قلل مصطفى رستم مدير العلاقات الخارجية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر، من تهديدات منظمة العمل الدولية لتحويل مصر لما يسمى بـ"القائمة السوداء" للدول الأكثر انتهاكًا للحريات العمالية فى مؤتمر العمل منتصف العام الجارى 2016، بسبب وقوفها بالمرصاد للنقابات المستقلة، مؤكدًا أنه أمر سخيف يجب ألا نلتفت إليه ونضخمه لأنه لا يرقى لحد تسجيل مخالفة غالبًا تكون بأهداف سياسية وليست فنية عمالية، لأن هناك دولا بالشرق الأوسط لها علاقات قوية بدول غربية يتم تجنبها من القائمتين الطويلة والقصيرة للدول الأكثر انتهاكًا للحقوق بدعوى أنها ديمقراطية.
كان بيتر فان جوى المدير الإقليمى لمنظمة العمل الدولية فى القاهرة، أكد لـ"انفراد"، أن ملف مصر قد يتصدر قائمة الدولة الأكثر انتهاكًا لحقوق العمالة إذا لم تراع المعايير الدولية ومناقشة التشريعات العمالية فى مجلس نواب منتخب.
وأوضح رستم، أن المنظمة لم تدرج فى يوم من الأيام دول قطر وتركيا وإسرائيل، رغم الاعتداءات التى تقع على العمالة ومخالفة القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية، لكن يتم إغفال ذلك لأنها دول تنفذ الأجندات الغربية الرأسمالية التى تدعمها الكيانات الاقتصادية الممولة لميزانية الولايات المتحدة وغيرها من الدول العظمى التى تمول ميزانية منظمات الأمم المتحدة التى تعتبر منظمة العمل الدولية إحداها.
وطالب مصطفى رستم، الدولة المصرية بضخ أموال داخل الاتحاد العام، ليقوم بدور فعال على المستوى الدولى الذى يتطلب إنفاقا ببذخ للدفاع عن صورة مصر فى المحافل الدولية، منتقدًا دور الملحقين العماليين فى السفارات المصرية والتابعين لوزارة القوى العاملة، مؤكدًا أنهم يتعاملون مع صورة عمال مصر على أنها "سبوبة" ويستغلون وجودهم فى الخارج للحصول على امتيازات مالية بحكم مناصبهم دون تحقيق أى عائد للوطن وللأمن القومى إلا القليل منهم.
من جانبه، قال عضو مجلس النواب، محمد وهب الله، الأمين العام للاتحاد، إن المجلس سيتناول تعديل قانون العمل المسىء وقانون التنظيمات النقابية، وقانون الخدمة المدنية، بالشكل الذى يرضى الوطنية المصرية وليس تنفيذ أجندات أجنبية تقودها منظمة العمل الدولية أو غيرها من الجهات، لأن القرار المصرى يجب أن يكون نابعا من عقول أبنائها وليس بإملاءات.
وأضاف وهب الله، أن المنظمة الدولية كانت تحدثت بشكل صريح عن ضرورة إتمام الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق التى وعد بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهى الانتخابات البرلمانية، وقد تمت وسيتم مناقشة القوانين المتعلقة بالعمال والعمل، بدافع وطنى فقط، مؤكدًا أننا كاتحاد عمال مصر لا ننظر للملاحظات الدولية حول العمالة المصرية على أنها قرآن منزل من السماء لأنها صدرت من بشر تحركهم مصالح سواء أعلنوا عنها او لم يعلنوا، لافتًا إلى أن المنظمة لا تدرك أن هناك بعض الأمور قد تنجح فى دول وتفشل فى دول أخرى لاختلاف الثقافات وطبيعة البشر ومدى تقبلهم للتغيير.