يبدو أن المرشح الجمهورى الصاخب دونالد ترامب، لم يكشف بعد عن وجهه القبيح، فبعد تصريحات مثيرة تستعدى المهاجرين والمسلمين، قلبت وسائل الإعلام الأمريكية ضده، اتجه أنصاره لاستراتيجية جديدة قائمة على التهديد والوعيد لكسب أصوات المندوبين الحزبيين فى الانتخابات التمهيدية حتى يكفل فوزه بترشيح الحزب الجمهورى له للرئاسة.
وبحسب شبكة فوكس نيوز، الأمريكية، فإن تهديدات وضغوط مؤيدى رجل الأعمال الأمريكى، للمندوبين الحزبيين قد تضيع آمال منافسه تيد كروز فى الوصول إلى المؤتمر العام المقرر فى يوليو المقبل، وفى ظل الفوز الكاسح الذى حققه ترامب فى الانتخابات التمهيدية بولاية نيويورك، فإنه قضى على فرص كروز فى الحصول على أغلبية أصوات المندوبين التى من المفترض أن تبلغ 1237، قبل المؤتمر العام المقرر يوليو المقبل.
ومع ذلك فإن سيناتور تكساس يعلق آماله على التصويت المقرر خلال المؤتمر العام، ومعظم المندوبين غير مقيدين بالتصويت للمرشح الذى صوتوا له فى الانتخابات التمهيدية، وتشير الوكالة الأمريكية إلى مخاطر لهذه الاستراتيجية، وتوضح أنه حتى لو استطاع كروز وقف ترامب عن حسم الصراع حتى يوليو المقبل، فإنه يعتمد على المندوبين الذين لديهم سلطة التصويت لرفض ترامب فى وجه الضغوط المتزايدة من حملته ومؤيديه.
تهديدات بالقتل
وتضيف أن هناك تساؤلات بشأن المندوبين الذين سوف يدعمون كروز فى ظل تعقيدات تتعلق بتهديدات تم توجيهها مؤخرا، من قبل مؤيدى ترامب على الأغلب، لكل من مسئولى الحزب الجمهورى والمندوبين أنفسهم، وتلقى مسئول الحزب الجمهورى فى كولورادو، ستيف هاوس، تهديدات بالقتل بعد عقد الانتخابات الأولية فى الولاية، والتى فاز فيها كروز بأغلبية أصوات المندوبين.
وقال هاوس إنه تلقى عدة مكالمات هاتفية غاضبة من مؤيدى ترامب، وبعضهم وجه تهديدات لعائلته، وأضاف أنه تقدم ببلاغ للشرطة فى هذا الصدد.
ضغوط متواصلة
وقام "دان سكافينو" مستشار ترامب، فى وقت سابق من الشهر الجارى، بنشر رقم الهاتف الشخصى لمسئول الحزب الجمهورى فى ولاية تينيسى، ريان هاينز، على تويتر داعيا مؤيدى ترامب للاتصال ومطالبته بالمندوبين الداعمين لترامب حيث لم يكن قد تم اختيار المندوبين بعد، وبحسب صحيفة بولتيكو فإنه مع تلقيه عاصفة من التهديدات والإساءات اضطر "هاينز" لإلغاء اجتماع اختيار المندوبين.
وتجاوزت تهديدات أنصار ترامب لتطال كل من ينتقده، حيث ذكرت صحف أمريكية، الخميس الماضى، أن "كريج دون"، المندوب الحزبى عن ولاية إنديانا الذى وجه انتقادات لترامب، قد تلقى تحذيرات بأنه يجرى مراقبته، وأشارت صحيفة بولتيكو إلى أن "دون"، الذى يدعم جون كاسيك، واحد من أربعة على الأقل من المندوبين الحزبيين فى ولاية إنديانا، تلقى رسائل مزعجة، وتضيف أن الشرطة الأمريكية تحقق فى بعض هذه التهديدات.
ولم يفعل الملياردير الأوفر حظا شيئا يذكر لردع مؤيديه للتوقف عن مثل هذه التهديدت، بل راح يقول فى مارس الماضى "أعتقد أنه سيكون هناك أعمال شغب" إذا حاول الحزب منعه من الترشح.
وتثير هذه التهديدات شكوك بشأن قدرة المندوبين على حرية التصويت، ويقول مسئولون فى كليفلاند، إنه يجرى العمل بجد لتأمين المؤتمر، حيث من المقرر أن يجرى المؤتمر العام للحزب الجمهورى الذى يتم خلاله حسم المرشح للرئاسة.
كان قادة بارزين فى الحزب الجمهورى ومن بينهم المرشح الرئاسى السابق ميت رومنى، قد قادوا حملة داخل الحزب لاستبعاد الملياردير المثير للجدل عن سباق الرئاسة باعتبار أنه يضر بشدة بصورة الحزب العريق.