بالصور..حاخام يهودى يتجول فى القاهرة ويزور "جامعة الأزهر" متخفيا فى زى إسلامى.."يعقوب ناجين"أخفى يهوديته بقبعة ولحيته الكبيرة وقابل كبار العلماء..التقى عضو بـ"النور"ورئيسة طائفة اليهود وزار الأهرامات

الحاخام اليهودى التقى بالدكتور "بكر زكى عوض" عميد كلية أصول الدين بالأزهر ناشطة يهودية وباحث أمريكى رافقا الحاخام بدعوة من الدكتور عمر سالم زار الفيوم والتقى أول نائب كفيف بالبرلمان "عبد القادر الشيمى" العضو فى حزب "النور" السلفى الحاخام "ناجين" التقى رئيسة الطائفة اليهودية وزار معبد "عادلى" مرتديا زيا إسلاميا والتقط الصور بداخله الشرطة المصرية استجوبته وتدخل عمر سالم أنهى الموقف فى مفاجآة من العيار الثقيل كشفت عنها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية خلال تقرير لها فى نسختها العربية، أمس الاثنين، أن حاخاما يهوديا يعمل بمدرسة دينية يهودية فى مستوطنة "عوتنئيل" بالضفة الغربية، زار القاهرة، مارس الماضى، والتقى علماء دين مسلمين بجامعة "الأزهر الشريف"، التى وصفتها بأنها المؤسسة الأكثر أهمية فى العالم السنى.

وقالت الصحيفة العبرية، إن الحاخام يعقوب ناجين، الإسرائيلى الجنسية، الأمريكى الأصل، ولد فى نيويورك، ووصل إلى اسرائيل عام 1984، بدافع "التبشير" لليهودية.

رحلته إلى القاهرة وعن رحلة الحاخام اليهودى للقاهرة، قالت الصحيفة الإسرائيلية، إن ناجين حاخام نشأ فى الغرب خاصة فى حى "مانهاتن" بنيويورك بالولايات المتحدة، ودرس بالمدرسة الأرثوذكسية اليهودية، جاء للقاهرة بناء على توصية من صديقه "الحميم" – حسب وصف الصحيفة - الدكتور عمر سالم، مشيرة إلى أن سالم يعد رجل دين ناشط للسلام، وزميل بارز فى المؤسسة الدبلوماسية الدينية.

وكشفت الصحيفة العبرية ، أن "ناجين" دعا سالم مرتين للتحدث فى مدرسته الدينية، والآن سالم، الذى حصل على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر، رد له الجميل، ورد له الدعوة بزيارة "جامعة الأزهر".

ناشطة يهودية وباحث أمريكى مع الحاخام بالقاهرة وأضافت الصحيفة العبرية، أن ريبيكا أبرهمسون، الناشطة اليهودية من التيار "الحريدى" والأم لـ 11 ابنا من مستوطنة "بنى براك" قد رافقت الحاخام ناجين، بالإضافة للباحث الأمريكى الدكتور جوزيف رينجل، فى رحلته إلى مصر.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن "ناجين" أخفى هويته الدينية اليهودية، ولم يعلن عنها لمن لا يعرفه فى القاهرة، حيث ارتدى زيا إسلاميا وساعده على ذلك لحيته الطويلة والقبعة الإسلامية التى ارتداها، مشيرة إلى أن الشرطة المصرية استوقفته مرتين أثناء زيارته للقاهرة لكنه عاد منها دون حوادث تذكر.

ولفتت "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن الحاخام ناجين رجل "معسول" الكلام، وقد أجرت معه حوارا عبر الهاتف من نيويورك، بلهجة مانهاتنية، مشيرة إلى أنه يتحدث العبرية أحيانا بلكنة أمريكية.

زيارته للأهرامات وكوبرى قصر النيل من جانبه رصد "انفراد" جولة الحاخام من خلال تتبع صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، حيث نشر الحاخام مجموعة من الصور له خلال زيارته لأهرامات الجيزة التى التقط بها صورا تذكارية، كما نشر صورا لها على كوبرى "قصر النيل" بوسط القاهرة برفقة الدكتور عمر سالم، ومجموعة صور متنوعة أخرى له خلال جولته فى القاهرة والجيزة والفيوم.

اللافت للنظر، كان وجود الدكتور على السمان، رئيس الاتحاد الدولى لحوار الثقافات، مع الحاخام اليهودى والوفد اليهودى المرافق له فى الصور التى نشرها الحاخام خلال زيارته للقاهرة.

ترتيب الرحلة من "عمر سالم" وردا على سؤال لـ"تايمز أوف إسرائيل"، هل عندما رتب الدكتور عمر سالم رحلتك إلى القاهرة، أكنت خائفا أم متحمسا؟، قال الحاخام ناجين،: "كنت قلقا.. لكن نظرا إلى أنى أعيش فى تلال الخليل، وإحدى أصدقائى المقربين وجارتى، دافنا مائير، قد قتلت، أعتقد أننا لا نستطيع أن ندع الخوف يمنعنا من القيام بما نشعر أن يكون صحيحا".

إخفاء يهوديته وردا على سؤال محرر الصحيفة الإسرائيلية دوف ليبر، هل عرفوا فى "الأزهر" أنك يهودى؟، أجاب الحاخام قائلا: "الناس الذين كان من المقرر مقابلتهم يعرفون من أنا، أما الباقون فلم يعلموا بيهوديتنا، أعطانى صديقى المصرى قبعة بيضاء كبيرة، كالنوع الذى يضعه المسلمون المتدينون على رؤسهم، ومع لحيتى الطويلة، كنت مناسبا للمكان، وكأننى إسلامى".

لقاءاته فى الأزهر؟ وردا على سؤال بمن التقى بهم الحاخام اليهودى فى الأزهر الشريف، قال ناجين، "التقينا مع بعض الأساتذة هناك، كان من بينهم أحد الأساتذة الدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والمتخصص بالعلاقة بين التوراة والإنجيل والقرآن، لكنه لم يلتق حاخاما فى حياته من قبل".

حديثه مع عميد كلية أصول الدين وأضاف ناجين: "كان لدى الدكتور عوض، الكثير من الأسئلة المهمة حول اليهودية، بما فى ذلك حول الحرب فى التوراة، وفى نهاية المطاف، على الرغم من أننى أعتقد أنه كان بامكانى الإجابة على الأسئلة حول المشاكل التى واجهها مع اليهودية، اعتقدت أنه من خلال إعطائى أجوبة صريحة كنت سأثير طاقات سلبية فقط، لذلك حاولت إعادة تأطيرها، وقلت له، إن أسئلتك جيدة ومقلقة لي، لكننى أعرف ما هو جوهر اليهودية كما أعلم ما هو جوهر الإسلام، لذلك أحضرت اقتباسات من القرآن والتوراة عن حرمة وكرامة الحياة وحب الله للبشرية".

واستطرد الحاخام اليهودى الإسرائيلى حديثه حول لقائه بعميد كلية أصول الدين": "على سبيل المثال، أكثر الأقوال إنسانية من "المشنا" - نص وتفسير القانون اليهودى – هو من ينقذ حياة واحدة، ينقذ الكون بأكمله، وهذا القول مكتوب بشكل مطابق بالكلمة بكلمة فى الآية 32 من السورة الخامسة فى القرآن الكريم".

وعن أسئلة الدكتور عوض للحاخام اليهودى، قال ناجين، "كان السؤال الوحيد الذى يبدو أنه يزعجه هو أن المسلمين يريدون للجميع أن يكونوا مسلمين، ولكن لا يبدو أن يأبه اليهود لمن يصبح يهوديا، رأى هذه ككراهية يهودية تجاه الآخرين، فقلت له إن التوراة تبدأ مع إنسانيتنا المشتركة فى قصة آدم، حيث قيل لنا أن البشرية جمعاء مخلوقة على صورة الله، وتعتبر اليهودية نفسها كمن تلعب دورا فى القصة الإنسانية، ولكن لا ترى أن على الجميع أن يكون يهوديا، دورنا هو فى أن نوقظ بعض القيم ووصل الله بالبشرية، والذى نراه على سبيل المثال، فى شرائع نوح السبع، ونرى فى الإسلام تحقيقا لتلك الرؤية"، على حد قوله.

أسئلته لعلماء الأزهر وردا على سؤال الصحيفة العبرية، هل كانت لديك أسئلة لزملاءك من علماء الدين المصريين؟، أوضح الحاخام ناجين، أنه كان هناك سؤال واحد للجميع حول فقرة فى السورة الخامسة (الآية 48) فى القرآن الكريم، حيث تقول: "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَ?كِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"، مضيفا "يتحدث السياق هنا عن التوراة لليهود والإنجيل للمسيحيين، والإجابة هى أنه ينبغى على كل شخص القيام بالشيء الصحيح".

وأضاف الحاخام: "هذه الآية التى يستخدمها الدكتور عمر فى الدكتوراه كأساس للتعددية الدينية فى الإسلام، تعد تفسيرا مفتوحا حقا حيث جميع من سألناه حولها قدم لنا إجابة مختلفة، وقد سألت إن عاش يهودى وفقا للتوراة وكان يكن الإحترام للإسلام، ما هى مكانته وفقا للإسلام؟"، مضيفا أنه حصل على سلسلة كاملة من وجهات النظر منها أن التى قالت بإن تفسير عمر كان شرعيا؛ وكانت هناك تلك التى قالت إن اليهودية كانت مسموحة قبل ولادة الإسلام، ولكن عليهم الآن قبول الإسلام، مشيرا إلى أن الجميع اتفقوا على عبارة: "لا إكراه فى الدين، ومعناها قد تذهب الى الجحيم، ولكن لا يمكن إرغامك على الدين".

جولته خارج الأزهر وحول ما فعله الحاخام اليهودى خارج جامعة الأزهر، قال ناجين، "فى اليوم الرابع من الزيارة، كان هناك شخصا معاد للسامية الذى اعتبر شخصا مهما بعض الشيء، وعندما اكتشف أننا يهودا، غضب جدا، لقد سألنى هل بكيت عندما قتل الأطفال الفلسطينيين، قلت له نعم، وأننى نظمت وقفة صلاة احتجاجية بعد هجوم دوما الإرهابى"، وسألته عندما يتم قتل الأطفال اليهود، هل تبكي؟ وقال شيئا مثل، أصلى من أجل الجميع، ولكن كان واضحا أنه غضب للسؤال، لقد اتصل بالشرطة والأمن الذين أخذوا جوازات سفرنا وأرادوا على ما يبدو اعتقالنا، ولكن تدخل بعض الناس ونجحوا فى إخراجنا من هناك، كان هذا بعد حوالى 4 أيام من الرحلة".

زيارته للفيوم وتابع الحاخام اليهودى: "ثم ذهبنا إلى الفيوم - فى وسط مصر - للقاء استاذ لطيف حقا، وهو عبد القادر الشيمى، أول نائب كفيف فى البرلمان المصرى، والعضو فى حزب "النور" السلفى".

وأشار ناجين، إلى أن:" الشيمى عندما سمع أننا يهود، قص علينا قصة لطيفة جدا تقول: "فى أحد الأيام، جاء شخص وطرق على باب القصر معرفا عن نفسه على أنه شقيق الخليفة، تم الترحيب بالزائر إلى الداخل، ولكن الخليفة لم يقدر على التعرف على أخيه، سأل الخليفة: هل أنت أخى من جانب والدتى؟..قال كلا، فرد الشخص، هل أنت أخى من جانب والدى؟، رد بكلا مرة أخرى، واستمر الخليفة فى التفكير وأخيرا سأل مرة أخرى هل أنت أخى فى الإسلام؟، أجاب الزائر: "أنا لست مسلما، فسأله الخليفة، إذا كيف تكون أخى؟، فرد عليه، أنا أخوك كما كلنا أبناء آدم وحواء، فقال له الخليفة: أنت على حق، وسوف أعاملك كأخى لأظهر هذا للعالم".

لقائه برئيسة الطائفة اليهودية وأوضح الحاخام اليهودى أن من بين زياراته للقاهرة أيضا كان لقائه برئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، ماجدة هارون، مشيرا إلى أنه يبدو أن هناك 6 يهود فقط بقوا فى القاهرة، جميعهن نساءا، 5 منهن فوق سن الـ80 والرئيسة نفسها بعمر الـ 65 عاما، قائلا: "قصتها كانت مؤثرة للغاية، فكانت متزوجة من رجل مسلم، لكنهما تطلقا، وفى مصر، إذا كانت الأم مسلمة، تحصل هى على الأطفال، لكن إن لم تكن الأم مسلمة فيمكن للأب بحكم القانون الحصول على حضانة الأطفال، وعلى الرغم من أنها ليست متدينة، فقد اختارت أن تعيش تحت الخوف من أن يأخذ زوجها الأطفال وعدم تخليها عن هويتها اليهودية".

استجواب الشرطة وسرد الحاخام لمحرر الصحيفة الإسرائيلة حادثا وصفه بـ"الفكاهى"، قائلا: "كان ذلك فى وقت متأخر من الليل، بينما كنا نبحث فى معبد "شعار ها شميم" بشارع عادلى بوسط القاهرة الذى يعد الأكثر أهمية من بين المعابا اليهودية فى مصر، ارتدينا جميعا زيا إسلاميا وقمنا بإلتقاط الصور فى وقت متأخر من الليل.. وفجأة، جاءت الشرطة مع فريق عمل وأخذوا جوازات سفرنا، لم نقل لهم أننا يهود، وتحدث عمر سالم معهم مطولا، وليست لدى أى فكرة عما قاله لهم ولكنهم تركونا فى النهاية".

الأب الروحى للحاخام ناجين وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن الحاخام اليهودى الراحل مناحيم فرومان، كان الأب الروحى للحاخام ناجين، حيث كان مرجعا عملاقا فى المجتمع الدينى الإسرائيلى، وكانت له علاقات شخصية مع العديد من القادة الفلسطينيين، وقد رسخ لناجين مفهوم أن يكون الدين جزءا من الحل فى الصراع.

وأضاف الحاخام ناجين، فى تصريحات لـ"تايمز أوف إسرائيل":"أن حقيقة الإيمان فى إله إبراهيم حقيقة تشاركها الديانات التوحيدية، يعنى أن التعايش يجب أن يتبعها بطبيعة الحال، وبما أننا نتشارك الإيمان فى الإله نفسه، إذن إيماننا سيجمعنا، هناك الكثير من الناس الذين قد يقولون أن اليهود والمسلمين يؤمنون فى الإله نفسه، لكنهم لا يشعرون بذلك فى قلوبهم".

زيارته للمعبد اليهودى وفى السياق نفسه، كانت قد ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فى تقرير سابق لها، أن الحاخام اليهودى، زار المعبد اليهودى بالقاهرة وانبهر بمبنى المعبد وجماله، والحفاظ على الكتب اليهودية التراثية بداخله فى حالتها الجيدة حتى الآن.

عمر سالم الجدير بالذكر أن الدكتور عمر سالم، الذى وجه الدعوة للحاخام اليهودى ورفاقه لزيارة القاهرة ودخول جامعة الأزهر، هو أزهرى مثير للجدل وقد زار إسرائيل مرتين، وألقى فى زيارته الأخيرة لها محاضرة فى القدس المحتلة، كما ألقى محاضرة من قبل فى جامعة حيفا الإسرائيلية بحضور عدد كبير من المتدينيين اليهود.

وتلقى سالم تعليمه الأول فى الأزهر وفى عمر الـ 18 غادر إلى الولايات المتحدة ليكمل دراسته فى جامعة كاليفورنيا وهو لا يزال يحاضر هناك حتى الآن، وبعد أن أكمل تعليمه الجامعى عاد ليحصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر وهو حاليا يرأس المنظمة الدولية للسلام المعنية بالتقارب بين الديانات الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية.

ومؤخرا أصدر كتاب بعنوان "السلام المفقود"، والذى قدم خلاله رؤيته لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، وفى عام 2012 تمت دعوته لإلقاء محاضرة أمام الكونجرس الأمريكى حول دور الدين فى حل الأزمة الفلسطينية - الإسرائيلية وعملية السلام، وبعدها قام بجولة حول العالم والتقى عددا كبيرا من رجال الدين والسياسيين لمناقشة نفس القضية.

ووفقا لتقرير سابق للقناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلى، فقد منع "سالم"، من دخول البرلمان الفلسطينى لإلقاء المحاضرات، لكنه مشهور داخل إسرائيل وتمت دعوته من خلال صديقه المقرب الحاخام يعقوب ناجين لإدارة مناقشة فى مستوطنة "عتنئيل" وهى المناقشات التى وصفها بالتاريخية حينها.




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;