شهدت جماعة الإخوان خلال الساعات الماضية، حالة من السجال المتبادل بين الجبهات المتنازعة داخل الإخوان، حيث برأت اللجان الالكترونية محمود حسين الأمين العام للجماعة الاختلاسات المالية التى اتهمته بها من قبل، وأعلنت عودة المكاتب الإدارية لسلطة القائم بأعمال المرشد محمود عزت، فيما شككت جبهة القيادة الجديدة التى يتزعمها محمد كمال، فى المعلومات التى روجتها اللجان الإلكترونية المؤيده لمحمود عزت، مؤكدين أن هناك انقسامات يشهدها تنظيم الإخوان ومن الممكن ان يتم تشكيل تنظيم إخوانى جديد منفصل عن جماعة الإخوان.
وكشف بدر محمد بدر، المستشار الإعلامى لمرشد الإخوان السابق محمد مهدى عاكف، والقيادى الإخوانى البارز، أن عددا من المكاتب الإدارية للإخوان انفصلت عن جبهة "القيادة الجديدة" وانضمت لجبهة محمود عزت.
وقال "بدر"، فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك":"حسمت كثير من المكاتب الإدارية التى طالتها الأزمة الأخيرة، خلال الأيام الماضية مواقفها، وانحازت إلى الخط الرسمي للجماعة بقيادة نائب المرشد العام محمود عزت، وارتضت نتيجة شورى مارس 2016، وما نتج عنه وفى مقدمة هذه المكاتب القاهرة الكبرى 4 مكاتب إدارية".
فى المقابل شن عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، هجوما عنيفا على المستشار الإعلامى لمرشد الإخوان السابق، قائلا:"فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك" ،:"مكاتب قنا والفيوم والإسكندرية وكفر الشيخ والقاهرة كلها على قلب رجل واحد خلف اللجنة العليا المنتخبة التابعة للقيادة الجديدة، بينما 4 أو 5 من المتقاعدين على المعاش فى كل محافظة من الإخوان اجتمعوا وأعلنوا مكتب إدارى موازى بنظرية "أنا طويل وأهبل".
وتابع :"مكتب شمال شرق القاهرة منذ البداية منقسم منطقتين هنا ومنطقتين هناك، فالمكتب قرر اعتزال الفريقين وينتظر الانتخابات الداخلية، فالخلاصة كلام للاستهلاك الإعلامى"، وكشف أن هناك تنسيقا بين الإخوان وحركة 6 إبريل وحركات سياسية أخرى.
فيما نشر أحمد رامى، المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل، بيانا لحركة جديدة تدعى "تحرر" أعلن فيه أنها لن يكون لها علاقة بجماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة، معلنة أنها ستكون منفصلة عن الإخوان.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن المشكلة القائمة داخل الإخوان تعود فى الأساس لعدم وجود مرجعية وآلية للمحاسبة وفصل النزاعات داخل الإخوان الذى يتصف تنظيمه بالصرامة الشديدة فى مسألة السمع والطاعة وعدم إمكانية المحاسبة من مرجعية وطرف ثالث، بعكس تنظيم مثل القاعدة الذى تقل داخله الانشقاقات بالرغم من المآخذ الشرعية والفقهية والفكرية عليه.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد"، أن هذه الثغرات التنظيمية المزمنة داخل الإخوان مكن من مسار استبداد التيار القطبى بالتنظيم وخروج رموز التيار الإصلاحى منه تباعاً دون التمكن من إيجاد حلول وسط وكذلك كان سبباً فى فشل محاولات التحكيم فى الأزمة الحالية لأن التنظيم فى الأساس غير معتاد على تلك الآلية ولا يقرها".
وتابع :"من خلال المعطيات ولشواهد التاريخية فأزمات كهذه كانت تحل داخل الإخوان دائماً بالانفصال كل بنهجه الخاص ولجانه ومقراته التى يسيطر عليها، لكن فى النهاية سيتكرر سيناريو إخوان الأردن عندما تخرج جبهة تتبنى التوافقية والإندماج فى المشهد لتتميز عن الأخرى التى ستوجه إليها، واتهامات بأنها غير شرعية وتدعو للصدام مع الدولة وهو ما سيمكن الطرف الأول من الإنفراد والسيطرة على المكاتب من خلال الاستقواء بالدولة.