انتهت هيئة السكة الحديد، من وضع نظام جديد لمواجهة حوادث القطارات والأخطاء البشرية التى تتسبب فى وقوع الحوادث، وشمل هذا النظام تحليل شريط بيانات جهاز التحكم الآلى "ايه. تى.سى" بكل قطار عقب كل رحلة أو ما يعرف بالصندوق الأسود الموجود فى جرارات القطارات، لمراجعة أوامر التشغيل التى نفذها سائق القطار طوال رحلته، ومعرفة مدى التزامه بلائحة تشغيل القطارات المطبقة بالسكة الحديد.
وقالت مصادر لـ"انفراد"، إنه تم الانتهاء من وضع هذا النظام ضمن خطة كاملة لمواجهة حوادث القطارات والأخطاء البشرية، ويتضمن سحب شريط بيانات جهاز التحكم من كل قطار خلال دخوله إلى الورش بعد كل رحلة وتحليل بياناته، بحيث يتم معرفة المخالفات التى ارتكبها السائق طوال الرحلة، وتحديد السائقين الذين يفصلون جهاز الربط الأوتوماتيكى بالقطارات.
وأضافت أن أعدادا كبيرة من السائقين تقوم بفصل جهاز الربط الأوتوماتيكى بالقطار طوال رحلاتهم حتى لا تتوقف فى الإشارات "السيمافورات" المتعطلة، وأن هذا الإجراء سببا فى أغلب حوادث القطارات التى تقع نتيجة الأخطاء البشرية مثل حادث العياط الأخير الذى أودى بحياة 7 أشخاص فضلا عن 3 مصابين نهاية يناير الماضى، وبعده حادث تصادم قطار بنى سويف الذى نتج عنه 71 مصابا.
وأكدت المصادر أن قرار تطبيق هذا النظام يستهدف بالأساس مواجهة فصل أجهزة الربط الأوتوماتيك بالقطارات للحدث من الحوادث، مشيرة إلى أن أجهزة الربط تقوم بإيقاف القطار آليا فى حالة تجاوز السائق لأى "سيمافور" أو تجاوز السرعة المحددة له، إلا أن السائقين يقومون بفصل هذا الجهاز بخطوط قبلى وبحرى.
وأوضحت المصادر أنه سيتم تحليل بيانات شريط جهاز التحكم الآلى بالقطارات، ومراجعة الأوامر التى اتخذها السائق ومخالفاته لأوامر التشغيل الموجودة بلائحة التشغيل، بجانب معرفة أعطال الإشارات على طول خط السكة الحديد، بحيث يقوم قطاع المسافات الطويلة والقصيرة بالهيئة بمحاسبة سائق القطار المخطأ فى كل رحلة سواء نتج عن خطأه حادث أم لا، على أن يقوم قطاع البنية الأساسية بالهيئة بإصلاح الإشارات المتعطلة أو أعطال شريط السكة الحديد عموما، وذلك من خلال تحليل بيانات هذا الشريط.
وأشارت إلى أن الهيئة بدأت فى تطبيق هذا النظام تجريبيا، على أن يتم تعميمه على كافة رحلات القطارات بعد نجاح تجربته، كاشفا عن أن الهيئة تعتزم عقد مؤتمر عام لسائقى القطارات لشرح لها تفاصيل هذا النظام والهدف من تطبيقه فى مواجهة حوادث القطارات.