تحتدم حدة المواجهات العسكرية بين قوات الجيش الليبى فى طرابلس ومصراتة، وذلك فى ظل تحذيرات من أممية من تفشى وباء كورونا فى البلاد حال لم تتوحد الجهود الوطنية فى البلاد، بعد اكتشاف ثمانى حالات مصابة بوباء كورونا فى البلاد.
وتتخوف السلطات الليبية فى الشرق الليبى من انتقال وباء كورونا إلى مناطق سيطرتها فى جنوب وغرب البلاد، وذلك بعد تقاعس السلطات المسيطرة على مدينة مصراتة من فرض واتخاذ تدابير احترازية كافية لجابهة الوباء القاتل.
كان المركز الوطنى للأمراض فى ليبيا قد أعلن تسجيل 8 حالات إيجابية مصابة بفيروس كورونا المستجد فى مصراتة بعد مخالطتهم لسيدة مصابة كانت خارج البلاد، بالإضافة إلى تسجيل ما يقرب من 20 حالة سلبية بعد إجراء فحوصات لعدد متفرق من المواطنين فى مدن المنطقة الغربية.
ورغم التحذيرات التى أصدرتها القيادة العامة للجيش الوطنى الليبى إلا أن الميليشيات المسلحة سواء فى مصراتة أو طرابلس لا تلتزم بالهدنة الإنسانية المعلنة، وذلك عبر قيامها بعمليات التفات على مواقع الجيش الوطنى بمدينتى مصراتة وطرابلس.
وتمكن الجيش الوطنى الليبى من اسقاط خمس طائرات تركية مسيرة خلال الأسبوع الأخير، وذلك بعد محاولات مستميتة من قبل المليشيات المسلحة استهداف تمركزات القوات المسلحة الليبية شرق وجنوب مدينة مصراتة المعقل الرئيسي للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق.
كانت مصادر عسكرية ليبية قد أكدت إسقاط طائرة مسيرة من نوع "بيرقدار" خلال محاولتها الإغارة على مواقع بمنطقة الكسارات غرب طرابلس.
وقال أبوبكر أدويهش المسؤول الإعلامى لقوة الاحتياط فى الجيش الوطنى الليبى لقناة "سكاي نيوز" الإخبارية تمكن وحدات القوات المسلحة من إسقاط طائرة مسيرة من نوع بيرقدار حاولت الإغارة على مواقعنا بمنطقة الكسارات بورشفانة"، غرب طرابلس.
وأوضح أدويهش أن وحدات الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط الطائرة باستخدام مدفع م ط 14.5، وذلك قبل أن تحقق الأهداف التي أقلعت من أجل تنفيذها.
وكان الجيش الوطني الليبي أعلن قبل ساعات، إسقاط طائرة مسيرة تركية عقب استهدافها من قبل منصات الدفاع الجوي، لترتفع الحصيلة إلى طائرتين خلال أسبوع إلى خمس طائرات.
ونجح القوات المسلحة الليبية فى تحقيق اختراقات مهمة في العاصمة طرابلس، حيث نجح في التقدم في محور مشروع الهضبة ومحور بوسليم وسط محاولات لدخول منطقة عين زارة.
وتمكنت قوات الجيش الليبى من القضاء على عدد من المرتزقة السوريين الذين يقاتلون إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق فى محاور القتال بالعاصمة طرابلس.
كانت القوات المسلحة الليبية قد ألقت القبض على إرهابى سورى ينتمي لجبهة النصرة يقاتل ضمن صفوف قوات الوفاق، خلال اشتباكات فى محور النقلية جنوب العاصمة طرابلس.
ونشرت قوات الجيش الليبى مقطع فيديو لاعترافات الإرهابى الذى يدعى إبراهيم محمد الدرويش خلال التحقيق معه، قائلا إنه ينتمي إلى تنظيم "جبهة النصرة" بقيادة محمد الجولاني، وهو ما يؤكد وصول إرهابيين ضمن أفواج المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى طرابلس لتعزيز صفوف الوفاق.
وقال الأسير السورى لدى الجيش الليبى، إنه وصل إلى ليبيا منذ شهر عن طريق تركيا، موضحا أنه تم نقلهم عن طريق طائرة عسكرية من سوريا إلى إسطنبول، ثم عبر طائرة مدنية إلى مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس.
وكشف أن الطائرة التى أقلّتهم نقلت كذلك أسلحة من تركيا إلى ليبيا، مشيرا إلى وجود حوالى 3000 مقاتل سورى فى ليبيا قتل منهم ما يقارب 500، ملمّحا إلى أنه تم التغرير بهم، حيث تلّقوا وعودا بالحصول على راتب شهرى بقيمة 2000 دولار، لكنهم لم يتقاضوا أى شيء.
ووجّه الإرهابي السورى المقبوض عليه نداء للمقاتلين السوريين الذين يعتزمون التوجه إلى ليبيا، ونصحهم بالبقاء في بلادهم قائلا: "أردوغان يتاجر بنا"، كما طلب من رفاقه فى ليبيا العودة إلى سوريا.