مديرة المقتنيات بمتحف اللوفر بأبوظبى تكشف لـ"انفراد" أغلى القطع الفنية بمعرض فن الفروسية.. ثريا نجيم: المعرض تم تصميمه بطريقة تنقل الزائر إلى أجواء العصور الوسطى.. ونسعى لمزيد من التعاون مع المتاحف مص

شهد متحف اللوفر أبوظبى، فى العاصمة الإماراتية، افتتاح معرض "فن الفروسية.. بين الشرق والغرب" والذى تستمر فعالياته حتى 30 مايو 2020، ويأخذ زواره فى رحلة عبر الزمن لاكتشاف ثقافة الفروسية فى العصور الوسطى فى أوروبا المسيحية كما فى العالم الإسلامى فى الشرق، من خلال أكثر من 130 قطعة فنية وأثرية تسلط الضوء على نشأة الفروسية وتحولها إلى طبقة اجتماعية مرموقة، إلى جانب تجليها على أرض المعركة وفى أخلاقيات الفرسان فى تلك العصور. وفى هذا السياق، التقى "انفراد" بالدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمى فى متحف اللوفر أبوظبى، للحديث معها عن معرض فن الفروسية، وكذلك متحف اللوفر أبوظبى، وحركة البحث العلمى منذ افتتاحه. وإلى نص الحوار.. فى البداية.. كيف تصفين حركة البحث العلمى فى متحف اللوفر أبوظبى منذ افتتاحه؟ قبل أن أتولى إدارة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمى فى اللوفر أبوظبى، فأنا متخصصة فى الأساس بالفن الإسلامى، وحينما تم افتتاح متحف اللوفر أبو ظبى، فى نوفمبر 2017، توليت هذه الإدارة، ورغبت أن أقول هذا لأن الغالبية العظمى تعتقد أن المتحف ما هو مساحة لعرض مقتنيات، لكنه فى حقيقة الأمر أكبر من ذلك بكثير، فهو يستند فى الأساس على البحث، وبدون بحث لا توجد قيمة للمتحف. ومن هنا أعود إلى بداية افتتاح متحف اللوفر منذ 2017، ففى هذه الفترة قمنا بكتابة الخطة الاستراتيجية التى سنسير عليها، وقدمناها للإدارة، ومن الناحية الثانية، قمنا بتحديد الموضوعات التى سيتم البحث فيها، وهى تخص فى المقام الأول، المقتنيات التى لدينا، وكيف يرانا الجمهور، بالإضافة إلى نوعيته، سواء كان إماراتيا، أو عربيا، أو أجنبيا، والأهم أيضا هو كيفية عملنا من أجل الحفاظ على المقتنيات التى لدينا، وألا ننتظر لحظة احتياجها إلى الترميم، فنحن نعمل بشكل دائم على متابعتها، وصيانها، وهو ما يعنى أن عملية الرعاية تتم بشكل يومى، أم الشق الرابع، فهو يتمثل فى مسألة الترجمة، والترجمة فى متحف اللوفر أبوظبى، تتمثل فى اللغات الأكثر حيوية داخل جدران المتحف، مثل اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية. بالإضافة إلى ذلك، هناك عملية البحث العلمى التى تجمع هذه الوسائل معا، وتجعلنا دائما فى عمل مستمر، من أجل إيصال رسالة المتحف. وماذا عن تلقى متحف اللوفر أبوظبى لطلبات البحث العلمى من المتخصصين والدارسين؟ منذ أن تم افتتاح متحف اللوفر أبوظبى، تلقينا طلبت كثيرة تتعلق بالبحث عن مقتنيات، كما قمنا بالعمل مع عدد من الجامعات المحلية فى دولة الإمارات العربية، كانطلاقة متوسعة للعمل مع الجامعات على مستويات أخرى. وهل يمكننا القول أن متحف اللوفر أبوظبى حقق الهدف من تقريب المسافة على الباحثين فيما يخص البحث العلمى؟ بالتأكيد، ولا شك أن أحد أهداف متحف اللوفر أبوظبى تتمثل فى تحقيق دوره الريادى على مستوى المنطقة العربية، والأجنبية أيضا، فنحن أول متحف شامل ذو منحى عالمى على كافة المستويات، ومن هنا أيضا نعمل على دوره فى مسألة التقريب على الباحث. وماذا عن التعاون بين متحف اللوفر أبوظبى ومصر؟ على المستوى العربى، قمنا بعمل تعاون مع المملكة العربية السعودية، وفى الأردن، وفى القريب سيكون هناك تعاون كبير بيننا وبين آثار مصر الهامة، ونعمل على تطوير العلاقات مع القاهرة، وهنا أتذكر أنه قبل افتتاح متحف اللوفر أبوظبى، كانت هناك حوارات من أجل خلق جمهور، وقمنا بالحديث مع مسئولين فى متاحف مصر، وذلك فى إطار بناء العلاقات وشركاء الحلم. وماذا عن معرض فن الفروسية والهدف من إقامته فى هذا التوقيت؟ فى كل عام يكون لدينا فى متحف اللوفر أبوظبى موسم ثقافى، وهذا الموسم فهو معنى بالمجتمعات المتغيرة، ومن هنا جاء معرض فن الفروسية بين الشرق والغرب، ليبرز صورة التقريب بين الثقافتين، ولعرضها من كافة النواحى، ومن هنا فقد تطلب منا معرض فن الفروسية فى الشرق والغرب مهارات مشابهة، ليس فقط من الناحية الجسدية بل الدينية والفكرية أيضا، فقد كانت ترتكز فى المنطقتين على مبدأ الشرف والشجاعة والإيمان، ومن هنا حرصنا على أن يطلع زائر المعرض على مقارنة لطرق تجلى الفروسية فى القطع الفنية بالثقافتين، مثل المعارك والحروب، وتطور ثقافة الفروسية والمجتمعات فى العصور الوسطى، من خلال الأدب والموسيقى والفنون. هل يمكننا أن نعرف ما هى أهم القطع الفنية فى معرض فن الفروسية على كافة المستويات؟ لا شك أن الفن لا يقدر بأى ثمن، ولكن على المستوى الشخصى، فإن تمثال الفارس بين الشرق والغرب، هما أغلى قطعتين بالنسبة إلى، فهما من القطع النادرة والتى لا توجد فى العالم بشكل كبير، ربما يوجد منها 20 قطعة، وكل قطعة مكونة من 10 قطع، ولهذا حرصنا على أن تكون أول ما تقع عليه عين الزائر لدى لحظة دخوله لمعرض فن الفروسية فى الشرق والغرب. وماذا عن أهم القطع الفنية التى تعد درة مقتنيات معرض فن الفروسية؟ هما قطع الدروع المركبة للفارسين، وهما يمثلان عدة الفارس، فبرأيى أن هذه القطع نادرة الوجود على مستوى العالم، فنحن لدينا هنا عدة الفارس التى تعود إلى الطبقة الاجتماعية للفرسان فى العصور الوسطى، فعند دخول المعرض يرى الزائر درعى أحصنة ضخمين، الأول درع حصان عثمانى من أواخر القرن الـخامس عشر من مجموعة اللوفر أبوظبى معروض إلى جانب درع حصان وفارس من أوروبا من الربع الأول من القرن السادس عشر مُعار من متحف الجيش فى باريس، وذلك لإبراز أوجه الشبه بين الشرق المسلم والغرب المسيحى. كما أن معرض فن الفروسية تم تصميمه بطريقة تعمل على نقل الزائر إلى أجواء العصور الوسطى عبر ثلاثة أقسام هى ركوب الخيل والقتال وحياة الفارس، التى تسلط الضوء على مختلف جوانب حياة الفرسان. ويستعرض القسم الأول من معرض فن الفروسية نشأة الطبقة الاجتماعية الخاصة بالفرسان من خلال القطع الفنية والأثرية. إذ إن جذور الفروسية المترسخة فى الشرق وتلك الخاصة بالغرب تشكل رمزا للتغيرات التاريخية التى شهدتها تلك العصور، أما فى الغرب، فقد أدى انحلال الإمبراطورية الرومانية إلى نشوء طبقة اجتماعية خاصة بالفرسان تتشارك القيم الشرقية التى تقوم على الإخلاص لله والتى يمكن التماسها من خلال المخطوطات مثل قصة الكأس المقدسة (فرنسا، النصف الأول من القرن الرابع عشر). كما يبزر المعرض لزواره بعد ذلك، اكتشاف التبادلات الفنية والإبداعية بين الفروسية فى الشرق من جهة، وفى الغرب من جهة أخرى من خلال الأدلة الواضحة على هذه الثقافة، ففى الغرب، استخدمت شعارات النبالة كشكل من أشكال التمييز الاجتماعي. وفى الإطار عينه، غالبا ما قامت شعارات النبالة الشرقية على تفسير تلك الرموز الغربية، مثل زهرة الزنبق، التى كان يُشار إليها بالزهرة الفرنسية، والتى استخدمها العديد من السلاطين فى القرن الرابع عشر. أما القسم الثانى من معرض فن الفروسية فيسمح للزوار باكتشاف قطع فنية خاصة بالمعارك وفن القتال، مثل أسلحة الهجوم والدفاع والمعدات الخاصة بالخيول فى القتال. فالمعدات هى من أبرز مميزات الفرسان، وهى تبين أوجه الشبه بين الثقافتين. إذ يرى الزائر "أجزاء حمالة سيف" تحمل نقش "لا إله إلا الله، له الحكم"، وفى سياق مماثل، يجد العديد من الدروع الأوروبية التى تحمل شعارات دينية مثل "معركة داود وجالوت" و"القديس جرجس يصرع التنين" (جمهورية التشيك، منتصف القرن الخامس عشر). إلى جانب ذلك، يضم المعرض قطعا تجسد اللقاء بين الجيوش المسلمة والمسيحية، مثل سقوط الأندلس والحروب الصليبية، التى أدت إلى تبادل ثقافى وعززت من الإبداع الفنى عبر القصص الرومنسية والأشعار. إذ إن الأعمال مثل "قصة غودفرى دو بويون وصلاح الدين" (فرنسا، القرن الرابع عشر) على سبيل المثال، تبين هذا التلاقى بين الثقافتين والمواجهات التى تمت بينهما فى الآن عينه. ويتتبع القسم الأخير من المعرض تطور ثقافة الفروسية، مبينا أوجه الشبه بين هذه الثقافة فى الشرق وفى الغرب من خلال العديد من القطع التى تتنوع ما بين التسلية مثل الصيد بالصقور والمبارزة ومسيرات الفرسان على الخيول، وبين علم دراسة الخيول والشطرنج.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;