منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا المستجد وانتشاره بشكل كبير فى دول العالم تعمل وزارة الخارجية على تذليل كافة الصعوبات والعقبات التى تواجه المصريين بالخارج وكان أولها تنسيق عودة المصريين من مدينة ووهان الصينية التى تفشى فيها الفيروس بشكل كبير، والتنسيق مع السفارات والقنصليات بالخارج للتواصل مع المصريين بالخارج.
وفي إطار تنفيذ خطة الدولة الشاملة لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، واستجابة لنداءات بعض المواطنين المصريين العالقين الذين تواجدوا في الخارج بصفة مؤقتة ولم يتمكنوا من العودة إلى البلاد قبل قرار تعليق الطيران، وجه وزير الخارجية سامح شكرى جميع السفارات والقنصليات المصرية بالتواصل الفورى مع هؤلاء المواطنين خلال الساعات القليلة المقبلة لموافاة وزارة الخارجية بحصر فعلى لأعدادهم وحالاتهم، فضلاً عن تقديم الرعاية اللازمة لهم.
كما وجه وزير الخارجية سامح شكرى بسرعة إعداد تصور متكامل حول كيفية وآلية ترتيب عودتهم إلى مصر، بحيث يتم تنفيذه في إطار زمني محدد، وبما يتسق مع الإجراءات الخاصة بإحكام السيطرة على كافة منافذ الدولة، وعلي ضوء إرشادات منظمة الصحة العالمية.
كان وزير الخارجية قد التقى يوم الأربعاء الماضى مع عدد من السفراء مُساعدى وزير الخارجية، وذلك لبحث التطورات المتعلقة بمكافحة انتشار فيروس كورونا المُستجد، وتداعيات ذلك على أحوال المواطنين المصريين بالخارج، فضلاً عن جهود وزارة الخارجية المُكثفة في هذا الشأن.
وقد صرح المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المُستشار أحمد حافظ، بأنه فى ضوء التطورات المتلاحقة المرتبطة بالتدابير الاحترازية التي تطبقها دول العالم للحد من تفشي فيروس كورونا المُستجد، والتداعيات المترتبة على ذلك، والتى أثرت على أحوال المقيمين والزائرين من المواطنين المصريين بالخارج، استمع الوزير شكرى إلى الجهود التى تبذلها البعثات المصرية بالخارج في هذا الشأن، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق مع السلطات المعنية بدول الاعتماد لتسهيل إعادة المصريين العالقين بالخارج بالتعاون مع الجهات المصرية ذات الصلة، بالإضافة إلى استمرار التواصل مع أعضاء الجاليات المصرية للاطمئنان على أحوالهم وتقديم كافة سبل الدعم والمساعدة، ومتابعة الحالة الصحية للمواطنين الذين أصيبوا بالفيروس في الدول الأخرى.
وأضاف المتحدث الرسمى، أن وزير الخارجية تناول كذلك مع مساعديه كافة تفاصيل الإجراءات والتدابير الاحترازية التى تتخذها وزارة الخارجية لمكافحة انتشار الفيروس، وذلك حرصاً على سلامة العاملين بالوزارة والمترددين عليها.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية كان قد كلف السادة رؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج بتوجيه رسالة إلى أعضاء الجالية المصرية في دولة الاعتماد حول جهود الدولة المصرية اتصالاً بمواجهة انتشار الفيروس، فضلاً عن قيامهم بتخصيص وسيلة تواصل للرد على كافة استفسارات وطلبات السادة المواطنين المصريين في الخارج.
وعلى جانب أخر، أجرى السفير عمر عامر، سفير مصر في النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، اتصال عبر تقنية الفيديو، مع ميسرة مقلد أحد أبناء الجالية المصرية فى النمسا للإشادة بمبادرته الإنسانية فى مساعدته لكبار السن فى فيينا.
وأشاد السفير عمر عامر فى فيديو نشره عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك" بدور ميسرة مقلد فى مبادرته الإنسانية التى لاقت ترحيب كبير فى النمسا، وذلك بمساعدة كبار السن للحصول على احتياجاتهم من الدواء والطعام ودون مقابل، وذلك لعدم قدرتهم علي الخروج في ظل الظروف الراهنة المرتبطة بتطورات انتشار فيروس كورونا.
كانت وسائل إعلام نمساوية قد أشادت بالطفل المصرى ميسرة مقلد بسبب مبادرته الإنسانية.
وبعث سفير مصر لدى النمسا بتحية تقدير للمصرى ميسرة مقلد وأسرته التى أحسن تنشئته حتى حب الخير ومساعدة الناس رغم صعوبة الظروف الحالية.
وميسرة محمد هو طفل مصري يساعد المواطنين في فيينا وأصبح محل اهتمام وسائل الإعلام الأوروبية، إنه كان دائما يساعد كبار السن حتى قبل تدشين مبادرة مساعدتهم في وقت انتشار فيروس كورونا، وعندما وجدوا أن هناك مبادرات لمساعدة كبار السن عبر مواقع التوصل الاجتماعي، فتم تنفيذ الفكرة، وتم عمل قائمة بأسماء المسنين الذين يرغبون في المساعدة، وهناك من يتصل بهم من أجل أن يحصلوا على خدماتهم.
إلى ذلك، أشاد مواطن مصرى فى سويسرا يدعى أمجد أبو الفتوح بدور القنصلية المصرية فى سويسرا، مؤكدا سرعة استجابة القنصلية المصرية لمناشدته التى أرسلها حول المصريين الراغبين في العودة للبلاد.
وأكد المواطن المصرى فى تدوينه له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي أن مساعد القنصل المصرى فى سويسرا تواصل معه، وحرص على تدوين بياناته الشخصية وبيانات الأسرة الراغبة فى العودة إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أن مساعد القنصل المصرى أبلغه بأن التوجيهات حاليا هي إجلاء كافة المصريين العالقين والغير مقيمين في دول العالم، معربا عن فخره بكونه مواطن مصرى بعد تحرك وزارة الخارجية والدولة داخليا وخارجيا.
فيما أشادت سيدة مصرية تدعى مها شاهين بدور القنصلية المصرية فى بودابست فى مساعدة نجلها الذى يدرس فى المجر، مشيرة إلى أن نجلها أخبرها بإصابة 13 حالة مصابة فى البلاد وكمعظم جيله تهاون فى الإرشادات اللازمة للوقاية من الفيروس.
وكتبت السيدة المصرية عبر حسابها الشخصى على "فيس بوك" أن المجر علقت الدراسة لكن الطلاب تهاونوا فى التعامل مع الفيروس، ما أدى لإصابة زميل نجلها بفيروس كورونا وهو الذى ودعه الأسبوع الماضى بالأحضان.
ولفتت السيدة المصرية إلى أن الجامعة التى يدرها بها نجلها فى المجر لم تساعد نجلها بعد ظهور أعراض الحمى وآلام فى الحلق وتكسير عظام لدى نجلها، مشيرة إلى أن السفارة المصرية فى المجر ساعدتها فى متابعة حالة نجلها الصحية وقدمت له كافة سبل الدعم وعرضت عليه نقله للمستشفى للاطمئنان على صحته بشكل أكبر.
وتوجهت السيدة المصرية بشكر إلى وزارة الخارجية المصرية وقنصل مصر لدى بودابست، موضحة أنها لأول مرة تلجأ فيها إلى السفارة المصرية فى المجر استجابت الأخيرة لمناشدتها ووقفت إلى جانب نجلها وسط اهتمام كبير من جانبها.