اشتعلت معركة الاتهامات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية فيروس كورونا، ففي الوقت الذى وصف فيه الرئيس الأمريكي، الفيروس المستجد بكورونا الصينى، أشار التلفزيون الصينى، إلى أن السياسيين الأمريكيين "يسكبون" المياه القذرة إلى الصين بشكل يائس، وربما يكون لديهم غرض أعمق، أي التستر على حقيقة مصدر الفيروس
في البداية وصف دونالد ترامب الرئيس الأمريكي فيروس كورونا المتفشى في العدد من دول العالم بـ"الفيروس الصينى"، وقال "ترامب" في تغريده عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" : "ستدعم الولايات المتحدة بقوة تلك الصناعات ، مثل الخطوط الجوية وغيرها ، التي تتأثر بشكل خاص بالفيروس الصيني"، واختتم تغريدته بقول :"سنكون أقوى من أي وقت مضى!".
ورفض الرئيس الأمريكى فكرة تأجيل الانتخابات الأولية الأمريكية بسبب فيروس كورونا المستجد المعروف رسميا باسم (كوفيد – 19)، ونقلت شبكة (سي.إن.إن.) الإخبارية الأمريكية عن ترامب "أرفض تأجيل الانتخابات الأولية، وأعتقد أنها ستكون خطوة غير ضرورية"، وذلك في معرض تعليقه على دعوة حاكم ولاية أوهايو، مايك دى واين، إلى تأجيل الانتخابات الأولية بالولاية المقرر إجراؤها غدا الثلاثاء.
وتابع ترامب: إن تأجيل إجراء الانتخابات الأولية فى الولايات "مسألة خطيرة ذات شأن كبير"، ومع ذلك ، سوف أترك ذلك إلى الولايات التى يمكن أن تجرى الانتخابات الأولية بشكل آمن من خلال تنظيم عملية التصويت بشكل لا يجمع الناخبين فى مكان واحد.
في المقابل قال التلفزيون الصينى، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" إنه جرت أمس الاثنين مكالمة هاتفية بين عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية يانغ جيه تشي، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث أشار يانغ إلى أن بعض الساسة الأمريكيين يواصلون تشويه سمعة #الصين وجهودها للوقاية من فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه، الأمر الذي أثار استياء شديدا لدى الشعب الصيني، مؤكدا ضرورة أن يصحح الجانب الأمريكي خطأه ويوقف توجيه التهم الباطلة إلى الصين، مشددا على أن أي محاولة لتشويه سمعة الصين لن تنجح أبدا وأن أي عمل يضر بالمصالح الصينية سيقابل برد قوي من الجانب الصيني.
وقال متحدث باسم الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء، في معرض رده على سؤال حول وصف الرئيس الأمريكي فيروس كورونا الجديد بـ"الفيروس الصيني"، إن هذه تسمية مسيئة إلى الصين، وتعبر الصين عن استيائها الشديد لها وتعارضها بحزم، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي يعارضان بوضوح ربط الفيروس بدولة أو منطقة بعينها، مؤكدا أنه يجب على #الولايات_المتحدة إتقان أمورها الخاصة أولا وأداء دور بناء في التعاون الدولي لمواجهة الوباء والحفاظ على الصحة العامة العالمية.
وتابع التلفزيون الصينى: يعد هذا إنذارا نادرا وصارما من الجانب الصيني للجانب الأمريكي منذ اندلاع الوباء حيث أثار اهتمام المجتمع الدولي البالغ. ويمكن أن نفهم غضب الجانب الصيني حيث قدم الشعب الصيني تضحيات كبيرة خلال أكثر من شهر مضى وبنى خط الدفاع الأول لجهود العالم في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه ونال الاعترف المشترك لدى المجتمع الدولي. ولكن لم يركز بعض الأمريكيين اهتماماتهم على أعمال الوقاية والسيطرة عليها ويأخذون أعمال مكافحة الوباء كأداة لتحريض التمييز العنصري والهجوم الجيوليوسياسي لمحاولة تحميل الصين مسؤولية تفشي الوباء ولإعاقة جهود العالم في مكافحة الوباء والتنمية والسلام في العالم.
واستطرد: سمي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مرات كثيرة فيروس كورونا الجديد بـ"فيروس ووهان" وقد استخدم الزعيم الأمريكي الأعلى منه مصطلح "الفيروس الصيني" في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل معلن الأمر الذي أدهش العالم. وتخالف أعمالهم مبادئ العلم والعقلانية وتخالف مبدأ منظمة الصحة العالمية المتمثلة في عدم ربط أي دولة أو منطقة معينة بتسمية الفيروس وكل جهودهم تهدف إلقاء مسؤولية تفشي الوباء على الآخرين في ظل الرعب والقلق أمام الفيروس.
وقال التلفزيون الصينى: من ناحية، اتهمت الولايات المتحدة بعدم اتخاذ إجراءات الوقاية الكافية من الوباء ومكافحته، ومن ناحية أخرى، استمرت سوق الأسهم والاقتصاد التي تهتم به الولايات المتحدة في التراجع. وفي مواجهة الأزمة، أصبح التكهن بما يسمى "الفيروس الصيني" والرمى بالمسؤولية على الصين خيارا مذعورا لبعض السياسيين في الولايات المتحدة. ولكن هذه الخدعة الصغيرة اكتشفها المجتمع الدولي منذ فترة طويلة.
وأشار إلى أنه مع استمرار الكشف عن مشكلة الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الولايات المتحدة، فإن السياسيين الأمريكيين "يسكبون" المياه القذرة إلى الصين بشكل يائس، وربما يكون لديهم غرض أعمق، أي التستر على حقيقة مصدر الفيروس. تشير الدلائل المتزايدة في الأيام الأخيرة إلى أن أصل فيروس كورونا الجديد قد يكون في الولايات المتحدة. على وجه الخصوص، اعترف روبرت ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، مؤخرا أن بعض المرضى الذين ماتوا بسبب الإنفلونزا في الفترة الماضية ربما ماتوا بالفعل بسبب الإصابة بفيروس كورونا الجديد، وأكد كذلك التكهنات بأن الفيروس جاء من الولايات المتحدة.
وتابع التليفزيون الصنيى: في الوقت الحالي ما زال وضع الوقاية من الوباء والسيطرة عليه معقدا وحرجا، وقد تجاوز العدد المؤكد للمصابين بفيروس كورونا الجديد في الدول والمناطق الأخرى في العالم عددالحالات في الصين يوم الاثنين (16 مارس) خاصة أن الدول الأوروبية والأمريكية أصبحت منطقة خطيرة وأصبح تعاون مكافحة الوباء في المجتمع الدولي مهمة حرجة. وفي هذا الوقت المهم تصبح التصرفات غير المسؤولة وأنانية بعض السياسيين الأمريكان قوة مدمرة لتعاون مكافحة الفيروس في المجتمع الدولي تحول إلى فيروس سياسي يتعين القضاء عليه فورا، وننصح بعض السياسيين الأمريكان على توضيح الوضع وقراءة التحذير الصارم من الجانب الصيني بجدية وعدم انتقاص عزم الجانب الصيني لحماية السمعة والمصالح الوطنية، ومن أين جاء الفيروس؟ وستجيبنا البحوث العلمية.