تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الخميس العديد من القضايا الهامة أبرزها، إيران تسيّس «كورونا» على أنه «مؤامرة ، وما حدث يوم الخميس الماضي في الكرملين لا يمكن قياسه أو وضعه تحت أي تقاليد دبلوماسية ما جرى خلال عملية الاستقبال من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكتبه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
هدى الحسيني .. إيران تسيّس «كورونا» على أنه «مؤامرة»!
قالت الكاتبة هدى الحسينى بصحيفة الشرق الأوسط السعودية انه برزت إيران كمركز رئيسي للعدوى العالمية لفيروس «كورونا» خارج الصين. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ما أبلغت عنه إيران عن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» كان أقل بكثير من اليابان أو كوريا الجنوبية، وحتى إيطاليا، لكنّ هذه الأرقام الرسمية تتحدى الواقع، إذ إن معدل الوفيات في إيران هو أكثر من 10%، وهي نسبة أعلى بكثير من بقية العالم.
المراقبون داخل إيران وخارجها مقتنعون بأن الحكومة لا تقول الحقيقة إزاء «كورونا»، وهناك خطر كبير من أن يتحول إلى وباء. تم التعرف على حالات الإصابة بالفيروس التي جرى تتبعها إلى إيران عبر مناطق واسعة من العالم، من أفغانستان إلى كندا.
لقد حدثت أكبر طفرات في الحالات خلال الأسبوع الماضي، فالناس يسقطون في الشوارع، وقد أظهرت فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي هذه الحالات المخيفة، على الرغم من تأكيدات الحكومة قبل أسبوعين أن المرض قد تمت السيطرة عليه بالفعل. المقاطعات الأكثر تضرراً هي جيلان، وقم، وطهران. وقد أعلنت الحكومة عن حملة جديدة فأرسلت فريقاً قوامه 300 ألف يتنقلون من منزل إلى منزل، ويختبرون الإيرانيين بحثاً عن المرض (أو، على الأقل، عن أعراض المرض). يشير هذا إلى أن السلطات قلقة من عدم تقدم العديد من المصابين بالمرض للفحص، ربما بسبب مفهوم الخوف من الحجر الصحي القسري في المستشفيات، التي تعاني من نقص الموظفين والاكتظاظ. هنا يكمن أحد مخاطر نقص الثقة خلال أزمة صحية عمومية خطيرة. لذلك أعلن «الباسيج» أنه سيقضي على المرض!
عادل السنهوري .. أردوغان واللعب مع الكبار
اكد الكاتب الصحفى عادل السنهورى في صحيفة البيان الإماراتية ان ما حدث يوم الخميس الماضي في الكرملين لا يمكن قياسه أو وضعه تحت أي تقاليد دبلوماسية، ما حدث غير مسبوق في دبلوماسية القمم الدولية والعلاقات بين الدول مهما كانت طبيعة هذه العلاقات وأهميتها.
البرلمان التركي وتحديداً نواب الأغلبية من حزب العدالة والتنمية اعتبر أن ما جرى خلال عملية الاستقبال من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكتبه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان «إهانة» مقصودة من الرئيس الروسي على خلفية العلاقات المتوترة والحرجة، التي تمر بها العلاقة بين روسيا وتركيا، بسبب الأوضاع في سوريا والتدخلات التركية العسكرية في منطقة إدلب، في حين نظر خبراء في العلاقات الدولية إلى ما حدث بأنه رسالة شديدة اللهجة من بوتين إلى أردوغان فحواها «عدم اللعب مع الكبار» ومناطحة القوى الكبرى في مصالحها الاستراتيجية، ولم تكن الإشارة والدلالة السياسية هي الأولى في قمة أردوغان و«القيصر» يوم الخميس الماضي، بل سبقها إشارات ورموز تم تفسيرها سياسياً في قمم سابقة.
الغضب في البرلمان التركي ونواب وأعضاء حزب أردوغان وقع بعد تسريب فيديو من صحفية تركية للرئيس التركي، وهو يقف خارج مكتب بوتين ينتظر الإذن له بالدخول، وتعمد بوتين لإهانته أمام الوفد المرافق له، وتركه خارج المكتب لمدة دقيقتين عند باب القاعة قبل السماح له بالدخول للقاء بوتين، وأحدث هذه الإشارات جاءت من وكالة روسية حكومية، بثت تسجيلاً يظهر تفاصيل القمة الثنائية بين بوتين وأردوغان، والتي انتهت بإعلان وقف إطلاق النار في إدلب السورية، إذ يظهر التسجيل أن الرئيس التركي والوفد المرافق له، اضطر للانتظار مدة دقيقتين عند باب قاعة في الكرملين قبل السماح لهم بالدخول للقاء بوتين.
عوني صادق ..متى تتوقف أحاديث «الصفقة»؟
قال الكاتب عونى صادق في صحيفة الخليج الإماراتية حتى اليوم، لم تتوقف الأحاديث المتعلقة بما سماها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «صفقة القرن»! حتى اليوم وبعد أن تبينت أغراض «الصفقة» وما ترمي إليه، لا تزال إدارة ترامب تنظر إليها وتعتبرها «عملية سلام» غرضها «إنهاء الصراع في الشرق الأوسط»، و«إحلال السلام» فيها، ليكون ترامب الرئيس الأمريكي الذي حقق وعود من سبقه من الرؤساء الأمريكيين، ولم يستطيعوا تحقيقه! لذلك ما زال حديث هذه الإدارة يصّر على شرح قرار يتعلق ب «الصفقة» هنا، وتوضيح إجراء يخصها هناك، وهو ما يجعل أحاديثها تتواصل ولا تنقطع!
في الوقت نفسه، هناك من يرى أن ما قيل وكتب عن «الصفقة» وحولها حتى الآن تجاوز الحاجة إلى شرحها، وتفسير بنودها وفهم أغراضها، وهو ما يجعل استمرار الحديث عنها وحولها زائداً عن الحاجة، خصوصاً أن القضايا المهمة كثيرة تحتاج إلى التناول والمعالجة، وهذه وجهة نظر تستحق الاهتمام.
هنا يصبح من الضروري لفت الانتباه إلى أن هذه «الصفقة» ليست كغيرها من الصفقات، لأنها تستهدف تصفية قضية وطنية لشعب مضى على نضاله من أجل حريته قرن من الزمان، وما زال يناضل، وهي تصنف منذ سنين طويلة كأهم قضية تحرر وطني، ويأتي هذا تجاوزاً لكل الشرائع والقوانين الطبيعية والوضعية، وما يسمى «الشرعية الدولية»، التي يعتبرها أصحاب الصفقة أرقى ما توصل إليه ما يسمى «المجتمع الدولي»!
إن ذلك يكفي لاستمرار الجدل حول ما تم تنفيذه حتى الآن من «الصفقة»، وما لم يتحقق بعد، خصوصاً أن «الصفقة» برمتها لم تطرحها إدارة ترامب للنقاش، بل للقبول والتبني، وهي حتى الآن لم تعرض على مجلس الأمن لاعتمادها، وحتى لو تم ذلك، فإنه أمر يتجاهل رأي الشعب صاحب القضية الذي رفض «الصفقة» جملة وتفصيلاً.
يذكر أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت قد كشفت في بيان صادر عن مكتب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن 300 خرق للقانون الدولي في «صفقة القرن»، موضحة أنها «تحتوي على العديد من الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، بما فيها انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان، والقانون الجنائي الدولي، والقانون العرفي الدولي، إضافة إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية».