بالصور.. هكذا رأت الست المسرح فى أعظم حفلاتها.. تعرف على وجوه ركزت عليها الكاميرات فى حفلات "أم كلثوم" فعكست تعبيرات زمن العشق والسلطنة.. بين اللهفة والولع والإعجاب والهيام جمهور الست جزء من تاريخها

الساعة تُدق الثامنة مساءً حان الآن الموعد للقاء الذى طال انتظاره، كل شىء على ما يرام، الجميع هنا انتهى منذ ساعات من تحضير ملابسهم الرسمية للقاء المُرتقب، وهأنا أحضرت فستانى الأسود الحريرى لأكون على أتم الاستعداد للقائها، كل شىء جيد سأختار هذا البروش كى أليق بالجلوس أمامها، لعل عيناها تلحظنى وأنول شرف أن ترانى الست بذاتها وتلمحنى وأنا أهيم عشقًا وأذوب مع كل كلمة تقولها، فأنا الآن على أتم الاستعداد للذهاب إليها لأكون واحدة ممن سيحظون بسماع أغنيتها "فات الميعاد". الموسيقى تدق الآن، اقترب اللقاء، هى الآن تستحضر روح العظمة ونحن هنا مشتاقون لنبرات صوتها الحنونة وهى تتحدث إلى حبيبها، الذى لا أعرف كيف يمكن للست أن تعشق رجلاً بمواصفات عادية، على ظنونى وأفكارى أن تتوقف الآن فأنا فى حضرة الست وها هى تستعد للغناء. فأنا هنا لست وحدى بل فإلى جوارى عشرات العاشقين والمتاهفين للقاء، هذه السيدة السمراء التى حضرت للتو مع زوجها فى سهرة خاصة رومانسية، أما أنا ففضلت الذهاب وحدى حتى تفوز نفسى وحدها بالسلطنة وأهيم عشقًا دون أن يشاركنى أحد، أما فى الصفوف الأولى فيجلس هذا العاشق الولهان الرجل الذى لا تفوته حفلة من حفلات الست، وعلى اليمين يجلس رجل إلى جواره صديقه حرصًا على المجيء سويًا والاستمتاع بصوتها الفخيم، وبين كل الحضور هناك عشرات السيدات اللواتى جئن إليها كى تطفئ فى قلوبهن نار الشوق وتبعث برسائلها القوية إليهن، وتؤكد لهن أن "الزمن بينسى حزنى وفرحى ياما".. هى تستعد الآن للغناء أما أنا فسأحكى لكم عن الهائمين خلف المقاعد والعاشقين والمحبين المستترين فى أماكنهم أمام الست، سأحكى عنهم جميعهم.. هذا هو أحد المولعين بها، يأتى إليها فى كل حفل وكأنه على موعد مع الحبيبة، يجلس وحده، يتأمل كلماتها يتفحص بقلبه آهاتها المتتالية وهى تخبر حبيبها بعد تنهيدتها الطويلة التى تسحب أنفاسه، وهى تقول "فات الميعاد" ليغمض عينيه وكأنه فى حفلة ذكر يريد أن ينسجم وحده ويناجى وحده ويتسلطن بما يخرج عنها، لم يكن قادرًا على أن يتحمل الست وهى تقول "تفيد ب أيه يا ندم يا ندم وتعمل ايه يا عتاب"، فقرر هنا أن يخفى وجهه عنه حتى لا يرى ألمها وصوتها وهو ممتلئ بالألم، فإذا صُنف جمهور حفلات الست فمن الممكن أن يكون هو هذا الشخص الحبيب الذى ارتضى أن يكون على مسافة ممن يحب يعشقه عشقًا لا مثيل له ولكن دون أن يدرى الأخر، فهذا هو الحبيب الذى افتضح أمره فى لقطات وعدسات المصورين، فكلنا هنا هائمون على وجوهنا لا نعرف شيئًا سواها". "وعايزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان" مع هذا المقطع ابتسم رغم مرارة الكلمات، فهو فى حضرة الست ما عليه إلا أن يكون سعيداً فرحاً باللقاء، الست الآن تحكى عما جال بصدرها وتقول لحبيبها بكل قوة وحب وألم "فات الميعاد" هذا الذى جاء فى موعده ليستمع إلى حكاية الست فى هذه الليلة، بقى ليلته يقف ويجلس يصرخ ويبستم يصمت ويتمايل، كل هذا فعلته به الست وكلماتها النافذة إلى القلب، كل هذا وهو اختار البسمة رسالة للست "أم كلثوم" وهى على هذا المسرح ليخبرها هو الآخر أنه "كفايه بأه تعذيب وشقى ودموع فى فراق ودموع فى لقا"، أراد أن يخبرها بأن الحب فى عالمنا هذا لا يليق بها، كل هذه الكلمات تستطع أن تلحظها من عينيه الباسمتان. أما هى فقد حضرت وحدها مثلى، ربما قررت أن تودع قصة حبها هنا مع الست وهى تشدو "فات الميعاد"، كانت هادئة مسترخية تستمع إلى الكلمات دون أن يُحرك لها ساكنًا ولكن كل شىء قد تغير الآن بعد أن قالت الست هذا المقطع "ياما كنت أتمنى قابلك بابتسامة.. أو بنظرة حب أو كلمة ملامه.. بس أنا نسيت الابتسام.. زى ما نسيت الآلم .. والزمن بينسى حزن وفرح ياما" تحركت إلى الأمام وكأنها تود أن تقول للست "ده اللى جوايا"، ولكن ملامحها تغيرت من جديد وعادت إلى هدوئها السابق بعد أن قالت الست "إن كان على الحب القديم واساه.. انا نسيتوا انا.. ياريت كمان تنساه"، فالست الآن قد قالت كل ما فى صدرها من كلمات ولم تعد تملك المزيد من الكلمات حتى تعبر عما بداخلها من ألم واضح عليها أنها خرجت للتو من قصة حب مؤلمة أو تعانى ألماً ما". صديقتها أبكتها كلمات الست، أما هى فقررت أن تخفى ملامحها خلف يداها وهى تستمع إلى الست وهى تقول "تعتب عليا ليه.. أنا ب ايديه ايه.. فات الميعاد فات الميعاد"، ربما هنا أطلقت الست سهامها إلى قلوبهم الصغيرة فلم تقدر على التحمل، فالست الآن أعادت صياغة الألم بداخلهما منهم من تركت نفسها للبكاء والأخرى وصلت بها السلطنة حد الصدمة، فالست الآن تحكى وهن يذوبان عشقاً وولعاً بما تقول. أما هذه فكانت ملكة متوجة على مقعدها، تستمع بدقة واهتمام إلى الست وهى تغنى "فات الميعاد" كان كل شىء على ما يرام حتى نطقت الست وأخبرت حبيبها "بينى وبينك وهجر وغدر وجرح بقلبى داريته.. بينى وبينك ليل وفراق وطريق أنت اللى بديته.. بينى وبينك ليل وفراق وطريق أنت اللى بيدته" لترفع يدها معلنة عن أن الست الآن بلغت ذروة العظمة وقمة التعبير ووصلت هى لى قمة السلطنة والاستمتاع، فلم تكن هى وحدها من أعلنت فى هذه اللحظة عن ثورتها، وعما شعر به قلبها وقت أن أعلنت الست بكل صراحة إلى الحبيب عن سبب غنائها الآن "فات الميعاد". التاجز ..












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;