على مدار تسعة أشهر، وتنتظر الأسرة جميعاً، المولد الجديد الذي تضعه "بسنت"، بعد حملها الأول عقب عدة أشهر من زواجها، حيث انشغل الأقارب باسم المولد الأول، وانهالت اقتراحات الأسماء، وسط انتظار بشغف للأم بقدوم طفلها الأول، الذي يكون بمثابة القاسم المشترك بينها وزوجها.
أحلام الأسرة في قدوم الطفل، تحققت بعد 9 أشهر و14 يوماً، عندما أكد لهم الطبيب المعالج أن موعد الولادة قد تحدد، فارتسمت البسمة على الوجوه، انتظاراً للمولود، لا سيما جدة الطفل لأمه وأخواله، وذهبوا جميعاً في برفقة "بسنت" ينتظرون المولود الجديد.
داخل غرفة العمليات، كانت "بسنت" موجودة، بينما والدتها وأشقائها بالخارج، يقرأون القرآن الكريم، ويدعون لها بالسلامة، وحضور المولود على خير، ولم يمر سوى بعض الوقت حتى سمعوا صراخ الصغير، فزغردت قلوبهم فرحاً.
"شعرنا الفرحة يداعب القلوب، والبسمة تملأ الوجوه، بقدوم الطفل"، هكذا تصف جدة الطفل لوالدته المشهد في حديثها لـ"انفراد"، وقررنا منحه اسم "زين" ليكون رجل زين، لكنا الفرحة لم تكتمل، فقد انتظرنا والدته طويلاً لكنها لم تخرج، بدأ الشك يتسلل للقلوب، وسط تأكيدات من الطبيب بأنها مسألة وقت، وأن الأم تخضع للإفاقة، لكن الأمر طال عن حده، واستمر هذا الوضع لمدة 7 ساعات، فأدركنا أن هناك خطر يحوم ببنتنا، وتبين أنها في غير وعيها، وفجأة طلبوا نقلها لمستشفى آخر، وضعوها خلالها على جهاز تنفس لمدة 6 أيام، ثم نقلوها لمستشفى ثالث لمدة 4 أيام، لتلفظ بداخلها أنفاسها الأخيرة.
"حياتنا توقفت بوفاة بنتي، التي لم تكمل عام على زواجها"، واستكملت الأم حديثها: "أدركنا أن هناك خطأ طبي حدث أثناء الولادة تسبب في وفاة ابنتي، في أول عملية ولادة لها".
وأضافت الأم:" تحدثنا مع الطبيب، وعرفنا أن جرعة البنج الزائدة، تسببت في الأزمة، وأنهم حاولوا إدراك الأمر، لكن القدر سبقهم، ورغم ذلك تنصلوا من مسئوليتهم عقب ذلك، فقررنا اتخاذ الاجراءات القانونية، حيث حررنا المحضر رقم 625 إدراي عين شمس بالواقعة، واتهمنا الطبيب المعالج وطبيب البنج والمستشفى التي جرت بها عملية الولادة بالتسبب في وفاة ابنتنا.
وبصوت ممزوج بالآسى، تقول الأم:" رحلت فلذة في كبدي في العشرينات من عمرها، وتركت لنا رضيع، لم تشاهده ولم تراه، لعيش يتم الأم، فلا شىء يبرد نيران القلوب سوى القصاص العادل ممن تسببوا في وفاة ابنتي بإهمالهم".