جاء إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تعليق السفر مع قارة أوروبا باستثناء بريطانيا، ليفاقم من الشعور بالأزمة داخل الولايات المتحدة، مع استمرار انتشار كورونا، وتزايد عدد الإصابات به فى الولايات المتحدة إلى أكثر من 1300 و37 وفاة على الأقل، بينها خمس حالات تم تسجيلها الأربعاء. وانتشر ألفيروس فى 44 ولاية.
وفى كلمة نادرة وجهها الرئيس الأمريكى من داخل المكتب البيضاوى، أعلن أن الولايات المتحدة ستمنع السفر إلى الدول الأوروبية باستثناء بريطانيا ابتداءً من الجمعة ولمدة 30 يوما، وأوضح ترامب أنه تم اتخاذ إجراءات لخفض تأثير أزمة ألفيروس على الأمريكيين.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة قادرة على مواجهة فيروس كورونا، موضحا أنه تم تسجيل انخفاض فى أعداد المصابين خلال الأيام الماضية.
وأشار ترامب إلى أن الاتحاد الأوروبى اتخذ خطوات حقيقية لمنع انتشار فيروس كورونا، وواشنطن قامت بخطوات جدية أيضا بهذا الصدد، مضيفا أن بلاده خصصت أكثر من 8 مليارات دولار لمواجهة فيروس كورونا، ومساعدة المتضررين من هذا الوباء.
وعلقت نيويورك تايمز على قرار الرئيس الأمريكى وقالت إنه بدا أشبه بنقطة تحول فى أزمة انتشار فيروس كورونا، حيث أصبح الأثر الحقيقى للفيروس على الناس فى الولايات المتحدة وحول العالم واضحا بشدة، ولن تعد الحياة العادية فى كثير من المناطق كما كانت فى المستقبل القريب مع تغير المجتمع للواقع الجديد الذى يحدث تحول فى كل شىء بدءا من الاقتصاد العالمى وحتى التفاعلات الاجتماعية اليومية، ليس فقط فى المناطق البعيدة التى تستعرضها نشرات الأخبار، ولكن داخل المجتمع الأمريكى.
وأشارت إلى أن خطاب ترامب الذى أعلن فيه هذا القرار جاء بعد أنهيار فى أسواق الأسهم وإعلان اتحاد كرة السلة الأمريكى تعليق موسمه بعد إصابة أحد لاعبيه. فى الوقت الذى أغلقت فيه المدارس والجامعات والشركات والمسارح والألعاب الرياضية أبوابها.
وسعى ترامب وقادة العالم الآخرون للمضى قدما لكن لا يوجد نهاية فى الأفق حيث حذر وأحد من كبار العلملاء فى أمريكا الدكتور أنتونى فوسى من أن التفشى سيتفاقم، وتحدث فى نفس اليوم الذى انضمت فيه دول أخرى مثل الصين وإيطاليا وإيران واليابان وإسرائيل لفرض حظر السفر.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن قرار الرئيس دونالد ترامب بحظر السفر من أوروبا لمدة 30 يوم بسبب فيروس كورونا زاد من الاضطراب فى الأسواق العالمية اليوم الخميس مع زيادة المخأوف من الركود العالمى فى الوقت الذى واجه فيه الأمريكيون قيودا متزايدة فى الداخل.
وغرقت الأسهم الأوروبية لأدنى مستوى لها منذ أربع سنوات فى التدأول المبكر فى الوقت الذى تراجعت فيه أسعار النفط مجددا. وقبل يوم، دخل مؤشر دأو جونز الصناعى منطقة السوق الهابطة فى اليوم، الخميس، حيث أعلن ترامب عن حزم إنقإذ اقتصادى. ودعا الرئيس ترامب الكونجرس لتقديم إعفاء ضريبى فورى للرواتب وقال إنه سيؤجل دفع الضرائب ويقدم قروضا منخفضة ألفائدة للأفراد المتضررين والشركات الصغيرة.
وتواصل انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع فى الولايات المتحدة وأدى إلى إلغاء فعاليات، وحظر التجمعات الكبرى وتحذيرات فيدرالية تحث الأمريكيين على إعادة النظر فى السفر إلى الخارج. وألغى ترامب سفره المحلى وأرجا فعالية لجمع التبرعات فى حين تم تعليق دورى كرة السلة الأمريكى للمحترفين بعد إصابة لاعب.
وقال اتحاد السفر الأمريكى إن قرار حظر السفر الذى أصدره الرئيس دونالد ترامب سيكلف الولايات المتحدة أكثر من 3 مليار دولار. وقال رئيس الرابطة روجر دو فى بيان له اليوم إن التعليق المؤقت للسفر من أوروبا سيفاقم من التأثير الكبير بألفعل لفيروس كورونا على صناعة السفر، وأن 15.7 مليون أمريكى تعتمد وظائفهم على السفر.
ويمتد تعليق السفر للدول فى منطقة شنجن التى تشمل إيطاليا وألمانيا وفرنسا واسبانيا و22 دولة أخرى، ولا يشمل الحظر بريطانيا.
من ناحية أخرى، يؤثر القرار على آلاف الأوروبيين الذين يزورون أمريكا كل شهر وينفقون أموالا كثيرة خلال هذه الزيارات.