مفكرون عرب يستنكرون تدخل إيران فى شئون السعودية مفكر سعودى: المملكة لا تفرق بين أصحاب المذاهب الهلباوى: التوتر بين البلدين مبرره سياسى وليس دينيًا مفكر سورى: الأزمة ستلقى بظلالها على سوريا

استنكر عدد من المفكرين و السياسيين العرب التدخل السافر من إيران فى الشأن الداخلى السعودى فى واقعة إعدام الشيخ نمر النمر ، وما أعقبة من اعتداء على السفارة السعودية فى طهران بما يخالف الأعراف الدولية. وصف خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة التى تصدر بالسعودية ، تعليقا على الأزمة الإيرانية السعودية، بأنها أزمة مفتعلة ، و كعادتها إيران تتدخل فى الشئون الداخلية للسعودية و تتصرف كما لو كانت مسئولة عن المملكة وبعض سكانها الذين يعتنقون المذهب الشيعى.

وأكد رئيس تحرير الجزيرة فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" على هامش مؤتمر " صناعة التطرف " المنعقد بمكتبة الإسكندرية فى الفترة من 3- 5 يناير الجارى، على أن السعودية لا تفرق بين المذاهب و لا القبائل، إنما تنظر إلى الجميع سواسية على أنهم جزء من المنظومة المتكاملة للمملكة.

وقال المالك معلقا على تنفيذ حكم الإعدام فى الشيخ نمر النمر القيادى الشيعى، إن المملكة نفذت حكم الشرع بعد النظر فى قضية المجرمين وعددهم 47 مجرما، بسبب ارتكاب جرائم كثيرة ، حيث فجروا مقرات الأمن ، ومجمعات سكنية و قتلوا الأبرياء، وامتدت جرائمهم إلى الشريان الاقتصادى.

وأضاف أنه من حق المواطنين على المملكة أن تضمن أمنهم و سلامتهم، وأشار إلى أن إيران تصرفت كعادتها فى التدخل السافر فى الشأن الداخلى، وكان يعنيها فقط عميلها ورجلها داخل السعودية وهو نمر النمر.

وأوضح أن المملكة السعودية اضطرت بعد حرق سفارتها فى إيران ، بما يخالف كل الأعراف الدولية، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية و طلبت السفير الإيرانى أن يغادر الأراضى السعودية، مؤكدا أن السعودية لا تسمح لإيران و لا لغيرها بالتجاوز و التدخل فى الشأن الداخلى.

و حول خطة المملكة السعودية فى مواجهة الإرهاب والتطرف قال "المالك" إن المملكة تعودت على إضرار إيران بها من خلال حشد عملائها للقيام بأعمال تخريبية، إلا أن الرياض كانت حازمة فى التعامل مع طهران السنوات الماضية إلى أن أدركت طهران أنها ليست قوة قادرة على مواجهة السعودية، وخاضت المملكة حربا فى اليمن لوقف هذا الزحف الإيرانى الذى يستهدف أمن واستقرار الرياض.

وأشار إلى أن إيران حاولت أيضا النيل من السعودية من خلال أن يكون لها موضع قدم فى البحرين، إلا أن الرياض تدخلت و أوقفت هذا الزحف و أكد على أن المملكة ليست فى موقف الدفاع ولكنها قادرة على أن تكون فى موقف الهجوم، إلا أن بحكمتها و سياساتها المتوازنة و نظرتها لمصالح المنطقة ترفض ذلك .

و أكد على أن السعودية تتعاون ليس مع مصر وحدها بل مع جميع دول المنطقة لوقف الزحف المخيف للإرهاب، مشيرا إلى أن الرياض دعت إلى مؤتمر مؤخرا لمواجهة الإرهاب، شارك فيه 34 دولة و 10 دول إسلامية وسيكون له مقر دائم بالرياض وغرفة عمليات لإدارة هذه المعركة ضد التطرف.

فيما أدان كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى المنشق عن الجماعة، حكم الإعدام الذى نفذ على الشيخ نمر النمر بالسعودية ضمن مجموعة من الإرهابيين، مشيرا إلى أن الشيخ نمر كان رجل سلام و يدعو إلى وحدة الأمة والحوار و يشعر بالتهميش، موضحا أنه إذا شعر السنى بالتهميش فى دولة شيعية أو العكس، فهذا يجب أن يكون له العلاج، و العلاج ليس بالإعدام، موضحا أن التوتر الطائفى بين السعودية وإيران ليس له مبرر فى الدين ولكن له مبررًا فى السياسة و الأهداف الأمريكية، وقال: " أنا ضد ما حدث فى السعودية و ضد العنف الذى نتج عنه، فالخطأ يولد خطأ، وشدد على ضرورة الحوار بين الدولتين.

وحول قطع العلاقات الدبلوماسية من بعض الدول العبية تضامنا مع السعودية ، قال الهلباوى: "كان من الأولى على تلك الدول أن تسحب سفراءها من إسرائيل وتحافظ على علاقاتها بإيران و تعالج الأمر بشكل مختلف".

من جانبه، قال عمرو الشوبكى الكاتب و المفكر السياسى ، تعليقا على موقف السعودية من إيران، إنه فى الآونة الأخيرة، دأبت إيران على التدخل فى الشأن الداخلى للدول العربية بالمنطقة، وعلى رأسها السعودية ، و هو تدخل غير مقبول، مشيرا إلى أن قطع العلاقات الدبلوماسية قد يكون الخيار الأخير دائما، إلا أنه فى الحالة السعودية ، كان له ظروفه حيث تعرضت السفارة الخاصة بها إلى الاعتداء و انتهاك لحرمتها، وأى دولة كانت ستتخذ نفس الموقف.

و أشار الشوبكى فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" ، إلى أنه بغض النظر عن حكم الإعدام الذى نفذ على رجل الدين الشيعى فى السعودية، و هو الأمر الذى أثار جدلا داخليا و محل نقاش ، إلا أن ذلك لا يعطى الحق لدولة أخرى أن تبدو فى المنطقة و كأنها راعية لأى مواطن شيعى وتتدخل فى شئون دول أخرى و كأن هؤلاءالمواطنين لا ينتمون إلى جنسيات بلادهم.

و أشار إلى أن إيران تحاول حاليا أن تروج لنفسها باعتبارها دولة راعية للمواطنين الشيعين و تستغل الورقة الطائفية و المذهبية لتلعب أدوارا سياسية و تسعى لحالة من عدم الاستقرار فى دول المنطقة.

و حول موقف مصر من إيران ، قال الشوبكى إن الموقف المصرى يتعامل مع إيران كدولة جوار بالمنطقة، و كنا نتمنى أن يكون هناك علاقات طبيعية معها، إلا أن السياسية الإيرانية بالمنطقة قائمة على التدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة، وتتحرك فى تنفيذ تلك السياسات من خلال أذرع عسكرية و سياسية عبر مليشيات فى دول مثل لبنان و العراق، بما يمثل تهديدا وخطرا على علاقة حسن الجوار مع الدول الأخرى.

وأكد أن مصر لها موقف ثابت هو رفض التدخل الإيرانى فى الشأن الداخلى للدول العربية، و هو ما أعلنت عنه من رفض التدخل فى الشأن السعودى، وحول مستقبل المنطقة أعرب "الشوبكى" عن قلقة حول الوضع فى السعودية وقال: " أتمنى أن يكون هناك اهتماما أكبر بالوحدة الوطنية داخل المملكة، و الحفاظ على نسيجها الوطنى شىء مهم أيضا للقيام بدورها فى المنطقة".

و طالب الشوبكى بحسابات رشيدة فى إدارة العلاقات الخارجية و الوضع الداخلى ، مشددا على أن الحفاظ على الكيانات الصغيرة داخل الدول العربية يحتاج إلى حكم رشيد و عدالة اجتماعية.

و قال إن السعودية دولة مستهدفة ، و طالب القائمين على الشأن السعودى أن يكون هناك مراجعة للأوضاع الداخلية الإقليمية ، نظرا للدور الهام الذى تقوم به السعودية فى المنطقة .

من جهة أخرى، علق جونى عبو صحفى و كاتب من دولة سوريا ، على الموقف الإيرانى من تطبيق حكم الإعدام على الشيخ نمر النمر القيادى الشيعى بالسعودية ، بأنه تدخل سافر فى الشأن السعودى و مخالف للأعراف و القوانين الدولية ، مؤكدا أن الاعتداء على السفارة السعودية فى طهران عمل خارج عن الأعراف الدولية و القوانين الدبلوماسية. وقال :" أنا شخصيا لست مع تنفيذ عقوبة الإعدام، إلا أن الأمر مازال شأنا داخليا سعوديا، و أضاف أن هناك تصرفات غير مدروسة و غير سياسية بسبب الآراء المتباعدة بين الرياض و طهران".

و أضاف "كنت أتمنى أن يتم معالجة الأمر لأن ذلك من شأنه أن يصعد الأمور بالمنطقة ، فالوضع حساس " ، وقال: " من المؤسف أن تشتعل الأمور بتلك الصورة مشيرا إلى أن هناك مخاوف من تصادم طائفى سنى شيعى يضرم النار فى المنطقة كلها".

و حول الوضع المتوتر أيضا بين السنة و الشيعة فى سوريا قال " للأسف هناك تكريس طائفى سلبى أيضا فى سوريا ، و هناك أزمة فى الوضع السنى الشيعى وما يحدث سيلقى بظلاله على الداخل السورى".

و قال إن الحراك الثورى السورى لم يكن يستهدف تلك المواجهات و لكن تحت الضغوط الدولية سارت الثورة فى اتجاه لم يكن يريده له الشعب السورى ، فالشعب السورى حضارى و مدنى و كنا نهدف التغيير ".

و ردا على سؤال متى تنتهى الأزمة السورية قال :" لا أعتقد أنها ستنتهى قريبا " ، مشددا على ضرورة سيادة القانون و تحقيق التغيير ورحيل النظام لسوريا جديدة، ولكنة مخاض صعب و عسير و سيستغرق الكثير من الوقت .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;