر من السرية على عكس ممارستها فى الواقع".
وأضاف "هذه الأزمة مركبة ونتجت عن العديد من العوامل، فالمجتمع المصرى الآن فى حالة تحول سريع وفى مراحل التحول غالبًا ما تشهد المجتمعات إحلالاً وتجديدًا وترتيبًا وإعادة صياغة القيم، تزامن هذا مع حالة سقوط هيبة الدولة فى السنوات الأخيرة والتى أفقدتنا الضبط الاجتماعى الرسمى للقيم الذى من المفترض أن تمارسه الدولة، بالتالى القيم قلت أو انعدمت وهو ما ترتب عليه انعدام وغياب الضبط الاجتماعى غير الرسمى أو الشعبى أو بمعنى آخر ما يفعله الناس للحفاظ على القيم الأصيلة للمجتمع.
وحذر أستاذ الاجتماع من أن تجاهل هذه المشكلة وعدم اتخاذ خطوات لحلها سينتج عنه مشكلات اجتماعية خطيرة وفوضى تهدد كيان الأسر ومستقبل الشباب، وستسبب تغييرًا جذريًا فى مفهوم القيم الراقية التى تحكم المجتمع المصرى على المدى البعيد.
ولحل هذه المشكلة يرى الدكتور "عبدالحميد زيد" أن هذا يتطلب تضافر جهود العديد من المؤسسات الاجتماعية، فنحن بحاجة لإعادة صياغة تربية النشء مما يتطلب تدخل وزارة التربية والتعليم التى يجب أن تتبع منهجًا تنويريًا بشأن هذه المشكلة، كما نحتاج إعادة صياغة أشكال الحوار ويجب أن تتبنى مؤسسات المجتمع المدنى حوارات وفعاليات تبنى وعى اجتماعى قوى بخطورة هذه القضية، أو ما يمكن أن نسميه "معركة تنويرية" لتزيد إدراك المجتمع بخطورة هذه المشكلة، لأن التعامل بالطريقة التقليدية معها سيزيدها صعوبة ولن يحلها.
علم النفس عن تجارة الجنس على فيس بوك: مواقع التواصل الاجتماعى محرك للدعارة وليس شريكا فيها.
بين تجارة الجنس على فيس بوك والدعوة الفجة لممارسة الشذوذ، قررنا أن نبحث فى الخلفيات النفسية لانتشار الدعارة بهذا الشكل، وكان السؤال الأهم هنا، هل كان فيس بوك شريك فى الدعارة أم فقط هو مُحرك لها، ولعب دوراً قوياً فى اظهار هذه التجارة على الساحة، ونشرها بهذا الشكل الذى بدا ظاهراً وملحوظاً.
يجب عن هذا السؤال، الدكتور مينا جورج، رئيس قسم التأهيل النفسى بمستشفى العباسية، والذى أكد: "الميديا لم تكن أبداً سبب فى خروج أى ظاهرة إلى النور، فلم يكن فيس بوك هو السبب فى زيادة نسب الطلاق، ولكن كان فى الحقيقة سبباً فى كشف خيانة الأزواج، وقيس على هذا كافة القضايا الأخرى، أما عن جانب ممارسة الدعارة ونشرها والترويج لها، فهى موجودة بكافة الأشكال، فقط سهل فيس بوك فقط نشر هذه الأفكار وتداولها، وهذا ما يؤكد عليه هؤلاء من هم يمارسون الجنس ويمتهنون الدعارة وهم لا علاقة لهم بـ"فيس بوك" أو مواقع التواصل الاجتماعى، فهو ما يؤكد أن انتشار هذه الظاهرة من قبل ذلك وما فعله فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى هو أن اظهر هذه الظاهرة وأخرجها إلى العلن.
ويضيف جورج: "هذه الظاهرة من المؤكد أنه سيكون لها تأثير فيما بعد، مثل انتشار التحرش، لأن وجود مثل هذه الصفحات مع الحديث الدائم عنها يزيد من خيال المراهقين، مما يدفعهم إلى الرغبة المُلحة فى التعرف على هذا العالم".
ويعلق "جورج" فى النهاية" :"هناك الكثير من الطرق التى تساعد الأسرة على حماية أبنائها من الانزلاق إلى هذا الخطر، أهمها ممارسة الرياضة، تنمية المواهب فهذا يكون دافعا قويا لحمايتهم من الانحراف إلى هذا المستنقع".