فى الوقت الذى اعترف فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بصعوبة احتواء وباء كورونا فى الولايات المتحدة فى الأسابيع القليلة القادمة، ووافق على تمديد إجراءات التباعد الاجتماعى لمدة شهر، وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام عقارين يستخدمان لعلاج الملاريا فى معالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، بحسب ما ذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية.
وقالت وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية فى بيان لها، إنه يمكن وصف عقارى الكلوروكين والهيدروكسى كلوركين للمراهقين والبالغين المصابين بكوفيد 19، كعلاج مناسب، عندما لا تكون التجربة السريرية متاحة أو مجدية، وذلك بعد أن أصدرت هيئة الغذاء والدواء FDA ترخيص استخدام طوارئ هو الأول لعقار مرتبط بكوفيد 19 فى الولايات المتحدة، وفقا للبيان.
وتوضح نيوزويك أنه فى الوقت الراهن لا يوجد عقار محدد لكوفيد 19، الذى أصاب مئات الآلاف من الأشخاص. ويستخدم الكلووروكين والهيدروكسى كلوروكين لعلاج أمراض منها الملاريا، وقد أظهر نشاطا فى الدراسات المعملية ضد فيروسات كورونا، ومنها الفيروس الذى يسبب مرض كوفيد 19، بحسب وزارة الصحة الأمريكية.
وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن هذه الأدوية قد تقدم بعض الفائدة فى علاج مرضى كوفيد 19 فى المستشفى، وهناك حاجة لإجراء تحارب سريرية لتقديم دليل علمى على أن هذه العلاجات فعالة.
وبموجب تفويض الطوارئ، يجب إعطاء مقدمى الرعاية الصحية والمرضى أوراق حقائق تحدد المخاطر المعروفة وتفاعلات الأدوية.
وأشارت الصحة الأمريكية، إلى أنها قبلت 30 مليون جرعة من كبريتات هيدروكسى كلوروكين من أحد أذرع شركة نوفارتس للأدوية، ومليون جرعة فوسفات الكلوركين من Bayer Pharmaceuticals لاستخدامها فى علاج مرضى كوفيد 19 فى المستشفى أو فى التجارب السريرية.
وأوضحت أن هاتين الشركتين وغيرهما ربما تتبرع بجرعات إضافية، وقد كثفت الشركات الإنتاج لتقديم إمدادات إضافية من الدواء للسوق التجارى..ولفتت إلى أنه فى ظل أهمية فهم كفاءة هذه العقاقير فى علاج ومنع الكوفيد 19، فإن الوكالات الفيدرالية الأمريكية مثل المعهد الوطنى للصحة وغيرها تعمل معا للتخطيط لتجارب سريرية.
يأتى هذا تزامنا مع تراجع الرئيس الأمريكى عن آماله السابقة بأن تعود الحياة لطبيعتها فى الولايات المتحدة بحلول عيد الفصح بعد أسبوعين، وقراره بإبقاء توجيهات التباعد الاجتماعى حتى 30 إبريل المقبل، بعد أن كان المقرر أن تنتهى الاثنين 30 مارس، وحذر من أن الأسوأ لم يأت بعد. وقال ترامب فى البيت الأبيض أنه لو وصل عدد الوفيات من كورونا فى الولايات المتحدة إلى 100 ألف، فإن إدارته ستكون بذلك قامت بعمل جيد للغاية، وذلك فى تحول هائل عن تنبؤاته الأولية المتفائلة التى قال فيها أنه يامل إعادة فتح الاقتصاد بحلول عيد الفصح.
وقال ترامب إن التقديرات تشير إلى أن ذروة عدد الوفيات سيكون فى غضون أسبوعين على الأرجح، مضيفا أنه لا يوجد شىء أسوأ من إعلان الانتصار قبل تحقيقه، وهذه ستكون أكبر خسارة على الإطلاق، على حد قوله. وقال ترامب أنه يمكن توقع بداية التعافى مع حلول يونيو المقبل.
واستشهد ترامب بنماذج تنبؤ قالت إن حوالى 2.2 مليون شخص أو أكثر ربما يموتون فى حال عدم إتباع إجراءات التباعد الاجتماعى.
من جانبه، قال الدكتور أنتونى فوشى، أبرز خبراء الأمراض المعدية بالحكومة الأمريكية، إن الولايات المتحدة قد تشهد وفاة أكثر من 100 آلاف وإصابة ملايين بعدوى كورونا. وأشاد فوشى بقرار تمديد الإجراءات باعتباره قرارا حكيما وعاقلا.
وكان حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو قد قدم تقييما متشائما لتفشى الوباء فى الولاية، مع الإعلان عن وفاة 237 شخص خلال 24 ساعة، وهى أكبر زيادة يومية منذ ظهور كورونا، بينما تم تسجيل عدد من الإصابات المؤكدة بلغ 7200 ليصبح الإجمالى 59.513 بالولاية وأكثر من نصفها أو حوالى 33.768 فى مدينة نيويورك وحدها.
فيمابلغ إجمالى عدد الإصابات فى الولايات المتحدة أكثر من 139 ألف و700 حالة مؤكدة، وهى أعلى دولة فى العالم من حيث الإصابات متجاوزة إيطاليا والصين، ووصل عدد الوفيات أكثر من 2400.