لماذا عمرو دياب؟ سؤال يفرض نفسه بقوة مع كل ألبوم بل لنكن أكثر دقة مع كل أغنية عمرو ليس مجرد فنان أو مطرب مصرى وعربى حفر اسمه فى الصفوف الأولى وأصبح ميجا ستار الغناء فى مصر بل هو فنان عابر للأجيال وتجربة مهمة فى تاريخ الموسيقى، لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يختلف حولها لذلك ظل متصدرا للمشهد الغنائى متربعا على عرش الأغنية المصرية والعربية، عمرو من الصعب اختزاله فى فكرة النجم الذى تقلده أجيال من المراهقين أو الشباب أو أنه الفنان الذى كان يقود موجة الموضة فى مصر والعالم العربى مع كل "لوك" جديد يظهر به، بل هو واحدا من النجوم القلائل الذى يمتلك ذكاء خاصا ووجهة نظر فيما يقدم من موسيقى والحان وأيضا طريقة عمله على نفسه وتطويرها واحتفائه بالأجيال الجديدة، ولا يتردد ان يتعاون مع ملحن فى بداية مشواره أو شاعر بل ان لديه حاسة فنية خالصة فى اكتشاف المواهب وتقديمها، هو ليس من اولئك النجوم الذين يتعاملون مع أسماء بعينها ويضعون شرنقة حول أنفسهم، بل يملك إلى جانب ذكائه روح المغامر والمكتشف والذى لا يخشى من المجهول بل يكتشفه.
وهذا ما يتأكد يوما بعد يوم وما حققه البومه الجديد "أحلى وأحلى" من نجاح يفوق كل التوقعات يجعلنا نقف امامه ونسأل: كيف يفكر عمرو دياب وما يجب أن يتعلمه منه أى فنان يبدأ مشواره وأيضا أولئك الذين يرغبون فى الحفاظ على نجاحهم؟ لأنه ببساطة "وألف باء" قواعد التسويق.. كان على عمرو دياب أن يختار موعدا آخر لطرح ألبومه الغنائى غير 25 إبريل وهو اليوم الذى كان من المفترض أن يشهد مظاهرات سياسية، وكان هناك حالة قلق عامة وصفحات الفيس بوك تؤكد أن هناك خطرا ما قادم ووسائل إعلام تندد وحالة من عدم الاستقرار، ولكن الأسطورة عمرو دياب بخبرة السنين وذكائه الحاد راهن على جمهوره، وراهن أن هناك من يرغب فى أن يعيش الحياة ويستمتع بها، من سيفتش عليه ويبحث عن موسيقاه والحالات الغنائية التى يقدمها، رغم أن ألبوم لم يطرح رسميا فى الأسواق بل طرح فقط على الانترنت من خلال إحدى شركات المحمول، وحقق كل هذا النجاح المدوى والذى غطى على الكثير من الأحداث وتصدر وسائل التواصل الاجتماعى وصار حديث تويتر وفيس بوك واحتل رقم 1 على تويتر و7 تريند على مستوى العالم.
الأسطورة عمرو دياب وهذا هو القب الذى يستحقه، يدرك بحسه الفنى والإنسانى أهمية وقوة الفن المصرى والذى يجب أن يقود مهما شهد موجات من الانحسار ولكن لثقته وإيمانه بنفسه وبفنه، دائما ما يعطى النموذج.. ويحاول أن يقول لكل من حوله العمل ثم العمل وعدم التوقف عن العطاء وضرورة التطوير حتى لا يتم طردك من دائرة النجومية أو السوق، عمرو هو واحد من الفنانين القلائل الذين يفهمون جيدا خريطة الانتاج بالانتقال الحذر والمحسوب من جهة انتاجية لأخرى، بناء على ما ستقدمه الشركة الجديدة من امتيازات فنية ودعم انتاجى لصالح المهنة الوحيدة التى يمارسها ويتفرغ لها، والتى يوفر لها كل عناصر النجاح، بداية من اختيار المظهر والشكل الذى سيظهر به، إلى طريقة الدعاية، ودعم الجانب الموسيقى وجودة الصوت، بجانب اهتمامه الكبير بصورته الذهنية كنجم الشباب، واثبات ذلك بالصوت والصورة، من خلال نظريته بأن متابعة الموسيقى الرائجة فى الخارج ومسايرتها جزء من عمل المطرب لذلك لم يتوقف به الزمن مثل عدد آخر من النجوم الذين سقطوا فى الطريق.
عمرو دياب أو الأسطورة هو بحق نجم التفاصيل وهى التفاصيل التى تعكس الفرق بينه وبين غيره من النجوم فى الوسط الغنائى راجع مثلا تواجد عمرو على مواقع التواصل الاجتماعى ووجود أرشيف أعماله بشكل منظم ودقيق على قناته بموقع YouTube، وبين مطربين آخرين لا تزال نظرتهم قاصرة ولا يدركون أهمية التطورات التكنولوجية ولا زالوا يعتقدون أن تلك المواقع ليست سوى مواقع قرصنة.
الأسطورة بكل تاريخه وألبوماته التى أصدرها وتصل إلى 29 ألبوما أطلقها على مدار مشواره الفنى الذى يتخطى الـ30 عاما صار علامة أصيلة فى الفن المصرى والعربى.