"ثلاثاء الحسم"، هذا ما يمكن أن نطلق عليه بالمشهد الأمريكى فى ظل مساعى الحزب الديمقراطى الأمريكى حسم اسم المرشح الذى سينافس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فى الوقت الذى أعلن فيه بعض المرشحين من الحزب الديمقراطى انسحابهم من السباق، حيث انسحبت المرشحة الديموقراطية آيمى كلوبوشار من السباق الرئاسى الأمريكي، بحسب ما ذكر موقع العربية، فيما أفادت وسائل إعلام أمريكية أن المرشحة المنسحبة كلوبوشار ستعلن دعهما لجون بايدن، وذلك عشية "الثلاثاء الكبير" والذى تصوت فيه 14 ولاية فى يوم واحد ضمن عملية الانتخابات التمهيدية للحزب.
وانسحبت عضو مجلس الشيوخ الوسطية من السباق وتوجهت إلى دالاس فى تكساس، للانضمام إلى بايدن نائب الرئيس الأميركى السابق فى مهرجان انتخابى ، بينما بعد فوزه فى الانتخابات التمهيدية الأخيرة السبت فى ساوث كارولاينا، يدخل بايدن "الثلاثاء الكبير" بزخم لينافس المرشح اليسارى بيرنى ساندرز على الفوز بترشيح الحزب للشخصية التى ستواجه الرئيس دونالد ترمب فى انتخابات نوفمبر المقبل.
وأتى انسحاب آيمى كلوبوشار، بعد يوم واحد من انسحاب المرشح الديمقراطى بيت بوتيجيج، من الانتخابات التمهيدية للحزب، حيث كشف أحد مساعديه أن رئيس بلدية ساوث بيند بولاية إنديانا السابق سيعلق حملة الانتخابية لنيل ترشيح الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة فى نوفمبر 2020.
وجاء قرار بوتيجيج بعد يوم من نيله المركز الرابع فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى بولاية ساوث كارولاينا، والتى فاز فيها نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن بفارق كبير عن منافسيه، حيث يشار إلى أن بوتيجيج، لم يكن معروفا فى أوساط الجماهير، ولم يحظ بدعم قادة الحزب عندما أعلن فى أبريل 2019 رغبته فى المنافسة على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة، إلا أنه بعد مرور عدة أشهر على الحملات الانتخابية وما تخللتها مناظرات، استطاع السياسى الشاب أن يفرض نفسه بين المرشحين.
وذكرت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أن مرشحى الحزب الديمقراطى المحتملون للرئاسة الأمريكية، يترقبون يوم الثلاثاء، بشغف كبير، نظرا لدور هذا التاريخ فى تعزيز فرص وصولهم إلى البيت الأبيض، حيث يشهد الثلاثاء الكبير اختيار مندوبين يتعهدون بتأييد أحد المرشحين المحتملين للحزب خلال مؤتمر مرتقب فى وقت لاحق من العام الجارى، فيما ينصب الاهتمام على الحزب الديمقراطى حيث تستعر المنافسة بين مرشحين أبرزهم بيرنى ساندرز ونائب الرئيس الأميركى السابق، جو بايدن.
وأدلى أكثر من مليون شخص بأصواتهم فى هذه الانتخابات التمهيدية بأكثر من عشر ولايات أمريكية، حتى الآن، بينما يينتظر أن يصوت الباقون، اليوم 3 مارس، فما هو يوم الثلاثاء الكبير الذى يحظى باهتمام منقطع النظير؟
شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أشارت إلى أنه تم البدء فى هذا التقليد الانتخابي، فى ثمانينيات القرن الماضي، بعدما منى المرشح الديمقراطى للرئاسة الأميركية، والتر موندالى بهزيمة أمام رونالد ريجن فى سنة 1984، وقرر الديمقراطيون فى الولايات الجنوبية منذ ذلك الحين، أن يجروا الانتخابات التمهيدية فى وقت مبكر، أى فى مارس، حتى يرجحوا كافة مرشح أكثر محافظة، أو ما يوصف بـ"المعتدل" فى أفكاره الليبرالية.
تشارك 14 ولاية ومنطقة أمريكية فى هذه الانتخابات وهي؛ ألاباما وأركانساس وكاليفورنيا وكولورادو وماين وماساشوستس ومينيسوتا ونورث كارولينا وتينيسى ويوتا وفرجينيا وفيرمونت وأوكلاهوما وتكساس، فيما يرتقب أن يجرى الإعلان عن نتائج هذه الانتخابات التمهيدية بعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، بحسب توقيت كل ولاية، لكن ولاية كاليفورنيا، تشكل استثناءً وتتأخر مقارنة بباقى الولايات، لأنها تقبل التصويت عن طريق الرسالة الإلكترونية فى الأيام الثلاثة الموالية للثلاثاء الكبير، وهذا الأمر يتطلب 30 يوما كاملة لإنجاز عملية الإحصاء.
ويرتقب أن يسفر هذا اليوم عن اختيار أكثر من 1300 مندوب ديمقراطي، وهذا العدد يضاهى ثلث العدد الإجمالى للمندوبين، وعند إضافة 155 مندوبا جرى اختيارهم فى الولايات التى صوتت مبكرا، أى فى ولايات آيوا ونيو هامشير ونيفادا وساوث كارولينا، فإن ما يقارب 40 فى المئة من المندوبين سيكونون قد اختيروا بعد الثلاثاء الكبير.
ويحتاج المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية إلى 1991 مندوبا حتى يضمن ترشيحه لخوض انتخابات الرئاسة، وينقسم المندوبون إلى فئتين اثنتين؛ أولهما مندوبون يجرى اختيارهم على مستوى الولاية، ومندوبون يتم اختيارهم على مستوى مقاطعات.
