جاءت دعوة أبو بكر خلاف، الصحفى الإخوانى، خلال استضافته على قناة مكملين، مع الإخوانى محمد ناصر، محلل سياسى إسرائيلى يدعى إيدى كوهين، إلى الدخول في الإسلام، بعد دعوة الأخير له باعتناق اليهودية والعيش في إسرائيل بدلا من الإقامة التي حصل عليها في تركيا، لتكف التاريخ الكبير من التطبيع بين الجماعة وتل أبيب، هذا التطبيع الذى تخفيه عن قواعدها.
آخر مظاهر التطبيع، كانت زيارة الإعلامى الإخوانى أبو بكر خلاف، في يناير 2019 إلى إسرائيل وحضوره مؤتمر حول الأمن القومى الإسرائيلى، الحديث حول تاريخ التطبيع الإخوانى الإسرائيلى، خاصة أنها ليست المرة الأولى التى تشهد فيها العلاقة هذه المتانة بل سبقها تصريحات وبيانات واجتماعات تكشف هذا التطبيع.
من بين وقائع التطبيع بين الإخوان وإسرائيل أيضا تصريحات عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، والذى كان مستشارا لمحمد مرسى فى 2012، وطالب حينها بعودة اليهود إلى مصر، وقال حينها : "أدعو اليهود المصريين للعودة إلى وطنهم، ويجب أن يرفضوا الاستمرار فى العيش تحت ظل نظام قمعى وعنصرى ملطّخ بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أيضا رسالة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى شيمون بيريز، والتى قال فيها "عزيزى شيمون"، تلك الرسالة التى أثارت جدلا واسعا حينها، وكشفت العلاقة القائمة بين تل أبيب والإخوان، تلك العلاقة التى دائما تخفيها الجماعة عن الرأى العام.
لقاءات تمت بين جماعة الإخوان، ومسئولين إسرائيليين، وهو ما كشفه فى وقت سابق الدكتور محمد حبيب، القيادى السابق بجماعة الإخوان، حول أن لقاءً خاصا جمع كل عدد من قيادات الإخوان والسفير الإسرائيلى بالقاهرة، خلال احتفال السفارة الأمريكية، فى يوليو 2009، بالتنسيق مع ريتشارد أرميتاج مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون بهدف التعاون فى إسقاط نظام مبارك، ودعم الإخوان فى الوصول للحكم مقابل الالتزام بأمن إسرائيل، وضم الوفد وقتها كل من سعد الكتاتني، وسعد الحسيني، وحازم فاروق.
أيضا بيان الإخوان الذى صدر فى القمة العربية فى عام 2017، والذى اعترف فيه بدولة إسرائيل، هذا البيان الذى صدر من قيادات الجماعة فى لندن أثار جدلا واسعا حينها، وكشف أن الهجوم الإخوانى المتكرر على إسرائيل لم يكن حقيقيا وأن هناك بالفعل تطبيع إخوانى مع إسرائيل.
ومن بين مظاهر التطبيع أيضا اعترافات طارق قاسم، أحد الإعلاميين بقنوات الإخوان، بعلاقة العديد من الشخصيات المتحالفة مع الإخوان وقناة الجزيرة بإسرائيل، مشيرا إلى أن قناة الجزيرة القطرية أحد أكثر المطبعين مع تل أبيب، متابعا: لو فتحنا ملف التطبيع حتى بين حلفاء الإخوان فى الخارج فسيصعق الناس من هول الحقائق التى ستلمع كالبوارق و لا سبيل لنفيها بشتى الطرق.
وتابع حينها: لماذا لا يدين أحد قيام قناة الجزيرة - وهى قناة مهمة و محورية - باستضافة قيادات الجيش الصهيونى المحتل على شاشاتها ؟ أم أنها لأنها " إله الإعلام " عند العرب الحدثاء فلا يأتيها النقد من بين يديها و لا من خلفها و لا من فوقها و لا من تحتها ؟