بدأت الأمم المتحدة في البحث عن بديل للمبعوث الأممى لدى ليبيا غسان سلامة بعد تقديم الأخير لاستقالته من منصبه، وذلك بعد فشله الذريع فى تعزيز فرص الحل السياسى وخاصة بعد إعلان الجيش الوطنى الليبى عن عملية عسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية فى أبريل 2019.
ويرفض عدد كبير من أعضاء البرلمان الليبى تعيين أي مبعوث أممى من شمال افريقيا تحقيقا لمبدأ الحيادية والشفافية فى التعاطى مع الأزمة، وذلك بعد إشارة تقارير إعلامية إلى ترشيح خميس الجهيناوى لخلافة غسان سلامة لخلافة غسان سلامة.
قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومى في البرلمان الليبى على التكبالى إن الأمم المتحدة تعتبر ليبيا كحقل تجارب، مشيرا إلى إخفاقات البعثة الأممية المستمرة منذ سنوات وهو ما يؤكد حاجة الشعب الليبى إلى الجيش لإيجاد حل للأزمة.
وأكد التكبالى في تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن الجيش الليبى هو الطرف الوحيد القادر على لملمة الجهود، داعيا الأمم المتحدة إلى لجم الميليشيات المسلحة والسماح للجيش الوطنى بضبط الأمور في ليبيا، لافتا إلى أن الجيش الليبى سيدخل عنوة إلى مناطق سيطرة الميليشيات لتحرير البلاد.
كان مصدر سياسى تونسى قد كشف في تصريحات لصحيفة العرب عن ترشيح وزير الخارجية التونسي السابق خميس الجهيناوي لمنصب المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، خلفا للّبناني غسان سلامة.
وأشار المصدر التونسي إلى أن ترشيح الجهيناوي هو تشريف لتونس ودبلوماسيتها لمعالجة ملف إقليمي معقد ومتشعب وبامتدادات دولية متغيرة.
ويصب ترشيح الجهيناوي لصالح إشارات أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيّد لمساعي بلاده في التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية.
والتقى الجهيناوي في إطار السعي لإنجاح المبادرة العديد من الشخصيات والأطراف الليبية الفاعلة ما ساعده على بناء علاقات مع طرفي النزاع ومكّنه من الاطّلاع على تفاصيل الأزمة كما هي بعيدا عن سياسة الانحياز والاصطفاف.
وترى عدد من القوى والأطراف الليبية أن خميس الجهيناوى سيكون منحازا لطرف على حساب الآخر وهى نفس السياسة التي تتبعها تونس، وهو ما سيؤدى إلى دعمه لحكومة الوفاق على حساب الأطراف الآخرى في البلاد وهو من شأنه أن يفشل أي مساع أممية للتعاطى مع الأزمة الليبية بحيادية وشفافية، فضلا عن فشله فى تحقيق مبادرة الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى لأى نجاح ملموس فى المشهد السياسى الليبى.
كان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة أعلن الاثنين الماضى استقالته لأسباب صحية بعد قرابة ثلاث سنوات في هذا المنصب.
وفشل غسان سلامة في إدارة الصراع طيلة السنوات الماضية حيث لم يحقق ولو جزءا من الخطة التى رسمها عند استلام مهمته حيث فشل فى البداية فى إقناع البرلمان ومجلس الدولة بإجراء تعديل على حكومة الوفاق والمجلس الرئاسى، ثم جاءت معركة طرابلس لتحبط الجزء الثانى من الخطة المتمثل في المؤتمر الجامع الذي كان من المقرر عقده فى منتصف أبريل الماضى.
إلى ذلك، طالب عضو مجلس النواب الليبى محمد العبانى، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بمحاكمة المبعوث الأممى لدى ليبيا غسان سلامة، الذى أعلن يوم الاثنين الماضى تقديم استقالته من منصبه.
واتهم العبانى في بيان له غسان سلامة بتمكين تيار الإخوان المسلمين الذي صنفه البرلمان الليبي منظمة إرهابية والمليشيات الإجرامية المرتبطة به من مفاصل الدولة، وعمل في كل المناسبات على التستر على الجرائم والفساد الإداري والمالي الذي يمارسه هذا التيار مما أدخل الشعب والدولة الليبية في أتون صراع أمني.
وأكد العبانى أن سلامة قدم إحاطات مضللة أمام مجلس الأمن للتستر على التيار الإسلامي الإرهابي، ولعل فشل آخر محاولاته اليائسة فيما يسمى بمؤتمر جنيف والتي استهدفت ضرب شرعية الليبيين واستبدالها بمجموعة من الليبيين اختارهم بعناية ليكونوا أداة طيعة في يده.
ودعا العبانى حل المليشيات ونزع سلاحها وإعادة دمج منتسبيها في القطاعات الاقتصادية المختلفة، أو التحاقهم فرادى بالقوات المسلحة الليبية، إلغاء الاتفاقيات المذلة المبرمة مع تركيا العثمانية وخاصة الاتفاقية الأمنية، واتفاقية ترسيم الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط، طرد المرتزقة والإرهابيين من على الأراضي الليبية، ورفع حظر التسليح عنها، حتى تتمكن من تحقيق الاستقرار والأمن وحماية الحدود، وإطلاق سراح كافة المعتقلين والمختطفين والمغيبين قسرا بسبب انتماءاتهم أو التعبير عن آرائهم.