برعاية تركية وبأجندة هدفها نشر الفوضى وتمكين الكيانات والتنظيمات الإرهابية من التوسع فى بلدان الشرق الأوسط رغم الإدانات الدولية والتحذيرات الأممية المستمرة، استطاع نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعدوانه على الشمال السورى بخلاف تدخلاته في العراق إعادة تنظيم داعش الإرهابى إلى الصدارة وسط مخاوف استخباراتية من عودة جديدة لخطر الإرهاب على الصعيد العالمى.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة ديلى ميل البريطانية ، بات التنظيم أكثر قوة عما كان عليه في بداية ظهوره وسيطرته على أراض عراقية وسورية خلال عام 2014، حيث نقل التقرير عن مسئولين أكراد من أن داعش يضاعف عدد الجنود فى جميع أنحاء العراق وسوريا مما كان عليه عندما اجتاح المنطقة فى عام 2014.
وأصدر مسرور البرزاني رئيس وزراء إقليم كردستان العراق الذي يخضع للحكم الذاتى تحذيراً بشأن تحركات الرئيس ترامب لسحب القوات الأمريكية من المنطقة بعد سنوات من القتال، ويعتقد بارزانى أن التنظيم الإرهابى لايزال لديه 20 ألف مقاتل ـ على الأقل ـ في العراق وسوريا مما يمثل خطرا ما على الرغم من خسارته لجميع المناطق التي كانت تحت سيطرته فيما سبق إلى جانب مقتل العديد من قيادته.
ووفقا للتقرير فإن هذا الرقم هو ضعف التقديرات الأمريكية الأولية لقوة داعش عندما بدأ الاستيلاء على الأراضي في جميع أنحاء العراق وسوريا في عام 2014 مما أثار أزمة دولية.
وقدرت وكالة الاستخبارات المركزية في الولايات المتحدة أعداد داعش على مستوى العالم بـ 31 الف مقاتل بينما قال مستشارين في الامن العراقي ان هناك ما يقرب ب 100 الف مقاتل بحلول الوقت الذي أعلن فيه التنظيم تشكيل الخلافة.
ومع ذلك ، يحذر بارزاني من أن داعش في العصر الحديث لا يزال قوة يجب حسابها و"لا ينبغي الاستخفاف بها" حيث قال لوسائل إعلامية أن داعش الإرهابي ما زال قائماً على الرغم من مقتل عدد من القادة والاسماء المؤثرة لديهم مشيرا إلى أنهم تمكنوا من اكتساب الخبرة لجذب وتوظيف مزيد من الأشخاص للتنظيم.
ووفقا للتقرير شن داعش هجومًا في جميع أنحاء العراق وسوريا في عام 2014، واستولى على مساحات كبيرة من الأراضي الممتدة من حلب إلى ضواحي بغداد، وأصبح التنظيم الإرهابي الأكثر خطورة فى العالم عندما سيطر على مدينة الموصل العراقية وبعدها الإعلان عن الخلافة من قبل قائد التنظيم وقتها أبو بكر البغدادى.
وبدأت القوات الامريكية حملة قصف ضد داعش في العراق وسوريا في عام 2014 ، وبدأت في دعم القوات الكردية من أجل القضاء على نفوذ المجموعة الإرهابية في المنطقة، وبحلول أوائل عام 2016، قدرت الولايات المتحدة أن داعش قد فقد 40% من مساحة الأراضى التى احتلها وفى السنة التالية خسر داعش معركة الموصل قبل وقت قصير من طردههم من حلب السورية.
وعلى الجانب الآخر استولت القوات الكردية على آخر معقل للتنظيم الإرهابى فى مارس 2019 والذي كان قطعة من الأرض تدعى باجوز في سوريا مما وضع نهاية للتنظيم الإرهابي كقوة إقليمية.
وتحول داعش إلى قوة قتالية شبيهة بتنظيم القاعدة بعد أن فقدت ملاجئها فى سوريا والعراق حيث عملت المجموعة على توسيع وجودها في المناطق المضطربة في إفريقيا عن طريق استخدام أفرادًا متطرفين لشن هجماتها في الخارج.
وحذر فلاديمير فورونكوف ، وكيل الأمين العام لمكتب مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة ، العام الماضي من أن داعش لا يزال يمتلك تمويلات من صندوق حرب بقيمة 300 مليون دولار لتمويل الهجمات وقال إن التنظيم "تواصل التطور لتصبح شبكة سرية" مع انتشار المقاتلين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وغرب إفريقيا وآسيا والمتمركز في الدول الغربية.