أخبار فرنسا
قبل عام من الانتخابات الرئاسية لفرنسا، تشهد الساحة الفرنسية حالياً محاولات مستميتة من قبل كل مرشح من المرشحين المحتملين للرئاسة الجديدة التى ستبدأ عام 2017، حيث تكثر التصريحات ويحاول كل منهم الظهور حالياً وإبراز موقف له وذلك قبل شن حملات الدعاية الانتخابية الرسمية لهم، وكل هذه الصراعات ذادت بعد أن كشف الرئيس الفرنسى الحالى فرنسوا هولاند فشله فى إدارة البلاد وعدم تمكنه من امتلاك ذمام الأمور من الناحية الأمنية والاقتصادية ولم يحل مشكلات المزارعين والبطالة وغيرها من القضايا الشائكة.
المغزى وراء الحزب الجديد لوزير الاقتصاد الفرنسى
ومن أهم المتسابقون على رئاسة فرنسا المقبلة هو الوزير الحالى للاقتصاد الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى قام بإطلاق حزب جديد بعنوان "ماضون"، فهو على علم تام بأن إنشاء حزب سياسى، هو الطريق الوحيد للتعبير بحرية عما يراه صالحاً وضرورياً للمجتمع وهو أيضاً من أهم السبل للترشح للدورة المقبلة ولكى يكون بتيار سياسى منفصل عن بقية الأحزاب، خاصة أنه أكد أن الحزب ليس يمينيا أو يساريا، كما أنه وجد العمل فى الحزب الاشتراكى أصبح صعبا للغاية بسبب الانقسام الحاد بين تيار رئيس الوزراء مانويل فالس وتيار اليسار، وأيضاً لأن ماكرون لا يريد أن يكون ضمن تيار فالس، على الرغم من القرب "الليبرالى" بينهما.
تصريحات مارين لو بان المتشددة جاءت فى صالحها
أما عن مارين لو بان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف، فكل الظروف المحيطة بفرنسا تساعدها، حيث إن تصريحاتها المتشددة ضد المهاجرين فى العام الماضى أصبح الجميع يؤيدها حاليا بعد تعرض البلاد للهجمات الإرهابية فى يناير 2015 ونوفمبر من العام ذاته، وعلى الرغم من انتقادها الشديد بعد مهاجمتها المسلمين، إلا أن الإرهاب الذى يتخذ الدين ستار له جعل فئة كبيرة تنضم لها، وازدادت شعبيتها.
آلان جوبيه صاحب النصيب الأكبر من الأصوات
ومن ناحية أخرى فهناك آلان جوبيه الوزير الفرنسى السابق فى عهد جاك شيراك، الذى يعد صاحب النصيب الأكبر من الأصوات وفق كل الاستطلاعات، حيث قال آخر استطلاع إنه هو الفائز على أعلى نسبة من الأصوات وصلت إلى 35%، بزيادة 4 نقاط بالمقارنة مع ديسمبر الماضى أمام مارين لو بان زعيمة الجبهة الوطنية، التى حققت 26% بتراجع درجتين، وكان هما الاثنين على جنا أكثر الأصوات المؤيدة لترشحهم.
هولاند خيب أمال الفرنسيين
ومن ناحية أخرى فإن الرئيس الفرنسى الحالى فرنسوا هولاند فقد خيب أمال الكثيرين لذلك فهو لم يتعد الـ13% من الأصوات، ويعقبه الزعيم اليسارى جون لوك ميلانشون بـ12% أى أقل منه بدرجة واحدة، وأشار الاستطلاع إلى نتيجة جديدة وهى أن مارين لو بان من المتوقع أن تحقق نجاح كبير فى انتخابات العام المقبل مكتسحة هولاند فى حال ترشحه لولاية جديدة، كما أن هناك 11% فقط من الفرنسيين يؤيدون ترشحه.
وتؤكد استطلاعات أخرى أن شعبية هولاند تراجعت بوضوح بسبب حصيلته الاقتصادية الضعيفة مع مستوى قياسى من البطالة تجاوز 10%، وفى حين لا يشكك الخبراء فى رغبته فى الترشح لكن الواقع قد يمنعه، حيث تتوقع استطلاعات الرأى خسارة هولاند من الدورة الأولى حال قرر خوض السباق، فهو لم يحصل فى أحسن الأحوال على نسبة أصوات تتعدى الـ13% من الأصوات متخلفا بكثير عن مارين لوبن وعن التى كانت أشد منافسيه فى الدورة الماضية.