جريمة بشعة شهدتها قرية القلج التابعة لمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية راحت ضحيتها طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات، لم تعرف شيئا فى حياتها سوى قسوة زوج الأب، فمنذ أن تزوجت والدتها منذ 4 أشهر وذاقت المرار والقسوة على يد زوج والدتها الذى لم يراعِ طفولتها البريئة وعظامها الرقيقة ولا ذنب لها فى أنها مريضة بالتبول اللاإرادى، وتحول لشخص عنيف اعتاد على ضربها ومعايرتها بمرضها وهى لا تملك سوى صرخات ودموع تعبر عن أوجعاها وألمها الشديد لما يحدث معها حتى زادت تلك الضربات والتعدى الوحشى عليها إلى أن فارقت الحياة.
تبدأ تفاصيل تلك الواقعة المؤلمة والتى يرويها زوج الأم القاتل خلال تحقيقات البحث الجنائى بالخانكة ،قائلا ،أنه كان متزوج قبل أن يرتبط بوالدة الطفلة المتوفاة من قبل وأثمر زواجه على انجاب طفلتين يعيشون معه، ونظرا لأنهم بحاجه لرعاية بعد طلاق والدتهم تزوج والدة الطفلة كى ترعى أبنائه.
وأكمل المتهم، أنه كان يعلم أن زوجته لديها طفله من زوج آخر ،ولكنه لم يكتشف مرضها سوى بعد الزواج ،حيث أنها دائمة التبول اللاإرادى بالشقة التى يقطن بها هو وأولاده، مما كانت تسبب روائح كريهة فى المكان، بجانب مشاجرات مع زوجتى بسب ذلك ،حتى أنها نقلتها بمكان بعيد عن الحجرة لكى تبتعد عني.
وتابع المتهم ،ومرت الأيام ولكن مرض الطفلة كان يتزايد ،وكنت أشعر باشمئزاز منها ،فأحيانا كنت أقوم بضربها ولكن ضربا عاديا دون أى إصابات، ومع زيادة المرض خشيت على أطفالى الصغار ،فقمت بضربها وركلها برجلى ولم أقصد قتلها بل مجرد تعنيف وعقاب فقط وتركتها ،ولم أعلم كيف ماتت "مكنتش فى وعيى".
وقالت والدة الطفلة :"منه لله حرمنى من بنتى الوحيدة والتى لا أملك سواها بالدنيا"، تزوجته منذ 4 شهور ،فوجدت فيه أنه سيكون أبا لأبنتى وسندا لى ،ولكنى كنت مخطئة فهو تسبب فى موت ابنتى.
وتابعت الأم قائلة، المتهم "زوجي" كان دائم الضرب لأبنتى الصغيرة، لأنه كان لا يطيق رائحتها وكنت أتشاجر معه بسب ذلك وأعاتبه على ضربها، وهى طفله صغيرة تبلغ من العمر3 سنوات ،فكان يقوم بمصالحتها ولكن سريعا ما يعاود ضربها، فى حين أنه كان يخشى على طفلتيه الصغيرتين من كل شئء وكنت بعامله بما يرضى الله ،حتى يحسن معاملته مع ابنتي، كما كنت لا أريد الطلاق مرة ثانية وكنت أتحمل كى تسير الحياة.
وتابعت الأم ،يوم الواقعة ذهبت إلى منزل والدى وتركت أبنتى بالشقة التى نعيش فيها، وبعد عودتى وجدتها تنام على الكنبة بصالة الشقة ولا تملك القدرة على الكلام، ووجدت فقاعات وآثار تجمع دموى بالبطن وكدمات بالجسم ،فقمت بحملها إلى المستشفى ولكنها فارقت الحياة وتركتنى أعيش وحيدة دونها، وقمت على الفور بالإبلاغ عنه كى أخذ حقها .
ومن جانبها أمر المستشار باسم عبدالباقى رئيس نيابة مركز شرطة الخانكة بالتصريح بدفن جثة الطفلة المتوفاه بعد انتداب الطب الشرعى وتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، كما أمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأجراء تحليل مخدرات له .
وكان قد تلقى اللواء جمال الرشيدى، مدير أمن القليوبية إخطاراً من العميد عبدالله جلال، رئيس فرع البحث الجنائى بلاغا من المقدم أحمد كمال، رئيس مباحث مركز الخانكة، بحضور ربة منزل 21 سنه مقيمة قرية القلج دائرة المركز، ووالدها 54 سنة عامل نظافة، وأبلغا بأن الأولى متزوجة حديثاً من جزار 38 سنة، وتقيم بمسكنه رفقة ابنتها من زوجها الأول المتوفى "طفلة 3 سنوات" وأن ابنتها تعانى من مرض التبول اللاإرادى وتنتابها حالات تشنج عصبى، مشيرة إلى أنها بتاريخ 24 فبراير الجارى وحال عودتها لمسكنها فوجئت أن ابنتها فى حالة إعياء شديد وبها كدمات متفرقة بالوجه والبطن والجسم إثر تعدى زوجها سالف الذكر عليها بالضرب المبرح .
تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق، وقرر باسم عبدالباقي، رئيس نيابة الخانكة بإشراف المستشار على حسن، المحامى العام الأول لنيابات شمال بنها، بالتصريح بدفن جثة الطفلة وذلك عقب مناظرة الطب الشرعى وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وقالت والدة الطفلة، إنها قامت بنقل الطفلة لمستشفى قصر العينى لإسعافها ولم تقم بالإبلاغ حرصاً على العلاقة الزوجية بينها وبين زوجها خشية طلاقها، وقد توفيت ابنتها بالمستشفى وقدمت تقريرا طبيا يفيد بوفاة الطفلة بسبب التعدى عليها بالضرب ووجود تجمع دموى بالبطن، واتهمت زوجها بالتسبب فى وفاتها لمعاناتها من التبول اللاإرادى .
تمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لتضرره واشمئزازه من الحالة الصحية للمجنى عليها بقصد تعنيفها وعقابها على ذلك.