حالة من الجدل سادت فى الأوساط الدينية والبرلمانية بعدما طالب عدد من نواب البرلمان، بأن تتحمل المؤسسات الدينية الرسمية مسئوليتها في الإفتاء بإرجاء موسم الحج هذا العام، في ضوء انتشار فيروس كورونا، وما قد يتبعه من مخاطر على صحة الحجاج من حول العالم، وعدد من أساتذة الأزهر الشريف، الذين طالبوا بإرجاء الحديث في الأمر لشهر شوال، وإيقاف ما وصفوه "العجن في الدين".
النائب محمد أبو حامد، قال إنه في حالة استمرار نسبة انتشار الفيروس بهذا الشكل، ومع عدم اكتشاف أي مصل أو علاج لهذا الفيروس، فإنه يتحتم على القيادة السعودية وهيئة كبار العلماء، والمؤسسات الدينية الرسمية، أن يبادروا بإصدار فتوى بإلغاء تنظيم الحج هذا العام، مضيفاً، : "هذا التجمع يضم المسلمين من كل دول العالم، وبالتالي سيكون هناك صعوبة وقف انتشار الفيروس بينهم، وبالتالي سيمثل خطر كبير عليهم، والحفاظ على النفس أولوية أولى".
وأضاف "أبو حامد"، أنه واجب على المؤسسات أن تتحمل مسئوليتها في الأمور التي تمس حياة المواطنين وتحتاج لحسم عاجل، ولا ينتظروا حتى تحدث الكارثة، لافتاً إلى أن فهم "الاستطاع" المقرون بفريضة الحج، "من استطاع إليه سبيلا"، لا يتوقف فقط على فكرة القدرة المادية على أداء الفريضة، ولكنها أيضاً القدرة الصحية، والشواهد تؤكد أن معيار القدرة الصحية سيكون غائب.
كما طالب النائب، أن تعيد تلك المؤسسات الدينية الرسمية، نظرة مرة أخرى في العبادات التي تحتاج تجمعات، ومدى خطورتها على صحة المواطنين، إذا استمر الوضع كما هو عليه.
ومن جانبها، قالت النائبة هالة أبو السعد، إنه قد تم إلغاء فريضة الحج في نحو 10 مرات سابقة، آخرها في 2009، بسبب مرض انفلونزا الخنازير، وخرجت حينئذ عدد من الفتوى بتعطيل مناسك الحج والعمرة بسبب تفشى الفيروس، ودعا كبير المفتين فى مدينة دبى بدولة الامارات العربية أحمد عبد العزيز الحداد العازمين على أداء العمرة إلى تأجيلها والحد من التجمع في المساجد عند الصلاة للوقاية من انفلونزا الخنازير.
وأضافت "أبو السعد"، أنه في النهاية السعودية هي صاحبة القرار، مشددة على أنه في حالة استمرار الأوضاع كما هو عليه، فسيمثل قرار إلغاءها حفاظاً على المسلمين من كل دول العالم، وليس مصر فقط.
وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور أحمد محمود كريمة ، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الأمور العامة لدول عديدة، لابد أن يؤخذ القرار فيها بشكل مؤسسى، أو ما يعرف بالاجتهاد الجماعى في الفقه الإسلامي، مشدداً، : "الآراء الفردية محظورة في هذا الشأن، والأزهر تحمل مسئوليته في مسألة العمرة وأصدر بياناً ينتصر للشريعة الإسلامية".
وأضاف "كريمة"، أن الإحرام يبدأ من شهر شوال، مطالباً بتأجيل الحديث لحينه، وتابع، : "الحديث الآن سابق لأوانه، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، ربنا يلطف بالعباد ويحصر الوباء"، معلقاً على سؤاله بشأن رأيه الشخصى في حال استمرار الأزمة، بقوله، : "رأيى الشخصى لأ، منظمة التعاون الاسلامى في السعودية مع هيئة كبار العلماء وآخرون من الفقهاء هيعقدوا اجتماع ويقرروا، الأمر فقهى ويخص الفقهاء فقط، مينفعش أي حد يعجن في الدين".
ومن جانبه، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد ، أستاذ العقيدة والفلسفة، إن فيروس كورونا أداة تنبيه من الله للعودة إليه، متابعاً، : "مرض عارض بعون الله، وربنا يكشف الغمة، ولو استمر فسيكون للعلماء كلماتهم حينئذ، والعلاج في الإسلام، النظافة من الإيمان، جزء من عقيدتنا".