جيش العذراء أو الليجو ماريا، قد يبدو الاسم المستوحى من الحياة العسكرية بعيدا عن الكنيسة وأجوائها الروحية، إلا أن منظمة الليجو ماريا استوحت هذا الاسم من الجيش الرومانى وكأنها جنود تقاتل للخير والمحبة والسلام.
يقول الأب هدية تامر الكاهن بالكنيسة الكاثوليكية بمصر والمرشد العام للجيش المريمي في مصر، إن هذا الجيش هو جماعة من الكاثوليك قد ألّفوا فرَقاً نظامية، بموافقة السلطة الكنسية وبقيادة مريم العذراء، "ليخدموا" الكنيسة في جهادها الدائم ضدّ والشيطان والقوى الشريرة، مضيفا، تنظمت هذه الفرَق المريمية على مثال جيش منظّم، ولا سيما الجيش الروماني القديم ولكنها تحمل أسلحة الخدمة والمحبة والإنسانية.
يوضح الأب هدية، إن اسم المنظمة يرجع إلى اختيار البابا بيوس الحادي عشر أحد باباوات الفاتيكان فمنظمة اﻠﻠﭽيو ماريا هى واحدة من أكبر الأنشطة الرسوليّة بالكنيسة الكاثوليكية العالمية، منتشرة في معظم دول العالم سواء ذات الأغلبية الكاثوليكية أو ذات الأقلية بل وحتى ذات الأقلية المسيحية حيث يصل عدد أعضائها إلي أكثر من 10 ملايين.
متى بدأت الفرق المريمية؟
يذكر دليل فرق الليجو ماريا باللغة العربية، إنها بدأت في سبتمبر 1921 بدبلن عاصمة أيرلندا، بواسطة مؤسسها فرانك داف، وقد اختار أعضاء المنظمة العذراء كشعار لهم بسبب تواضعها العميق، طاعتها الكاملة، وداعتها الملائكية، مداومتها على الصلاة، أمانتها الشاملة، طهارتها الناصعة و صبرها البطولي و حكمتها السماوية و محبتها لله بشجاعة، وتفان، وفوق كل شيء إيمانها.
يوضح دليل الفرق المريمية، إن كل فرقة منهم تتسمى بأحد ألقاب العذراء المباركة، على سبيل المثال: سيّدة الرحمة، أو أحد امتيازاتها، مثل فرقة الحبل بلا دنس، أو إحدى مناسبات حياتها، مثل "الزيارة، مؤكدا: لا تنشأ فرقة في أية رعية بغير رضى كاهن الرعية أو رئيس الكنيسة، الذى يعين لها مرشد روحى.
أما بالنسبة لنظام العمل، فإن لكل فرقة مرشد روحي يشغل وظيفة ضابط في الفرقة، وللفرقة أيضاً أربع ضباط من الأعضاء، رئيس ونائب رئيس وأمين سر وأمين صندوق.، يعقدون اجتماعات أسبوعية يقسمون فيها المهام المكلفين بها مثل إحصاء الرعية، وزيارة البيوت والأسر، وافتقاد المرضى، والأرامل، وزيارة المستشفيات، والسجون، والملاجئ، وافتقاد الأيتام والمعاقين والاهتمام بالفئات المهمشة وتشجيع المؤمنين على حضور القداس والتناول والاعتراف، والتعليم في مدارس الأحد، وتنظيم المؤتمرات الروحية، والصلوات، والتأملات للرعية.
يؤكد الأب هدية إن مصر تضم ما يقرب من الخمسة آلاف عضو ما بين عضو عامل وعضو مساعد، بالغين وأشبال وتكوينية وبراعم حيث تأسست أول فرقة في مصر عام 1941 في الإسماعيلية وكان أعضاؤها جنود أيرلنديون أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر وكانت تعمل على افتقاد الجنود المصابين في مستشفيات المعسكرات
ويستكمل: كان الجنود الكاثوليك يصلون القداس أيام الآحاد في كنائس اللاتين في هذه المدن، ونقلوا فكرة المنظمة المريمية إلى كهنة هذه الكنائس، فأعجبوا بها، وفكروا فى تكوين فرق في هذه الكنائس باللغة الفرنسية وهى لغة أغلب الجاليات الأجنبية المقيمة في مصر، كما أن عدد كبير من المثقفين المصريين يتقن هذه اللغة، وبدأت الفكرة بعدها تنتشر في القاهرة والإسكندرية
ويشرح الأب هدية: فى عام 1960م، بدء تكوين أول مجلس محلى باللغة العربية في مصر، وكان مكان الاجتماعات في كنيسة السريان بالظاهر، ثم انتقل إلى مدرسة دي لاسال عام 2002 حتى انضم للبطريركية الكاثوليكية مؤخرا
في بداية خدمته كمساعد لبطريرك الكاثوليك حرص الانبا باخوم على الاجتماع بكافة الفرق المريمية في الكنائس المختلفة، واستمع إلى تقارير عن أدائها وأعمالها طوال الفترة الماضية.