وسط إجراءات مشددة وجهود تبذلها الحكومة المصرية لاحتواء خطر الإصابة بفيروس كوفيد 19 المستجد المعروف باسم كورونا، قام عدد من المؤسسات المسيحية بتقديم مبادرات طوعية تساهم في تقليل خطر الزحام رغم إن الدولة لم تصدر قرارا رسميا بغلق المساجد أو الكنائس حتى اليوم، ولكن القيادات الدينية تلك بادرت انطلاقا من وعيها بالمسئولية الاجتماعية.
على رأس هذه القائمة يبرز الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، الذى كان أول مطران أو أسقف قبطي يسعى لتقليل خطر الزحام فى صلوات القداس الإلهي التى يحضرها آلاف الأقباط بالتزامن مع صوم القيامة الذى يعتبر من أقدس أيام السنة لدى المسيحيين.
الأنبا بفنوتيوس قرر اللجوء إلى نصح الأقباط بالتزام المنازل على أن يقتصر القداس على كاهن ومرتل وشماس وفي حالة عدم الاستجابة سوف تسمح الكنيسة لكل قبطي بحضور القداس مرة واحدة أسبوعيًا، مشيرا إلى إنه اتخذ هذا القرار بعد استطلاع آراء الكهنة لأن هذا سيقلل عدد الشعب بشكل كبير مما يقلل خطورة نقل فيروس كورونا
أما القس الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، فقد اتخذ إجراءات مماثلة وأبلغ رؤساء المذاهب الإنجيلية والكنائس التابعة له ضمن خطة الكنيسة للوقاية من انتشار فيروس كوفيد 19 المعروف باسم كورونا المستجد إذ منح رئيس الطائفة مجالس الكنائس الحق في إقامة صلوات بلا حضور مع بثها أونلاين إذ رأت الكنيسة ذلك
وقال زكي: فى إطار ما تمر به البلاد من ظروف استثنائية، وحرصا على حياة جميع المواطنين، من أي مخاطر صحية قد تهدد حياتهم، وحياة عائلاتهم، وتماشيا مع القرارات الاحترازية التى تتخذها الدولة المصرية، التزاما بمعايير الصحة والسلامة، التى تنصح بها منظمة الصحة العالمية، قرر رئيس الطائفة تعليق كافة الاجتماعات والأنشطة والمؤتمرات الكنسية لجميع المذاهب الإنجيلية فى مصر، وذلك حتى نهاية مارس الجاري
.
وفي الكنيسة الكاثوليكية، وجه الأنبا دانيال لطفي مطران الإسماعيلية والدلتا رسالة للأقباط يؤكد فيها التزام كنيسته الكامل بتوجيهات الدولة لمنع تفشى وباء كورونا بوقف كافة الاجتماعات والأنشطة الكنسية مع تغيير فى طريقة طقس التناول ليصبح باليد بدلا من وضعه فى فم المصلى وهى الطريقة التي كانت متبعة في الكنيسة الكاثوليكية.
المطران شدد في رسالته على ضرورة التعقل في شراء السلع الاستهلاكية حتى لا يقع المصريون فريسة لجشع التجار مع ضرورة حصر الأسر الفقيرة في كل منطقة وسد احتياجاتها دون تفرقة بين مسلمين وأقباط في تلك الظروف الصعبة.
وعن طريقة طقس التناول شدد المطران على أن الكنيسة سوف تمنح المتناول "جسد الرب ودمه" في يده مع توخي الحذر منعا لنقل العدوى مشددا على أن الاستعداد الروحي أهم من طريقة التناول كذلك فلن تزيد مدة الصلاة عن ساعة واحدة فقط.
وفي نفس السياق، فإن أديرة سانت كاترين بجنوب سيناء والانبا بولا بالبحر الأحمر والبراموس والأنبا بيشوى بوادي النطرون قد أعلنوا إيقاف استقبال الزوار والرحلات معتذرين عن استقبال أسر الآباء الرهبان وذلك منعا للتجمعات التى قد تتسبب في العدوى
كانت الكنائس المصرية قد استجابت بشكل فورى لتعليمات الدولة وإجراءاتها الاحترازية ضد انتشار فيروس كوفيد 19 المعروف باسم كورونا، ففى حين علقت الكنيسة الأرثوذكسية مدارس الأحد وخدمات التربية الكنسية، دعت الكنيسة الكاثوليكية إلى غلق المقاهى وأماكن التجمعات ومنعت الكنيسة الإنجيلية المؤتمرات والرحلات.
كما أصدرت الكنيسة القبطية الارثوذكسية تعليمات مشددة للأقباط، تزامنا مع توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعليق الدراسة اسبوعين، بدء من اليوم الأحد، تتضمن ضوابط للالتزام بها من جانب مرتادى الكنائس.
وشملت التعليمات تعليق كافة خدمات التربية الكنسية على اختلاف المراحل العمرية وكذلك الاجتماعات النوعية والعامة وتعليق كافة الأنشطة الكنسية التى بها تجمعات مثل الحضانات ومراكز التأهل والرحلات وتعليق الدراسة بكافة المعاهد والكليات اللاهوتية.
كما تضمنت التعليمات إقامة أكثر من قداس يوميا تجنبا للزحام وبالأخص أيام الإجازات والمناسبات والحرص قبل التوجه لحضور القداسات على التأكد من عدم الإصابة بارتفاع درجات الحرارة أو أعراض الأنفلونزا مع إحضار كل مصلٍ أدواته الشخصية مقل لفافة وزجاجة مياه وغطاء راس للسيدات وتقليل المصافحة بالأيدى قدر المستطاع.
وشملت التعليمات تعليق كافة خدمات التربية الكنسية على اختلاف المراحل العمرية وكذلك الاجتماعات النوعية والعامة وتعليق كافة الأنشطة الكنسية التى بها تجمعات مثل الحضانات ومراكز التأهل والرحلات وتعليق الدراسة بكافة المعاهد والكليات اللاهوتية.