نشرت صحيفة تايمز البريطانية تفاصيل من كواليس الحكم فى روسيا على لسان أحد الشخصيات الذى كان من الدائرة المقربة للرئيس فلاديمير بوتين، لكنه أصبح الآن يعيش فى بريطانيا ويخشى على حياته بعد العثور على صناديق مشبوهة تحت سيارته.
وهناك خصومة واضحة بين بوجاتشيف والحكومة الروسية، حيث يقول الاول إن إمبراطورية اعمالها التى تشمل بناء سفن واستخراخ فحم وعقارات بقيمة 15 مليار دولار، قد صادرها منافسون له فى الكرملين، بينما تتهمه الحكومة بالاختلاس وسوء التصوف فى ممتلكات.
وتقول تايمز إن بوجاتشيف، الأرثوذوكسى الروسى ذو اللحية الداكنة، كان أحد المطلعين على ما يحدث فى الكرملين وظهر خلف الكواليس وساعد فى وصول بوتين إلى السلطة، وعندما كان مصرفى الكرملين، كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع عائلة الرئيس الأسبق بوريس يلسن، وبدا لسنوات أنه لا يمكن الاقتراب منه، لكن آلة الكرملين انقلبت عليه، فبدأ الكرملين يهاجم إمبراطوريته التجارية ويأخذها لنفسه، ففر من روسيا وانتهى به الحال فى بريطانيا، لكنه لا يشعر بالأمان.
وقبل أن يذهب إلى بريطانيا، كان القليلون فقط هم من يعرفونه. فأغلب الناس اعتقدوا أن بوريس بيريزوفسكى هو من ساعد فى وصول بوتين إلى السلطة، فى حين أن بوجاتشيف عامل بوتين كمرشد له وكان له دور فعال فى جعله رئيسا فى عام 2000.
وكشف بوجاتشيف ومصادر أخرى داخلية كيف وصل بوتين إلى السلطة قبل 20 عاما، وكيف صعدت مجموعة من رجال الكى جى بيه المحيطين به، وقاموا، على حد قوله، قاموا بإثراء أنفسهم أولا ثم بدأ يشكلون تهديدا للغرب. ولا يوجد علامة على التوقف، ففى وقت سابق من هذا الشهر بدأ بوتين فى إجراء تغييرات دستورية ستمكنه فى البقاء فى السلطة حتى عام 2036. ويصف بوجاتشيف بوتين ورفاقه بأنهم مزيد من السوفيتيين والرأسماليين المتوحشين خلال العشرين عاما الماضية، وسرقوا الكثير لملء جيوبهم، وكل عائلاتهم تعيش فى مكان ما فى لندن.
فى السابع من مايو عام 2000، وصل بوتين، الذى وصف بأنه وطنى سيستعيد الدولة الروسية إلى الكرملين. بوتين ضابط الكيه جى بى السابق الذى كان قبل ثمانية أشهر فقط بيروقراطى مجهول الهوية، على وشك تولى عباءة الرئيس الروسى. وبين حشد المسئولين، كان هناك رجال المخابرات الروسية الذين جلبهم بوتين معه من سان بطرسبج التى كان يتولى منصب نائب العمدة فيها. ومنهم أيضا رجال أعمال على صلة بالكرملين مثل يورى كوفالتوك، الذى أصبح أكبر مساهم فى بنك روسيا الذى أنشأ الحزب الشيوعى. وكان هناك أيضا جينادى تيمشينكو، وهو عميل أيضا للكى جيه بى الذى عمل ذات مرة عن كثب مع بوتين وحصل على ما يشبه احتكار لصادرات النفط فى المدينة، وكان هناك أيضا نيكولا باتروشيف الذى خلف بوتين فى المخابرات وعمل معه فى قسم مكافحة التجسس.
وربما كان الأقرب للرئيس الجديد هو إيجور سكين، وكان أصغر منه بثمانية أعوام وكان يتبعه كظله منذ تعيين بوتين مائب لرئيس بلدية سان بطرسبرج. ويقول بوجاتشيف إن هذه الدائرة الداخلية هى من صنعت بوتين فغيرته إلى شخص أخر، فقد بدا بوتين رئاسته يتبع الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية وبعلاقة أقرب مع الغرب، لكن هذه الخطوات الأولية لم تدم طويلا وأصابه اليأس من الولايات المتحدة ثم أراد أن يصبح ثريا.
ويقول بوجاتشف إن بوتين فى العام الأول له فى الحكم أنفق ما يعادل 30 مليون استرلينى لتلبية احتياجات عائلته حتى شراء أدوات المائدة التى يستخدمونها فى منزلهم. واشترى شقق للمدعين العموم لضمان أن يظلوا تحت سيطرته.