حكاية أم حاربت ضمور العضلات وانتصرت على المرض.. "غادة" ربت أولادها "واقفة على رجليها" وردت الجميل لزوجها.. شغلت منصبا رفيعا بوزارة الصحة بعد قبول تعيينها ضمن ذوى الاحتياجات الخاصة.. وسعادتها اكتملت با

ولدت "غادة محمد " طفلة طبيعة وعاشت كمثيلاتها من البنات حياة ممتعة تملؤها الحيوية والنشاط. وكبرت وأصبحت عروسا وتزوجت من ابن عمتها وكانت في سن الـ19عامًا، وبعد زواجها بعدة شهور كانت هناك مفاجأة في إنتظارها إما أن تتقبلها وتصبر وإما أن ترفضها وتعيش حياتها قانتة حزينة، فقد أصيبت "غادة" في عز فرحتها بمرض ضمور العضلات، هذا المرض اللعين الذى يجعلها قعيدة الكرسي المتحرك طوال عمرها. الزوج الوفي لكن الله عز وجل بزوج طيب القلب أمين عليها أحبها بشدة رفض ضغوط من حوله لتركها وتمسك بها، بل عمل كل ما بوسعه ليسعدها. وتقول "غادة" عن زوجها: "زوجي الوحيد إللى تعب معايا وشالنى في مرضي، كنت بعتمد عليه اعتماد كلي في الأكل والشرب وكل حياتى لأنى كنت عايشة على كرسي بعجل ومش بتحرك خالص لمدة خمس سنوات". الطفل الأول رغم تحذيرات الأطباء من الحمل في تلك الفترة حملت "غادة" بطفلها الأول "على" على الرغم من أن الأطباء نصحوها بعدم الإنجاب كونها مريضة؛ ولكنها رفضت أن تجهض نفسها وقالت: "ده رزق من ربنا مش ممكن أسيبه"، ثم جاءت لحظة الولادته التى كادت أن تفقد حياتها خلالها، ولكن إرادة الله أكبر ومرت الأزمة بسلام، وأصبحت"غادة" أما. الطفل الثانى ونصائح بالإجهاض تحكى "غادة" عن تجربة الأمومة الأولي لها قائلة: "رغم إعاقتي إلا أننى كنت أقوم بكافة شيء لصغيرى وكان زوجى يعينني في ذلك، فقد أفرغ إحدى الغرف ووضع فيها مرتبة وبجوارها كافة شيء يمكن أن أحتاجه طول فترة غيابه في العمل، كنت كأى أم طبيعية أرضع وأغير لطفلي وأقوم بكافة شيء، ولكن بعد عدة شهور وقبل أن يتم إبنى الأول عامه الأول، رزقنى الله بإبنى الثاني "يوسف" وكانت صدمة ومفاجأة لي ونصحنى الجميع أن أتخلص منه، ولكني رفضت، وما حدث من في المرة الأولي حدث في الثانية فكدت أن أفقد حياتي، ولكن شاء الله أن يكون أبنائي في حضني، وأن يتربي الإثنان معًا ليكونا عونًا لي ولوالدهما. محاولات لترك الكرسي المتحرك كبر طفلاى والتحقا بالمدرسة وكبرت المسئولية معهما، وتحمل والدهما كل شيء، فبسبب مرضي كنت لا استطيع أن أتابع أطفالي في المدرسة، كما أنهما كانا كثيرا الطلب كي أزورهما في المدرسة كباقي الزملاء، وفي يوم من الأيام ألحا عليا بشدة لدرجة أنهما أبكياني، وقررت من وقتها أن أترك الكرسي المتحرك وأقف وأمشي على قدماي، وكانت إرادتي قوية كنت أحاول عدة مرات وأقع ثم أعود لأقف مرة أخرى وكانت تلك أصعب فترة مررت بها، في كل مرة كنت أقع فيها على الأرض وينتابني اليأس، أتذكر أطفالي وأتذكر مسئوليتي وأننى لابد وأن أباشر حياتهما بنفسي، وأن أكون متواجدة معهما في كل مناسباتهما، وهذا كان يعطينى الدفعة القوية كى أقف مرة أخرى على قدمي". غادة تستقبل أطفالها واقفة دون كرسي متحرك استطاعت "غادة" أن تقف على قدميها مرة أخرى بعد سنوات، وتتذكر هذا اليوم جيدًا فتقول: "كان أولادى في المدرسة وكان جوزى معايا وقتها، وحاولت أكثر من مرة إنى أقف على رجلي والحمد لله وقفت وكانت فرحتى كبيرة جدًا وشوفت الفرحة دى في عين جوزى وفى اليوم ده استقبلت ولادى وهما جايين من المدرسة وأنا واقفه على رجلي " . غادة أصبحت مدير عام سكرتارية بوزارة الصحة تحدت "غادة" قسوة الحياة وقررت أن تعمل فتقدمت بأوراقها للجهات المعنية بتعيين ذوى الإعاقة في وظيفة الـ 5% التي قدمتها الحكومة لهم، وبالفعل حصلت عليها وكان أداؤها مميزا فنال إعجاب رؤساءها وحصلت أيضًا على شهادة الموظفة المثالية مرتين داخل إطار عملها، وأصبحت تعمل مدير عام سكرتارية بوزارة الصحة. سلمى.. الابنة الثالثة السعادة حالفت تلك الأم التي تعاني من مرض ضمور العضلات، والتي رغم وقوفها على قدميها إلا أنها تعاني من تنمر بعض زملاء العمل بسبب بطء وثقل حركتها، ولكن كافأها الله ببشرى أسعدتها كثيرًا، ووهبتها الثقة والقوة في الحياة، حيث رزقها الله بابنتها "سلمى" فكانت لها البسمة البريئة والنسمة الرقيقة التي تعينها على الحياة، تكمل "غادة" حديثها عن ابنتها قائلة: "سلمى هي كل حياتى والضحكة الجميلة في حياتى، بذاكر معاها وبعمل لها كل اللي يسعدها على الرغم من حركتي البطيئة". فقدان بصر الزوج يسرق فرحة غادة بطفلتها ولكن كعادتها دنيانا تأتى بما لا تشتهى السفن، ففي غمرة فرحتها بطفلتها فاجأها القدر بأن زوجها حرم من نعمة البصر، دون أي مقدمات مرضية سوى إنخفاض الرؤية تدريجيًا حتى تلاشت نهائيًا، تصف "غادة" مشاعرها بشأن هذا الحدث قائلة: "حزنت على محمد جوزى أكثر من حزنى على نفسي وحمدت ربي على قدرى، وشعرت وقتها أن الله عز وجل وهبنى قوة وبالفعل أصبحت قوية وأقوم بكافة متطلبات الحياة حتى التي كنت أعتمد على زوجى فيها قبل مرضه، وسيطر عليا إحساس أنني لابد وأن أرد الجميل لزوجى وأكون بجانبه كما كان بجانبي أثناء مرضي، فلم يحرمني من شيء كنت أطلب وهو يلبلي طلبي على الفور، فكان لا بد لي وأن أحاول رد الجميل له، فهو حبيبي وزوجى وابن عمتى وكرم ربي لي في هذه الدنيا، وأقول له دائمًا: "أنا عنيك وأنت إديا ورجليا".












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;