حصل "انفراد" على أحدث دراسة تعرض إشكالية "الصور النمطية" التى تقدمها المعالجات السينمائية الأمريكية عن العرب والمسلمين، وخطورة تلك الصور التي تصنعها السينما في ازدياد معدلات "الإسلاموفوبيا" في الغرب، والتى انتهى منها مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء.
وأوضحت الدراسة أن هناك صور نمطية للمسلمين والعرب، بل وهناك كذلك عدم معرفة بالفرق بين العرب والمسلمين، لافتة إلى أن هذا التنميط من حيث كونه تعميم وإطلاق أحكام على "الآخر"، بهدف التعاطي معه ككتله واحدة، يوضح القصور وعدم المعرفة من قبل الكتاب الغربيين بالإسلام والشرق الأوسط.
وللتعاطي مع ذلك التشوية، والتغلب على "كراهية الإسلام" التي تنشرها الأفلام السينمائية الأمريكية، فقد قدمت الدراسة مجموعة من الإجراءات بينها: توعية الناس بالصور النمطية التي تبثها السينما الأمريكية، والأضرار التي تقع على المجتمع الإسلامي نتيجة ذلك التشوية، والتأثير في صناعة السينما الأمريكية عن طريق الدخول في انتاج مشترك لأفلام توضح الصورة الواقعية والمركبة للمجتمع الإسلامي، كونه مجتمع متعدد ولا يضره ولا يوصمه إذا خرج منه مجموعة تمارس "الإرهاب والكراهية" مثل أي مجتمع آخر.
وذكرت الدراسة أنه على مدار التاريخ السينمائي الأمريكي، قامت هوليود برسم صورة نمطية عن "الآخر"، وما فتئت أن تكرر هذه الصورة في اعمالها حتى باتت الصورة التي تبثها هي الواقع والحقيقة فالهنود الحمر السكان الأصليون لأمريكا الشمالية بربريون وعنصريون وشعب متخلف بحاجة إلى التخلص منه في سبيل التحديث و"الحلم الأمريكي"، أما الألمان والإيطاليون واليابانيون "كآخر" خلال الحرب العالمية الثانية فمهوسون بالقتل والحرق والتدمير، وكذلك الشيوعية خلال الحرب الباردة.
أما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، صار "الآخر" هو العربي المسلم الذي لا تفرق هوليود بين الاثنين وتعتبرهم نفس الشئ، ذلك "الآخر" عدَّته هوليود "إرهابي من هواة جمع النساء واهانتهم، كث اللحية، دموي".
الدراسة تناولت "الصور النمطية" للمسلمين في السينما والدراما الأمريكية بالتركيز على 6 أفلام، وهي: فيلمين للمخرجة الأمريكية "كاثرين بيجلو"، هما "خزانة الألم 2008" و"ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل 2012"، وفيلم "القناص الأمريكي 2014" للمخرج "كلينت إيستوود". كما سنتناول فيلم "أخطر الرجال المطلوبين 2014" للمخرج الهولندي "أنطون كوربجن"، وفيلم "قلعة الرمال 2017" للمخرج البرتغالي "فرناندو كويمبرا"، وأخيرًا فيلم "فريق القتل 2019" من إخراج وتأليف المخرج الأمريكي وصانع الأفلام الوثائيقية "دان كراوس".
تم اختيار هذه الأفلام الستة لكونها تركز على الأحداث بعد 11 سبتمبر 2001 كذلك فإن هذه الأفلام حققت نسب مشاهدة عالية ونالت جوائز هامة من بينها الأوسكار، بمعني أنها أفلام جماهيرية، من المؤكد أنها أثرت في المشاهد الذي تعرض لها.
وبينت دراسات الحالة الست أن هناك صور نمطية للمسلمين والعرب، بل وهناك كذلك عدم معرفة بالفرق بين العرب والمسلمين إن هذا التنميط من حيث كونه تعميم وإطلاق أحكام على "الآخر"، بهدف التعاطي معه ككتلة واحدة، يوضح الكسور وعدم المعرفة من قبل الكتاب الغربيين بالإسلام والشرق الأوسط، و يؤدي هذا التنميط والتعميم إلى كراهية الإسلام وكل ما يتعلق به من رموز ومن ينتمي له؛ لأنه حينما تقدم الأفلام الأمريكية سكان العراق، وأفغانستان على أنهم "إذا لم يكونوا مشاركين في الهجمات الإرهابية، فإنهم متعاونين مع الإرهابيين".
ووجدت الدارسة ، أنه يُنظر إلى المسلمين على أنهم "الآخرون"، غير المتوافقين مع المجتمعات الغربية، والوحشيين، والأشرار، والإرهابيين، وأنهم يمثلون تهديدًا للمجتمعات الغربية وقيمها من خلال نشر هذه "الصور النمطية"، وتشويه سمعة جميع المسلمين، يتم إثارة مشاعر "الإسلاموفوبيا" في المجتمعات الغربية، الأمر الذي اتضح في كثير من التعليقات لم شاهدوا تلك الأفلام.
ونوهت الدارسة إلى أن هذا التشوية والتنميط، إذا حدث لمجموعة دينية أو عرقية مختلفة، مثل اليهود أو الآريين، فسيتم إدانة ذلك التشوية على أوسع نطاق، فنتيجة عدم إدانة "شيطنة المسلمين والعرب"، يتم نشر "الإسلاموفوبيا" وترسخها، وذكرت الدارسة في نهايتها أنه للتعاطي مع ذلك التشوية، والتغلب على "كراهية الإسلام" التي تنشرها الأفلام السينمائية الأمريكية، فإنه يتعين القيام بمجموعة من الإجراءات بينها: توعية الناس بالصور النمطية التي تبثها السينما الأمريكية، والأضرار التي تقع على المجتمع الإسلامي نتيجة ذلك التشوية، والتأثير في صناعة السينما الأمريكية عن طريق الدخول في انتاج مشترك لأفلام توضح الصورة الواقعية والمركبة للمجتمع الإسلامي، كونه مجتمع متعدد ولا يضره ولا يوصمه إذا خرج منه مجموعة تمارس "الإرهاب والكراهية" مثل أي مجتمع آخر.