يقف المواطن العادى حائرا بين الأبحاث الطبية المتناقضة التى تصدر كل يوم عن القهوة، ذلك المشروب الشعبى الذى يعشقه مئات الآلاف من المصريين، ونحاول خلال هذا التقرير فك الاشتباك بين الأبحاث الطبية المؤيدة والمعارضة لتناول القهوة، والتوصل إلى معلومة بسيطة يفهمها القارئ.
فوائد القهوة
وفيما يتعلق بفوائد القهوة، فقد كشفت إحدى المراجعات المنهجية لتسع دراسة طبية أن الأشخاص الذين تناولوا 4 إلى 6 فناجين صغيرة الحجم من القهوة خلال اليوم انخفضت فرص إصابتهم بمرض السكر بنسبة 30%، والمثير أن القهوة غير المحتوية على الكافيين ساهمت أيضاً فى التمتع بهذه الفوائد المثيرة.
وكشفت أبحاث أخرى أن القهوة تحتوى على أكثر من 1000 مادة طبيعية "فيتوكيميكال" رائعة وتساهم فى مكافحة الجذور الحرة المؤكسدة التى تضر بخلايا الجسم، وهو ما يساهم فى الوقاية من الإصابة بالأمراض الخطيرة، بالإضافة إلى أنها تساهم فى تقوية الذاكرة وتحسين وظائف الإدراك مثل التركيز.
وخلال الأسابيع الأخيرة كشفت الأبحاث الطبية أن القهوة تقلل نظرياً من فرص الوفاة المبكرة لمرضى القلب وتحسن أداء الرياضيين وتقلل فرص السرطان والعديد من الفوائد.
وفيما يتعلق بالأضرار فقد ثبت خلال إحدى الدراسات أن تناول القهوة يعمل على إفراز الكالسيوم فى البول ويرفع فرص الإصابة بهشاشة العظام، ويمكن تجنب هذه المشكلة بإضافى معلقتين حجم كبير من اللبن.
وكما كشفت دراسة أخرى أن الإفراط فى تناول القهوة يتسبب فى الإصابة بالتجاعيد، نظراً لدورها فى التخلص من كميات كبيرة من المياه بالجسم، وللتخلص من هذه المشكلة يمكن تناول كوب مياه قبل القهوة.. ويمكن أيضا إضافة ملعقة من بذور المريمية إلى المياه، حيث تساعد على ترطيب الجسم بالمياه والاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة.
ومن الأضرار الأخرى للقهوة أنها من الممكن قد تتسبب فى زيادة الوزن، نظراً لأن الكافيين يتسبب فى حدوث تقلبات وتذبذبات فى مستويات الجلوكوز بالدم، وهو ما يتسبب فى الشعور بالجوع وبالتالى يتناول الإنسان المزيد من الطعام.
وكما ثبت أن الإفراط فى تناول القهوة قد يسبب قرحة المعدة والحموضة ويرفع ضغط الدم وكما أن القهوة المحمصة تحتوى على مادة الاكريلاميد المسرطنة.
انسحاب الكافيين
وكشف التقرير أن إحدى المشاكل الرئيسية التى يتعرض لها عاشقى القهوة هو الشعور بأعراض الانسحاب المزعجة حال التوقف عن تناولها، ومن أبرزها: الصداع، وهى تبدأ غالباً بد مرور 16 إلى 36 ساعة من آخر فنجان تم تناوله، لذا يجب ألا يفرط الإنسان فى تناولها ولا يصل إلى مرحلة الإدمان.
وخلص التقرير إلى أنه يمكن التوفيق بين الأبحاث الطبية المختلفة، وذلك بتجنب الإفراط فى تناول القهوة، وارتشاف أقل كمية منها، وعدم تناول أكثر من 4 فناجين صغيرة منها خلال اليوم تحت أى حال من الأحوال.
كما أوصت بعض الأبحاث بتجنب تناول القهوة عقب الاستيقاظ من النوم مباشرة حتى إذا كنت تشعر بالنعاس وقلة التركيز، لأن الجسم سيفرز هرمونات طبيعية خلال ساعة ستعزز نشاط ويقظة الإنسان، مثل هرمون الكورتيزول.