على مدار 9 سنوات تجرعت هذه الطفلة مٌر السنين رغم صغر سنها، وانتهى حالها إلى أن تجلس على كرسى متحرك لتذهب به إلى مدرستها، والأدهى من ذلك أن الإهمال الطبى كان سببًا رئيسيًا فى تدهور حالة الطفلة.
"عواطف عبد الخالق"، 9 سنوات، من نجع الأبعدية بقرية بنى هلال بمركز المراغة بمحافظة سوهاج، خرجت إلى الدنيا مصابة بتقوس فى القدمين ثم أصابتها قرحة فى القدم وتآكل لحمها حتى وصل حالها الآن إلى تشخيص حالتها ببتر القدمين من شدة الألم الذى تعانيه بالإضافة إلى أن الطفلة تعانى من التبول اللا إرادى أيضًا ولا تجد من يعالجها خاصة أن والديها منفصلين، وببراءة الأطفال طلبت عواطف علاجها على نفقة الدولة قبل أن يقدم أحدا من الأطباء على بتر قدميها.
الشىء المؤلم أن الطفلة تذهب إلى مدرستها كل صباح على كرسى متحرك ويقوم أحد المعلمين بحملها إلى فصلها، ورغم ذلك تحصل على درجات جيدة فى مدرستها محجوب عزوز الابتدائية.
انتقل "انفراد" إلى مسكن الطفلة بنجع الأبعدية بقرية بنى هلال بمركز المراغة فى محافظة سوهاج، وتحدث مع الطفلة ووالدتها آمال مهنى حول ما تعانيه الطفلة.
وقالت فى البداية الأم، إنها منفصلة عن زوجها منذ 6 سنوات وتوجهت إلى منزل والدها للعيش هناك، مضيفة أن ابنتها عواطف ولدت بعيب خلقى تقوس فى القدمين، ثم اكتشفت بعد ذلك عيبًا آخر وهو "فتاق ظهرى" أسفل الظهر، وتوجهت بها إلى أحد الأطباء، وأجرى جراحة فى ظهرها، مما أثر على الحبل الشوكى والأعصاب وجعلها تتبول حتى الآن تبولاً لا إراديًا.
وتكمل الأم حديثها والدموع على خديها، قائلة: أثناء علاج ابنتى قام زوجى بتطليقى ومن وقتها وأنا أعانى صعوبة الحياة، ذقت خلالها مرارة الدنيا بعدما توجهت إلى منزل والدى للبحث عن علاج ابنتى المصابة بمفردى، وبدأت رحلة العذاب منذ مرضها بالتبول اللا إرادى، ثم توجهت بها إلى أحد الأطباء لعلاجها من تقوس القدمين، فقام بوضع قدمها فى الجبس لمدة شهر، وبعدها حدث لها حالة تعفن فى القدم من إهمال الطبيب، مما تسبب لها فى وجود قرح القدمين وبدأ لحم قدميها يتآكل ولم أستطع فعل شىء، حيث إن ظروفى المادية صعبة فأتقاضى معاشًا اجتماعيًا 400 جنيه، وابنتى تتقاضى معاشًا آخر للمعاقين قدره 300 جنيه، ونقوم بهذه النقود بشراء حفاضات لها وبعض الدواء، ونعيش حياة صعبة، خاصة أن ابنتى تذهب إلى مدرستها على كرسى متحرك، ويقوم أحد المعلمين بحملها إلى فصلها.
وتكمل الأم حديثها قائلة، وفى المرة الأخيرة توجهت بها إلى المستشفى الجامعى بسوهاج، فقرر لى أحد الأطباء أن قدم ابنتى لا بد من بترها، فبكيت بشدة ولم أوافق على ذلك فتوجهت إلى طبيب آخر قرر لى أنه يوجد علاج لها، ولكنه يحتاج مبالغ مالية مرتفعة، ولم أجد من يساعدنى أو يعالج ابنتى، خاصة أن والدها لم يدفع لها شيئًا، وأطالب المسئولين بسرعة علاج ابنتى المسكينة على نفقة الدولة وإنقاذها من بتر قدميها.
فيما قالت الطفلة عواطف عبد الخالق، 9 سنوات فى الصف الثالث الابتدائى بمدرسة محجوب عزوز الابتدائية، إنها تعانى يوميًا من الألم فى قدميها وتريد أن تعالج وتصبح مثل زميلاتها فى المدرسة تمشى بدون كرسى متحرك، بالإضافة إلى أنها لا تقصر فى دراستها وتذاكر دروسها باستمرار.
وتضيف عواطف، أنها تعانى أيضًا من مشاكل فى الكلى من كثرة تناول الأدوية وتطلب فحصها وإجراء اللازم لها، خاصة أنها تتبول على نفسها وتشعر باليأس والحزن من حالها وعدم علاجها العلاج الصحيح، بالإضافة إلى أن والدتها لا تملك شيئًا من علاجها، ولا تجد من يساعدهم على العلاج وتحمل نفقاته، فأطالب المسئولين بالتدخل سريعًا لعلاجى وإنقاذى من الألم الذى أشعر به.