بدأت إثيوبيا التصعيد إعلاميا ودبلوماسيا ضد الدول الرافضة لسلوكها المتعنت فى التفاوض حول حقوق مصر والسودان المائية.
وجددت أديس أبابا التأكيد على موقفها الثابت والحازم الذي عبرت عنه الحكومات المتعاقبة حول حقها في استخدام موارد مياه النيل لتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة.
وأعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية عبر حسابها على فيسبوك أنها ترفض قرار الجامعة العربية بشأن سد النهضة برمته، معتبرة أنه يقدم دعما أعمى لبلد عضو دون مراعاة حقائق رئيسية في المحادثات بشأن سد النهضة.
كان وزراء الخارجية العرب قد أكدوا رفضهم المساس بالحقوق التاريخية لمصر والسودان فى مياه النيل أو الإضرار بمصالحهما والتشديد على أن الأمن المائى لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، والتأكيد على تضامن الدول الأعضاء مع مصر والسودان فى مواجهة المخاطر والتأثيرات والتهديدات المحتملة لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى دون التوصل لاتفاق عادل ومتوازن مع جمهورية إثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل السد.
واستدعت وزارة الخارجية الإثيوبية 8 من سفرائها بحسب صحيفة "أديس ستاندرز" التي قالت في تقرير لها إن من بين السفراء الذين تم استدعاؤهم سفيرى إثيوبيا لدى كل من مصر والسودان.
وقالت الصحيفة الإثيوبية إن من بين السفراء كذلك السفير جيروم آباي والسفيرة فيشا شويل من بروكسل وكذلك سفير لندن، ذلك بخلاف السفيرة دينا مفتي والسفيرة شيفيرو جارسو من القاهرة والخرطوم. ويشى تميرات بالمغرب، وأمين عبد القادر بالجزائر، وتيرفو كيدان بأستراليا، وأسفو دينجامو بكوبا.
وأكدت وزارة الخارجية الإثيوبية أن استدعاء السفيرين فى مصر والسودان لا علاقة له بالتطورات الأخيرة المتعلقة بسد النهضة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية نبيات جيتاتشو، فى تصريحات نقلها موقع "العين الإخبارى"، إن الخارجية استدعت عددا من السفراء فى مصر والسودان وروسيا وبريطانيا ودول أخرى، مشيرا إلى أنه إجراء روتينى وطبيعى تجريه إثيوبيا من حين لآخر.
وأضاف المتحدث أن استدعاء سفيرى مصر والسودان لا علاقة له بالتطورات الأخيرة المتعلقة بـ"سد النهضة" التى تناولتها بعض وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه يأتى فى إطار الاستدعاء الروتينى للخارجية الإثيوبية لسفرائها بمختلف دول العالم.
وأشار جيتاتشو إلى أن هناك سفراء اكتملت فترة عملهم لأربع سنوات، من بينهم سفير إثيوبيا بالقاهرة دينا مفتى، الذى أكمل فترة أربع سنوات ما بين كينيا، التى قضى بها 3 سنوات، والقاهرة التى تم تعيينه بها العام الماضى، كما أن هناك عددا آخر من السفراء الآخرين، مضيفا أن قائمة السفراء المستدعين أيضا تضم سفراء إثيوبيا فى بلجيكا والمغرب والجزائر وأستراليا وكوبا.
وكانت إثيوبيا قد أعلنت عدم مشاركتها في مفاوضات "سد النهضة"، التي كان من المقرر أن تستضيفها واشنطن الشهر الماضي لدراسة مقترحات من وزارة الخزانة الأمريكية حول مسودة الاتفاق الخاص بملء وتشغيل سد النهضة.
كان وزير الخارجية سامح شكري قد عقد لقاءً مع سفراء الدول الأفريقية في القاهرة، وذلك في إطار حرص مصر على إطلاع الدول الأفريقية على جهودها والإنجازات التي تحققت خلال عام رئاستها للاتحاد الأفريقي، وكذا ما تشهده العلاقات المصرية الأفريقية من زخم، في ضوء الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية لكافة الموضوعات المتعلقة بالقارة.
وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد حافظ بأن وزير الخارجية حرص كذلك على استعراض آخر التطورات في ملف سد النهضة، وما بذلته مصر في هذا الصدد من جهود جادة وصادقة نحو التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحقق مصالح الأطراف الثلاثة.