المرأة المصرية كافحت على مر التاريخ، وأثبتت أنها قادرة على التغيير والعمل، وتستطيع تحمل المسئولية وإثبات نفسها فى مختلف المجالات، ويأتى يوم 16 مارس من كل عام، وهو ما أطلق عليه "يوم المرأة المصرية" ليحتفى بالمرأة المصرية ونضالها على مر التاريخ.
ويقدم "انفراد" نموذجا لمرأة مصرية من محافظة الشرقية، وهى "أمل سليمان عفيفى" التى كانت على موعد لدخول التاريخ، عندما قررت الترشح للعمل كمأذونة عن مدينة القنايات، وخاضت حربا مع 11 رجلا مرشحين على المقعد بالمدينة وفازت، وكانت أول مأذونة شرعية، فى مصر والوطن العربى والعالم الإسلامي، وهى من مواليد مدينة الزقازيق، أثارت ضجة واسعة فى المجتمع بإعلانها التشريح لمنصب المأذون بمدينة القنايات، بعد وفاة المأذون الشرعى بها، وزوجها هو الذى شجعها على الترشيح، وأكدت لنا أن التجربة أثبتت نجاح المرأة فى هذه المهنة وأنها عقدت منذ تعيينها أكثر 3000 عقد، ونسرد من خلال السطور التالية قصتها.
أمل سليمان عفيفىقالت لـ"انفراد" إنها نشأت فى أسرة بسيطة، وحصلت على ليسانس حقوق، ثم تزوجت ولديها أربعة أبناء، وزوجها هو الداعم الأول، ووقف بجوارها وشجعها على استكمال مسيرة التعليم فى حياتها، وقامت بالحصول على الدراسات العليا والحصول على درجة الماجستير.
وعن قصتها مع المأذونية، قالت: حكايتى كانت مفاجأة فى حياتى ولمصر كلها أن أكون أول مأذون شرعى أنثى بمصر والعالم الإسلامي، بدأت عندما توفى عم زوجى عام 2007 وكان يعمل مأذونا لمدينة القنايات بمحافظة الشرقية، فقررت التقدم بأوراقى لشغل مقعد المأذونة بالمدينة، وانتظرت الجهات المعنية هل توافق على استلام أوراقى أم لا؟، ومن حسن حظى أن الجهات المعنية متمثلة فى وزارة العدل بعد موافقة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مصر، وافقت على تقديم أوراقي، وكانت المفاجأة للجميع، أن أصبحت أول مأذون أنثى فى جمهورية مصر العربية والعالم الإسلامى والعالم العربي، وكانت المرة الأولى التى تسمح لامرأة القيام بتوثيق عقد الزواج، وتم ذلك فى إطار أن المأذون هو موثق وله إذن من القاضى الشرعى بهذا التوثيق وتوافر لدى شروط المؤهل العالى وحسن السير والسلوك.
وأوضحت أن زوجها هو صاحب فكرة تقدمها بأوراقها بعد وفاة عمه المأذون لشرعى لمدينة القنايات، وكانت مترددة فى البداية، وبعدها بدأت تبحث فى الأمر وتستشير رجال الدين والقانون، وبعد التأكد من أنه لا يوجد مانع شرعى لترشيح المرأة لعمل المأذون تقدمت بأوراقها.
وعن الصعوبات التى واجهتيها فى بداية تقديمها للتشريح لمنصب المأذونة، قالت :واجهت ما يشبه الحرب منذ اللحظة الأولى لتقديمى أوراقى بمحكمة الأسرة بالزقازيق، فعندما ذهبت للتقديم فوجئت برئيس القلم الشرعى بالمحكمة والمنوط به تسلم الأوراق يخبط على المكتب بيده، وقال لى "أنتى كدا بتخالفى الشرع" فطلبت منه أن يهدأ ويسأل القاضى الشرعى "رئيس محكمة الأسرة" الذى عقد لجنة من قضاة غيره وقرر قبول ورقى كخطوة أولى فى التقديم، وتنافست مع 11 من الرجال على هذا الموقع حتى حصلت عليه وقد صدق وزير العدل المصرى "ممدوح مرعى" فى 4 سبتمبر 2008 على قرار محكمة الأسرة الصادر بتعيينى فى هذا المنصب، والحق يقال إن الأخلاق الريفية لم تعرضنى إلى أى كلام محرج من أهالى مدينة القنايات أثناء سيرى بالرغم من أنى كنت حديث القهاوى بالمدينة منذ إعلان ترشيحى، لكنى لم أسمع أى كلمة تؤذينى معنويا ونفسيا.
وأضافت: النجاح بالنسبة ليس حصولى على اللقب كأول امرأة فى الوطن العربي، لكن عندما مارست العمل من خلال مدينتى فى القنايات حظيت بنجاح كبير لم أتوقعه، وكان فى توقعى أن يستغرب المجتمع قيامى بدور المأذونة لكن اتضح أن المجتمع يشجع المرأة ويقف بجانبها إذ نورت له الفكرة بأن الشرع والقانون يسمح بتأدية عملها مأذونة، واستطاعت أن تصل إلى قلوب الأهالى وليس منازلهم فقط وتشاركهم فى حل مشاكلهم، فضلا عن تقديم الاستشارات.
وعن عدد عقود الزواج التى وثقتها، قالت: فى السنة ما بين 300حالة، بما يعادل 3000 عقد قرأن، و20 حالة طلاق كل سنة، موضحة أن الزواج مرتبط بمواسم معينة عند الأهالى بالشرقية وخاصة الأرياف وخاصة فى فصل الصيف، بعد الانتهاء من موسم الحصاد، بالنسبة للفتايات الحاصلات على مؤهل متوسط، وبعد الامتحانات للفتيات الحاصلات على مؤهلات عليا، ويزيد فى شهرى يوليو وأغسطس، مع عودة الشباب المصريين من الخارج، موضحة أن العديد من الشراقوة يحرص على عقد قرانه فى آخر الشهور العربية وليلة القدر.
وعن زيادة حالات الطلاق والخلع فى المجتمع المصرى الفترة الأخيرة، قالت "أمل سليمان" إن أغلب حالات الطلاق مؤخرا، البطل الأول فيها الفيس بوك، موضحة أكثر من 80% من حالات الطلاق السبب الرئيسى فيها الفيس بوك وتطبيق الواتس آب، بعد أن كانت الحماة هى المتربعة على عرش أهم أسباب الطلاق.