لم يمض وقتًا طويلاً على وضع حجر الأساس لمشروع تخزين الصوامع المعدنية بالبهنسا بمركز بنى مزار وغيرها من الصوامع، التى يبلغ عددها 12 صومعة، وتقوم على إنشائها الهيئة العامة للقوات المسلحة، وبدأ المشروع يخرج إلى النور ولم يبق فيه سوى التشطيبات النهائية، وتدخل تلك الصوامع العمل بدءًا من العام المقبل.
ووضع المحافظ السابق اللواء صلاح زيادة حجر الأساس لمشروع الصوامع العام الماضى بقرية البهنسا التابعة لمركز بنى مزار، وتتكون الصومعة من 12 خلية بسعة 60 ألف طن وتكلفة قدرها 90 مليون جنيه.
ويقول الدكتور محمود يوسف وكيل وزارة التموين، إن المشروع يهدف إلى توفير تخزين صحى وآمن للقمح، واستيعاب الكميات الواردة من الفلاحين والمزارعين بالمحافظة سنويًا، مضيفًا، أن المشروع تقيمه القوات المسلحة وبدأ العمل فيه منذ أكثر من عام فى البهنسا وبنى صامت، مشيرًا إلى أن عدد تلك الصوامع 12 صومعة جديدة تتضمن 36 خلية تستطيع تخزين 180 ألف طن سنويًا، مؤكدًا أن تلك الصوامع أصبحت فى مراحلها الأخيرة والخاصة بعمليات التشطيب النهائية.
وأكد وكيل الوزارة، فى تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن القمح كان يتعرض للتلف من خلال وضعه فى الشون الترابية، وتركه لعوامل التعرية، ولكن بعمل تلك الصوامع سيتم الحفاظ على القمح، ويضمن عدم إصابتها بالأمراض، موضحًا أن القمح عندما كان فى الشون الترابية كانت طيور العالم والفئران تأكل منه، مؤكدًا أنه خلال تلك الفترة انتهت القوات المسلحة أيضًا من تسليم 5 هناجر جديدة لتخزين القمح بمساحات بين 1200 متر إلى 1400 متر، مضيفًا أن إنشاء الصوامع يعد نقلة نوعية فى عملية تخزين القمح، والحفاظ عليه على مستوى الصعيد.
وأوضح، أن المنيا بها 4 صوامع تستقبل القمح من المزارع هذا العام بسعات مختلفة، منها ما تمثل سعته التخزينية 90 ألف طن، والأخرى 25 ألف طن.
ويقول حسن إبراهيم محمد مزارع من بنى مزار، إن إنشاء الصوامع بقرية البهنسا التاريخية يعطيها طابعًا تجاريًا جديدًا ويساعد بشكل كبير فى خلق فرص عمل جديدة للشباب والعمال، وبالفعل منذ وضع حجر الأساس وبدأت عملية العمران تمتد إلى الطريق الصحراوى بالقرب من تلك الصوامع، حتى أن الأراضى المجاورة للصوامع ارتفع سعرها.
وأضاف حسن، أن الكثير من المواطنين بدأ بالفعل فى إنشاء مشروعات جديدة وكافيتريات، مؤكدًا أن وجود الصوامع سيساهم بشكل كبير فى حل مشاكل الفلاحين فى عملية تخزين القمح، والتى كانت تمثل عبًا كبيرًا على الفلاح طوال السنوات الماضية، إلى جانب أنها تقلل الفاقد من التخزين وتحافظ على القمح من التلف.
فيما يقول الحاج على محمد مزارع، إن إنشاء الصوامع خطوة كبيرة فى الحفاظ على القمح، الذى كان يهدر بكميات كبيرة فى الشون الترابية إلى جانب السعة التخزينية، والتى كانت تتسبب فى رفض كميات كبيرة من الأقماح لعدم وجود أماكن لاستيعابها، مما كان يدفعنا إلى اللجوء للشون الخاصة ودفع أرضيات على التخزين، ليس ذلك فحسب بل كان يعرض القمح لعوامل الجو ما يتسبب فى إتلافه.
بينما قال المهندس محمود مسئول الإنشاءات المدنية، إنه تم الانتهاء من 80% من المبانى الملحقة للصومعة، وأن الطاقة الاستيعابية للخلية الواحدة داخل الصومعة التى تحتوى على 12 خلية 60 ألف طن، موضحًا أن عدد الصوامع بالمنيا من إجمالى 25 صومعة على مستوى الجمهورية لتحول مصر إلى منطقة لوجستية لتخزين الأقماح.
وأوضح، أن اختيار الأماكن لإنشاء الصوامع كان له شروط محددة توافرت نسبة كبيرة منها فى محافظة المنيا، مضيفًا أن المشروع غير متعلق فقط بالمنيا وإنما يخدم مصر بأكملها.
فيما أضاف المشرف الإسبانى على إنشاء الصوامع، أن المشروع يعد من أهم المشروعات على مستوى الشرق الأوسط، كما أنه يساهم بنسبة كبيرة فى سد عجز نسبة القمح فى مصر، كما أن التقنيات الحديثة المستخدمة فى إنشاء الصوامع تعد من أهم التقنيات الحديثة على مستوى العالم.
وأضاف المشرف على تركيبات الاستيل داخل الصومعة، أنه تم الانتهاء من نسبه 35 % من التركيبات الإجمالية، وأن مدة استغراق المشروع والانتهاء منه أقل من سنة، وأن العمل يجرى على قدم وساق من أجل إنجاز الصومعة فى أقل وقت وبأحدث تقنية.