قد يظن البعض أن مرض السكر يصيب الكبار فقط ولكن إصابة الأطفال بمرض السكر لم يعد أمرا غريبا أو نادرا، فنسب الإصابة بالمرض من نوعيه الأول والثانى فى تزايد مستمر بين الأطفال ، وما لا يعرفه الكثيرون أن هذا المرض قد يطال الطفل الرضيع.
ونتحدث اليوم بشكل تفصيلى عن النوع الأول فقط، وهو الذى يصيب الطفل عادة , وقد تبدأ الإصابة به فى عمر مبكر ليصيب الاطفال الرضع من 3 إلى 7 أشهر، بسبب اضطراب فى إفراز الأنسولين بالجسم.
وقد لا يتوقع الأبوان أن بعض الأعراض التى تظهر على الرضيع يمكن أن تكون علامة للإصابة بمرض السكر، وقد يصل الأمر إلى وفاة الرضيع الطفل دون أن يدرك الأبوين حقيقة مرضه.
فما أهم أعراض إصابة الأطفال وخاصة الرضع بمرض السكر وكيف يمكن التعامل مع الطفل المصاب للتعايش مع مرضه المزمن الذى بدأ معه فى سن مبكر ويتوقع أن يبقى معه مدى الحياة.
الدكتور إيهاب مفيد أستاذ أمراض الغدد الصماء والسكر أشار إلى أن الطفل قد يعانى فى سن مبكرة جدا من أعراض ومشكلات وحتى غيبوبة السكر، ويكون لدى الطفل استعداد للإصابة بالمرض نتيجة مهاجمة فيروس ينشط من الجهاز المناعى لديه ويسبب خلل فى البنكرياس، بمجرد الولادة أو حتى قبلها أو فى سن الطفولة.
أعراض الإصابة بسكر الرضيع
ومن أعراض الإصابة بسكر الرضيع التى يجب أن يلحظها الأبوان أو أحدهما ما يلى:
- الجفاف الشديد فى البشرة
- نقصان حاد وسريع فى الوزن
- جفاف شديد دون الإصابة بالإسهال، ما يدعو بالفعل للقلق
- زيادة مرات تبول الطفل ما يدعو الأم لتغيير الحفاضات باستمرار
- شعور الطفل بالعطش الدائم
- خروج رائحة غريبة من فم الطفل تلحظها الأم بسهولة فى بعض الحالات التى تعانى من نسب عالية فى الأسيتون
- العيون تكون غائرة أو منغمسة للداخل
- شحوب وذبول وإرهاق وتعب شديد
- إجهاد وعدم حركة كثيرة وقلة تفاعل الطفل مع من حوله
فحوصات السكر للرضيع
ولا شك أن الطبيب هو أفضل من يمكنه تشخيص واكتشاف إصابة الطفل بالسكر فى هذه السن، وفق ما أكده الدكتور إيهاب مفيد، قائلا: من هنا تأتى أهمية المتابعة المنتظمة لدى مختص أطفال منذ الولادة، وعند فحص الطفل وملاحظة الأعراض سالفة الذكر يجب على الطبيب إجراء فحص دم له لبيان نسب السكر والأسيتون، مع إجراء تحليل تراكمى للسكر لتبدأ رحلة الرضيع مع المرض، والذى يظل يتعاطى الأنسولين كعلاج وضابط لنسب السكر طوال حياته.
طرق إعطاء الأنسولين للرضيع
والرضيع مريض السكر حسب توضيح أستاذ الغدد الصماء والسكر، يجب اعتماد علاجه اليومى بحقن الأنسولين المعروفة، أو بقلم الأنسولين الأفضل والأسهل فى ضخ كمية الدواء، أو مضخة الأنسولين التى تزرع تحت الجلد وموصولة بصندوق صغير يضخ كميات منضبطة من الدواء لكن لأنها الأغلى سعرا ليست منتشرة على نطاق واسع.
رضعات الطفل المريض بالسكر
يتناول الطفل لبن الأم الطبيعى فى جميع الأحوال، نظرا لعدم احتوائه على نسب سكر عالية ترفع من نسب السكر فى دمه، ويحقن الطفل بجرعات الأنسولين قبل الرضعات بحيث لا تقل عن 4 أو 5 جرعات يوميا، لأن هذا الأنسولين مائى يفقد مفعوله سريعا ولذا يحتاج الطفل لجرعات يومية كثيرة للحفاظ على مستوى السكر أطول فترة ممكنة.
علامات الخطر على الرضيع
وتشمل أبرز علامات الخطر التى يجب عندها نقل الطفل للمستشفى فورا أو على الأقل علاجه منزليا زيادة أو قلة نسبة التحليل عن 70 لـ200، وظهور علامات شحوب شديدة وضعف انتباه وتفاعل الطفل فجأة، فإذا كان السكر منخفضا يمكن لكوب من المياه والسكر أن يساعده على الانتباه، وإذا كان عاليا يجب نقله سريعا إلى أقرب مستشفى لإعطائه محاليل وأنسولين وريدى.
نصائح وأجهزة لابد من تواجدها فى منزل الطفل المريض
وينصح الدكتور إيهاب مفيد، بتواجد جهاز لقياس مستوى السكر فى المنزل دون شك، وتصطحبه الأم معها فى أى مكان تذهب إليه ولا بديل لذلك، كما يجب الاحتفاظ دائما بقلم الأنسولين أو الحقن الخاصة بالطفل، وألا يقل قياس السكر فى الدم عن 4 مرات يوميا على أقل تقدير قبل رضعات الطفل، ويفضل أن تعتمد الأم على الرضاعة الطبيعية لأن كل ألبان الطفل الصناعية مليئة بالسكر ما يعنى زيادة نسب وجرعات الأنسولين التى سوف يتعاطاها الطفل يوميا، وعلى الأبوين تعليم الطفل نظام الطعام الصحى منذ بداية فطامه.