استيقظت ألمانيا صباح اليوم على عادتها منذ اكتشاف وباء كورونا، فى انتظار الأخبار الجديدة، أملا فى انخفاض معدل الوفيات، أو انتظار تدابير احترازية جديدة، إلا أن الفاجعة اليوم، أصابت الجميع بالذعر، فقد عثرت السلطات الألمانية، على جثة وزير المالية بولاية هيسن، توماس شيفر، على سكة قطار سريع.
وأوضحت شرطة ولاية هيسن أنها عثرت على الجثة ملقاة على السكة الحديدية بمدينة فيسبادن عاصمة الولاية، وأنه إثر تحقيقات موسعة عبر شهادات ومعطيات تقنية وعلمية جنائية تم التحقق من أنها جثة توماس شيفر، ورجحت بأن الوفاة جاءت عبر إقدامه على الانتحار.
ونشرت وزيرة الدفاع، ورئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، أنجريت كرامب – كارنباور، تغريدة على "تويتر" قالت فيها: "لقد صدمنا كلنا في الحزب المسيحي الديمقراطي خبر الوفاة المفاجئة لتوماس شيفر، نحن في حالة حزن وذهول. الآن كل أفكارنا وصلواتنا مع عائلته".
وأحدث خبر وفاة شيفر صدمة في الأوساط السياسية والشعبية بألمانيا، في الوقت الذي تجتاز البلاد أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، على الرغم من أن عدد الوفيات يظل محدودا مقارنة بدول أوروبية عديدة مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا.
وفيشر يتولى منذ عشر سنوات وزارة مالية الولاية التي تضم فرانكفورت، العاصمة المالية لألمانيا ومقر المصرف المركزي الأوروبي والمصارف الألمانية الكبرى.
وفي بيان مسجّل، قال رئيس حكومة الولاية فولكر بوفيير إن فيشر كان يعمل ليل نهار لمساعدة الشركات والموظفين على التكيف مع التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا المستجد الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية جائحة ، مبدياً صدمته إزاء ما جرى.
وقال رئيس حكومة الولاية المقرّب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والمنتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي كان شيفر عضواً فيه: اليوم يمكننا أن نعتبر أنه كان لديه قلق بالغ، وأوضح بوفيير الذي بدا عليه التأثر: نحتاج إلى شخص مثله في هذه الأوقات الصعبة بالتحديد .
كما ثار الجدل مرة أخرى حول وضع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل،فى الوقت الحالى بعد إعلان عزلها صحيًا فى المنزل، إلا أن خروجها عبر تسجيل تلفزيونى لمخاطبة الشعب، طمأنهم قليلًا، خاصة بعد أن أعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية، في بيان اليوم إن نتائج فحص المستشارة الألمانية للتحقق من عدم إصابتها بفيروس كورونا جاءت سلبية للمرة الثانية، وإنها ستخضع لفحص آخر في بداية الأسبوع المقبل.
وتعزل ميركل نفسها وتعمل من منزلها بعدما تلقت لقاحا من طبيب الأسبوع الماضى، تبين لاحقا أنه مصاب بالفيروس.
وأضاف المتحدث: "تواصل المستشارة العمل من العزل المنزلي".
وتلقت ميركل التي تتولى منصبها منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما وحتى 2021 كحد أقصى، رسائل تعاطف عدة منذ إعلان دخولها الحجر الصحي. لكن لا يعرف إذا ما كان زوج ميركل أستاذ الكيمياء يوآخيم زاور في الحجر الصحي معها.
وبحسب هذه البيانات، وصل إجمالي عدد الإصابات المسجلة في ألمانيا إلى 52 ألفاً و547 حالة، وبلغ عدد حالات الوفيات بين المصابين 389 حالة حتى الآن.
وأعلنت الحكومة الألمانية الفيدرالية أن القواعد المعمول بها من أجل حظر التواصل الاجتماعى المقتصر على شخصين فقط، والتدابير الاحترازية لمواجهة كورونا، لن تتغير حتى 20 أبريل على أقرب تقدير.