اعتبرهم كتير.. الأم السوبر.. نيفين تركها زوجها بسبب حملها فى 4 توائم.. حمل لم يكتمل كان البداية.. دعوة أمام الكعبة رزقها الله بعدها بالأطفال.. الزوج طلب منها إجهاضهم.. والنتيجة أم وأربعة أبناء بدون أب

"الأم السوبر" كما يطلق عليها من يعرفها، إنها نيفين محمد التي تحمل قصتها الكثير من الغرابة والدهشة؛ في زمن يطرق فيه الأزواج ممن تأخر عنهم الإنجاب أبواب الأطباء في كل مكان ليهبهم الله تلك النعمة؛ حيث رزقها الله عز وجل بأربعة من الأطفال التوائم في أحشائها ابنان وابنتان، لتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن؛ فيأبى الأب ويطلب منها أن تتخلص منهم على الفور، ترى لماذا يصمم الزوج على هذا الطلب الذى يحمل الكثير من الغموض؟ بداية القصة تعود القصة إلى عام 2012 حيث السنة الأولى لزواج "نيفين" التي قصت لنا روايتها قائلة: "في بداية زواجي رزقنى الله بحمل ولكنه لم يكمل شهره الثانى بسبب تعب شديد لي وحزت عليه بشدة، وظللت ادعو الله عز وجل أن يرزقنى بالذرية الصالحة، وذهبت إلى بيته الحرام في عمرة لهذا الغرض ودعوت هناك كثيرًا، وكنت على يقين أن الله سيتقبل مني". تحقق الأمنية بعد العمرة وتابعت الزوجة: "بعد عودتي من العمرة بشهرين تقريبًا شعرت بتعب شديد وذهبت للطبيب، وقال إننى حامل وسعدت كثيرًا بهذا الخبر، وبعد معاودتي للطبيب مرة بعد مرة فاجأني بما لا أتوقع؛ فأبلغني أن ما في أحشائى توأمان أربعة من الأطفال، الخبر الذى مزج الفرح بالخوف والحيرة والضحك بالبكاء وكدت أطير في السماء". الزوج يرفض أبناءه ويطلب الإجهاض وأكلمت "نيفين": "موقف زوجي الذي طلب مني أن أخضع لعملية إجهاض وأتخلص منهم كونهم أربعة أطفالكسر فرحتى"، وأضافت إنه قال لها: "كتير أربعة توائم"، واستكملت: "ولكني رفضت طلبه وقلت له ده رزق ولو ربنا رايد إنهم يكملوا هيكملوا ولو مش رايد هينزلوا، لكن أنا ماقدرش أعمل حاجة تغضب ربنا، ومع ذلك صمم على طلبه وقضيت فترة حمل كلها مشاكل وتحملتها على أمل أن إحساسه بالولاد يتغير وحاسة الأبوة هتكون أقوى منه ولكنه من غير فايدة". ولادة مبكرة وطلاق بعد سنة ونص واستطردت الأم حكايتها: "أنجبت أطفالي في بداية الشهر السابع من كثرة ما عنيت من مشكلات وتعب بسبب رفض زوجى الأطفال وتعنته في طلبه، مر أبنائي بفترات حرجة منذ الولادة منها الحضانات وإجراء جراحات"، وأكدت: "فضلت في مشاكل كتير مع زوجى بعد ما ولدت بسبب رفضه الأولاد وأنه حتى ماكنش بيقرب لهم ولا يلاعبهم، تقريبًا فضلنا على كده سنة ونص وبعدها صممت على الطلاق، وعديت بمراحل كثيرة صعبة ولكن احساسي أن ربنا أعطانى رزق ده كان بيدينى أمل أن بكرة هيبقى أحسن". أم وأربعة أطفال بداية حياة بدون أب أم وأربعة أطفال كتب عليهم القدر أن يعيشوا في دنياهم وحدهم دون الزوج والأب الذى يهبهم الأمان والحنان، وأصبحت "نيفين" في يوم وليلة أم مسئولة عن أربعة أطفال وحدها، تلك الأم التي لا يتجاوز عمرها الخامسة الثلاثون عامًا والتى تخرجت سابقًا في كلية الفنون الجميلة وتعمل حاليًا مصممة للجرافيك في إحدى الشركات الخاصة. تقول الأم: "ده كان أصعب اختبار ربنا حطنى فيه أنى أتحمل مسئولية أربعة أطفال وأكمل المسيرة لوحدى، ولكن الحمد لله ربنا رزقنى بأم وأب وأخوات ساعدونى ووقفوا جانبي كتير لحد ما عديت أصعب مراحل الطفولة في البداية ومازالوا حتى الأن، ولكن الصدمة الكبيرة أن أبوهم سابهم في سن سنة ونص وده السن إللى صعب جدًا الأب يبعد فيه عن ابنه وكمان دول أربعه بنتين وولدين، وبعد الطلاق ماحاولش يشوفهم ولا يسأل عنهم وحاولنا كتير نتواصل معاه عشانهم ولكنه رافضهم بشكل مش مفهوم". كانت "نيفين" هي الأم والأب لأبنائها وحاولت أن تعوضهم عن عدم وجوده بكافة السبل حتي في سؤالهم عنه فكانت تجيب: "بابا مسافر وعنده شغل ولما هيرجع هيشوفكم"، وأضافت: "ماينفعش أحطم أطفالي أو أثر على نفسيتهم وبحاول أفسحهم وأوقات كتير بنسافر وبمرنهم سباحة وبعلمهم الرسم بحاول أعوضهم وماحسسهمش أنهم أقل من أي حد". حياة ممتعة كدور في مسرحية بأداء مختلف وتابعت "الأم السوبر" حديثها لـ "انفراد" قائلة: "ودتهم مدرسة قريبة من شغلي عشان أتابع دراستهم، بخدهم معايا وأنا بشترى ليهم هدوم وبخليهم يشاركوا بعض الرأي وهما بيختاروا هدومهم عشان يكونوا كيان واحد، هما حنين جدًا مع بعض والحمد لله بيسمعوا الكلام"، وعن تفاصيل يومها تحدثت قائلة: "يومى عادى جدًا زى أي أم الصبح في المدرسة وأنا في الشغل وبعد الغدا المذاكرة وبالليل نلعب شوية وبعدين ننام، هي فكاهة وحياة جميلة وممتعة زى مسرحية بنعملها كل يوم، ولكن كل يوم نعمل نفس الدور ولكن بطرق مختلفة". أم راضية بقضاء الله وأضافت "نيفين" أم الأطفال الأربعة هم "زياد ولوجى ومازن وجودى": "الحياة جميلة وأنا بحاول استمتع بيها قدر المستطاع وما بحملش نفسي فوق طاقتها أو أفكر في حاجات تعكر عليا صفوها، ولو ولادي مش موجودين في حياتى يومى هيبقى ممل جدًا ومفيش حاجة عشانها"، وأكدت: "كونهم أربعة أطفال هذا لا يرهقنى ويحدد إقامتى ولكني أصطحبهم في كافة المناسبات كالاحتفالات والأفراح والنادى، وأحاول دومًا مشاركتهم معي في الحياة، فالموضوع بالنسبة لي إيجابي للغاية فأنا أقوم بعمل سؤجر عليه، وأشعر دائمًا أن الله معي وأنه لا يمكن أن يخذلني فأنا راضية بقضائه".