"متعة السفر عائما" داخل باخرة تنام فيها على ضوء القمر وتصحو على شروق الشمس، تحولت خلال الأسابيع الماضية إلى نقمة بعد أن حول فيروس كورونا بعض البواخر السياحية إلى حجر صحى فى عرض البحار والمحيطات يرقد على متنها المصابين والمرضى فى انتظار مصير غير معلوم.
فمنذ ان ظهر فيروس كورونا الجديد، وبدأت حالة من الخوف والرعب الشديد تلاحق سفن الكروز السياحية فى العالم، بعد ظهور أكثر من حالة فى بلدان متفرقة على متن الكروزات، و تحولت هذه السفن عبر رجلاتها حول العالم الى سفن ناقلة لهذا الوباء، وباتت موانئ العالم فى حالة تأهب وطوارئ ورفض لاستقبال مثل هذه السفن بموانيها، وتحول روادها من مسافرين يبحثون عن المتعة إلى محتجزين فى البحار لايجدون برا يرسون عليه.
حالة الخوف بعد ظهور حالات عديدة على متن بواخر سياحية مصابة بفيروس كورونا وحولتها إلى حجر صحى، أجبر مجموعة من الشركات العالمية فى هذا المجال بما في ذلك Royal Caribbean و Carnival و Celebrity Cruises و Crystal Cruises ، عن تغييرات في مساراتها خلال شهري مارس وأبريل، وقالت جمعية خطوط الرحلات البحرية الدولية في بيان "كما يتطلب أيضًا منع أي مسافر من الصعود إلى متن السفن إذا كان "خلال 14 يومًا قبل المغادرة ، على اتصال أو ساعد في رعاية أي شخص يُشتبه في إصابته أو تم تشخيصه على أنه مصاب بـ COVID-19 ، أو يخضع حاليًا للمراقبة الصحية لاحتمال التعرض ل COVID-19".
و من جانبه أكد الدكتور سعيد البطوطى مستشار منظمة السياحة العالمية لـ "انفراد" أنه خلال الشهر الجارى شهدت معدلات الاقبال على الرحلات البحرية والبواخر تراجعا كبيرا بعد حالة الهلع من فيروس كورونا، خاصة فى ظل تحول بعض الرحلات إلى كارثة محققة فى عرض البحر.
وأشار البطوطى فى تصريحاته إلى أن هذا التراجع يرجع إلى خطورة تلك الرحلات فى الوقت الراهن، حيث تعتبر البواخر السياحية سواء النيلية او العابرة للبحار والمحيطات مكانا ملائما لانتشار الفيروس بسرعة أكبر، موضحا أنها تعتمد بشكل كبير على أنظمة التكييف المركزية وإعادة دورة الهواء وعدم وجود منافذ للتهوية، وبالتالى فهذه الظروف تٌهيئ سرعة انتشار الفيروسات.
وأكد البطوطى أن احتمالية انتقال الفيروس بين سكان منتجع سياحى أو فندق ثابت أقل بكثير عن فرصة للانتقال على متن سفينة بحرية، منوها إلى أن النماذج الأربع التى ظهرت خلال شهر واحد فقط فى مناطق مختلفة حول العالم كانت سببا كافيا لإلغاء آلاف الحجوزات لرحلات بحرية كانت مقررة حول العالم خلال الشهرين المقبلين، متوقعا أن تشهد انخفاضا كبيرا خلال إبريل حيث موسم الربيع.
وكانت الكارثة الأولى على متن السفينة دايموند برنسيس المملوكة لشركة كارنيفال كورب والتى تم فرض الحجر الصحي عليها فور رسوها في يوكوهاما جنوبي طوكيو يوم الثالث من فبراير الماضى بعد ثبوت إصابة رجل نزل منها في هونج كونج قبل إبحارها إلى اليابان، وبلغ عدد الركاب وأفراد الطاقم على السفينة 3700 شخص، وتسجل أكبر عدد للإصابات بالفيروس خارج الصين.
بعدها بأيام قليلة تم فرض الحجر الصحى لنحو 7 الاف مسافر في سفينة Costa Smerelda في إيطاليا، وأعلنت السلطات الصحية في إيطاليا أن 7 آلاف شخص، بينهم 6 آلاف راكب، عالقون قبالة تشيفيتافيكيا قرب روما على متن سفينة سياحية تابعة لشركة كوستا للرحلات البحرية، بعد الاشتباه بوجود إصابتين من فيروس كورونا المستجد بين الركاب.
وبدأت القصة عندما تلقت السلطات الايطالية إنذارا بوجود السفينة التى يوجد على متنها نحو 6 آلاف راكب على متن السفينة"، والآخرون هم من طاقمها، وظهور أعراض على امرأة صينية موجودة على السفينة مع زوجها كانت تعاني أمن ارتفاع بالحرارة، فأرسلت الصحة الايطالية ثلاثة أطباء وممرضة إلى السفينة ليأخذوا عينات.
وتم تفعيل الإجراءات الصحية الاعتيادية عند الاشتباه بحالة إصابة في ما يتعلق بسائحة قادمة من ماكاو على متن كوستا سميرالدا"، ووضعت المرأة البالغة 54 عاما في "العزل" في الوحدة الصحية في السفينة مع زوجها لمدة 14 يوما.
ثم تفاقم الوضع على متن MS Westerdam،تلك السفينة التى ظلت أكثر من 2000 شخص عالقين فى البحر دون إمدادات، وظلت تتجول بعد أن رفضت كل من اليابان وتايوان والفلبين وجزيرة جوام الأمريكية وتايلاند السماح لها بالدخول على موانيها، على الرغم من من عدم وجود حالات مصابة بالفيروس على متنها.
حتى وافقت كمبوديا بعد أسبوعين فى عرض البحر على استضافتها، ورست السفينة (إم.إس ويستردام) قبالة الشاطئ وتم السماح لمسؤولين كمبوديين باعتلائها وأخذ عينات من ركاب يعانون من أعراض مرضية أو أعراض تشبه الإنفلونزا، وقالت وزارة الصحة فى كمبوديا وقتها إن الفحوص أثبتت عدم وجود أى إصابات على متن السفينة.
ومؤخرا أعلن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، إصابة 21 شخصا من ركاب السفينة السياحية «جراند برنسيس» الراسية قبالة ساحل ولاية كاليفورنيا بفيروس «كورونا»، وأكد أنه سيتم اتخاذ خطط حقيقية لحجر السفينة، وقررت السلطات الأمريكية وضع السفينة قيد الحجر الصحي وفحص جميع ركابها.
والجمعة الماضية أعلنت مصر من خلال وزارة الصحة عن إصابات بفيروس كورونا على متن باخرة سياحية فى الأقصر، بلغت حتى الان 33 حالةمؤكدة وتم نقلهم إلى مستشفى العزل الصحى، لتكون أول باخرة نيلية تظهر عليها إصابات بالكورونا.
وأكدت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إنه وسط مخاوف حول فيروس كورونا COVID-19 ، أعلنت العديد من خطوط الرحلات البحرية عن إلغاء بعض الرحلات خلال شهرى مارس وإبريل، وتعزيز التدابير الاحترازية وإجراءات الفحص.
وأوضحت أن الإجراءات الجديدة جزء من الإرشادات الجديدة التي قدمتها جمعية خطوط الرحلات البحرية الدولية (CLIA) عقب وفاة أحد سكان كاليفورنيا المصابين بعد سفرهم في رحلة من سان فرانسيسكو إلى المكسيك مع رحلة برنسيس.