اشتعلت الأزمة من جديد في العراق بين الولايات المتحدة الأمريكية، والمليشيات المسلحة العراقية، وبالتحديد كتائب حزب الله العراقى، بعد استهداف قاعدة التاجى الخاص بالتحالف الدولى الذى تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وتوجيه واشنطن اتهاما رسميا لكتائب حزب الله في العراق، حيث اعتبر الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي، أن كتائب حزب الله في العراق هي التنظيم الوحيد المسلّح القادر على شن هجوم على قاعدة التاجي شمال بغداد – وفق ما ذكر موقع العربية-
الجماعات الشيعية وراء العملية
كما أشار قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي، إلى أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف تلك القاعدة العراقية، أمس، نفذته على الأرجح جماعات شيعية، موضحاً أن الأميركيين والبريطاني الذين قتلوا في العراق أمس كانوا من أفراد الجيش، موضحا أن على إيران أن تفهم أنها ستتحمل مسؤولية ما تقوم به الميليشيات التابعة لها.
ولفت قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي، إلى أن إيران لا تزال أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، مضيفاً أن استراتيجية الدفاع الأميركية في المنطقة تتمثل بالعمل مع الشركاء لحرمان النظام الإيراني من كل وسائل الحصول على الأسلحة النووية وتحييد تأثيره الخبيث، موضحا أنه منذ مايو 2019، صعد الوكلاء الإيرانيون والميليشيات في العراق الهجمات على المصالح الأمريكية وسيروا العشرات من رحلات الاستطلاع بطائرات مسيرة بالقرب من قواعد أميركية وعراقية.
ولفت موقع العربية، أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعهدتا اليوم الخميس بمحاسبة مرتكبي الهجوم الدامي على القاعدة العراقية، حيث شدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره البريطاني دومينيك راب في مكالمة هاتفية على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن تلك الهجمات"، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية.
الجيش العراقى يقتح تحقيقا
فيما أعلن الجيش العراقي فتح تحقيق في هذا "العمل العدائي"، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية، أن قيادة العمليات المشتركة باشرت بأمر من القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، بفتح تحقيق لمعرفة الجناة المسؤولين عن مهاجمة قاعدة التاجي العسكرية ومحاسبتهم، بدورها أدانت الخارجية العراقية هذا العمل العدائي، معتبرة أنه يقوض جهود مكافحة الإرهاب، ويفسح المجال لعصابات داعش بالعودة.
يأتي هذا بعد أن استهدفت أكثر من 10 صواريخ كاتيوشا قاعدة التاجي، شمال العاصمة العراقية، ما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وبريطاني، فيما شنت طائرات مجهولة غارات على قواعد تابعة للحشد الشعبي وفصائل إيرانية في مدينة البوكمال السورية على الحدود العراقية.
الرئاسة العراقية تدين العملية
فيما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية، أن رئاسة الجمهورية العراقية، أدانت هجوما وقع يوم الأربعاء على معسكر التاجي شمالي بغداد، وتسبب في مقتل ثلاثة عسكريين من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، قائلة: ندين الاعتداء الإرهابي على قاعدة التاجي العسكرية العراقية بقصف بصواريخ كاتيوشا، والذي أدى إلى خسائر في الأرواح وإصابات لعدد من المدربين والمستشارين، ضمن قوات التحالف الدولي التي تعمل في العراق في نطاق محاربة الإرهاب، بدعوة من الحكومة العراقية.
وأضاف بيان الرئاسة العراقية، أن هذا الاعتداء يعد استهدافا للعراق وأمنه، ومؤكدة على ضرورة إجراء التحقيقات الكاملة للوقوف على خلفياته وتعقب العناصر المسؤولة عنه، متابعا: إننا إذ نقدم التعزية لأسر الضحايا وذويهم ودولهم، فإننا ندعو جميع الجهات إلى ضبط النفس والتهدئة، وتمكين الحكومة العراقية من القيام بواجباتها الأمنية والسيادية.
فيما أعلن الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق تحسين الخفاجي، اليوم الخميس، أن مباشرة التحقيق باستهداف معسكر التاجي شمال بغداد أمس، بدأت منذ فجر اليوم، وقال الخفاجي إن التحقيق فتح وعلى أعلى المستويات، والقيادة لديها معلومات عن الحالات السابقة وستقارن مع المعلومات المتوفرة عن هجوم أمس لتحديد الجهة المسؤولة، موضحا أن التحقيق باستهداف معسكر التاجي يجري فقط من قبل محققين عراقيين.
ترامب يعطى البنتاجون سلطة لإمكانية الرد
قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اليوم الخميس إن الرئيس دونالد ترامب أعطى وزارة الدفاع (البنتاجون) سلطة لإمكانية الرد على هجوم شنته جماعة مسلحة تدعمها إيران في العراق أمس وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وجندي بريطاني.
وقال إسبر للصحفيين في البنتاجون "تحدثت مع الرئيس. وأعطاني السلطة لفعل ما ينبغي علينا فعله بما يتماشى مع توجيهاته".
وبسؤاله عما إذا كان أي رد أمريكي قد يتضمن توجيه ضربات داخل إيران، قال إسبر إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة الآن "لكننا نركز على الجماعة، أو الجماعات، التي نعتقد أنها نفذت هذا (الهجوم) في العراق، في الوقت الحالي".
وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اليوم ذكر أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بعد هجوم صاروخي في العراق أسفر عن مقتل جندي بريطاني وجنديين أمريكيين وقال إن جماعات شيعية مسلحة تدعمها إيران تقف وراءه.
وقال إسبر للصحفيين "هجوم أمس الذي شنته جماعات شيعية مسلحة مدعومة من إيران تضمن نيرانا متعددة غير مباشرة انطلقت من منصة ثابتة واستهدف بوضوح قوات التحالف والقوات الشريكة في معسكر التاجي".
وأضاف "دعوني أكون واضحا.. الولايات المتحدة لن تتساهل مع الهجمات على شعبنا ومصالحنا وحلفائنا".
وتابع "كل الخيارات مطروحة على الطاولة في سبيل مثول الجناة أمام العدالة ومواصلة الردع".