شريف طلب تجهيز أكلته المفضلة من الأسماك لتناولها فى عيد شم النسيم
أبناء عمه يطالبون بمحاكمة الجناة
فى الشقة رقم 2 بعمارة اللوتس فى منطقة تعاونيات الزهور بمدينة بورسعيد، تسكن عائلة ميخائيل التى تعرض أحد أبنائها وهو شريف عادل حبيب ميخائيل، 22 سنة، مهندس طيران مدنى، لحادثة مأساوية فقد على أثرها حياته، جراء قيام مجهولين بقتله بعدة طعنات وحرقه بالبنزين داخل جراج مغلق فى منطقة ساوثول بلندن مساء يوم الثلاثاء.
عم الشاب الضحية شريف
"انفراد" انتقلت إلى منزل العائلة لمعرفة كواليس ما حدث مع الشاب المصرى وقصته من خلال روايات أقاربه وعائلته، وسط حالة من الحزن والبكاء الشديد التى تسيطر على العائلة وأقاربه، وكان فى استقبالنا المهندس فؤاد حبيب ميخائيل الموظف بالمعاش بقطاع كهرباء بورسعيد، وهو عم الراحل شريف عادل ميخائيل، الذى بدأ حديثه عن نجل شقيقه قائلا:"شريف عادل حبيب ميخائيل، 22 سنة، مهندس طيران مدنى، ولد فى لندن بعد أن هاجر والده منذ 35 عاما، وبالتحديد فى بداية حياته، ويمتلك مطعما شهيرا فى لندن، وزوجته تعمل بالقنصلية المصرية، وليس لهما سوى شريف، ورانيا 18 سنة، وتتلقى دراستها بكلية الحقوق".
وأكمل فؤاد حديثه والحزن يسيطر عليه بأنه تلقى مساء يوم الثلاثاء الماضى اتصالا هاتفيا من شقيقه والد الضحية، والذى بكى خلال المحادثة التليفونية قائلا :"شريف مات.. شريف اتقتل"، موضحا فى المكالمة أن شريف استأذنه للحصول على أوراق تخرجه من الجامعة بلندن، وأنه أصابه القلق إثر تأخر شريف فى العودة لمنزله على غير العادة، وبعد مضى أكثر من ساعتين، بادر بإخطار الشرطة التى بدأت تبحث عنه حتى اليوم التالى.
والده قام بالبحث والتحرى، وسمع والده رنين هاتف التليفون، وإذ به يفاجأ بأحد العاملين بجراج سيارات، يخبره بأنهم وجدوا نجله شريف جثة محترقة داخل الجراج، ومازال قلبه ينبض، وتم نقله إلى المستشفى، وفور وصوله إلى المستشفى، وجد به أثار طعنات غائرة فى القلب والبطن، ولفظ أنفاسه الأخيرة عندما شاهد والده وكأنه يقول له وداعا يا أعز الناس.
وبصوت ممزوج بالحزن، أكد العم فؤاد أن والد شريف لم يتهم أحدا حتى الآن، ولم يتلق أية تهديدات، ومازالت الشرطة البريطانية تواصل التحقيقات للوصول إلى مرتكبى الجريمة البشعة، و ناشد عمه السلطات البريطانية بسرعة القبض على الجناة.
وكشف عم شريف أن شريف ضحية الغدر، كان قادما لمصر لقضاء العيد، وأوضح: طلب منا الأسماك البحرية من الكابوريا والجمبرى والبكلويز التى يعشقها، وكان يعيد ترتيبات أوراقه تمهيدا للإعلان عن خطبته على إحدى الفتيات فى لندن، ولكن لم يمهله القدر وندعوا الله أن ينتقم من مرتكبى الحادث.
وتابع: أشعر بالحزن والآسى، لعدم قيام المحافظ اللواء عادل الغضبان ونواب البرلمان بمواساتى فى الحادث البشع والأليم لشاب مصرى، وابن من أبناء بورسعيد فى وقت شعرت فيه بأن زملائى وجيرانى من المسلمين، والكنيسة الإنجيلية، و القس" كنز سروله" الذى ينتمى لطائفة البروتستانت ، قاموا بتقديم العزاء لى وشاركونى والعائلة في هذه المأساة.
وأكد فؤاد أن جثمان شريف مازال فى المستشفى حتى الآن لحين الانتهاء من التحقيقات والوصول إلى مرتكبى الجريمة، لافتا إلى أن العائلة قررت دفنه فى لندن فور السماح من قبل الجهات المسئولة عن التحقيقات بدفنه.
عائلة شريف تطالب بالقصاص
ومن جانبه قال مينا كمال حبيب، ابن عم المجنى عليه، إن شريف كان إنسانا على قدر كبير من الأخلاق، ويتحلى بالصفات الحميدة، وطالب بمحاكمة الجناة، الذين ارتكبوا جريمتهم البشعة.
وأضاف مينا قائلا :" رغم أن شريف قضى كل حياته فى لندن، فإنه كان يحرص على قضاء الأعياد والمناسبات معنا فى بورسعيد، وأنا حزين جدا لأنى لن أراه مرة أخرى".
وأضاف وسيم فؤاد حبيب ميخائيل، ابن عم المجنى عليه أن الحزن يعتصر قلبه، لمقتل شريف الملتزم المحب لوطنه والعاشق والمتلهف لزيارة مدينته بورسعيد كل عام، برفقة والده ووالدته وشقيقته رانيا التى لايفارقها طوال حياته: شاء القدر أن يحرمنا من رؤيته ويجمعنا معه فى الجنة.
وناشد عم الضحية الرئيس السيسى، للتدخل لدى السلطات الخاصة بالتحقيق فى الواقعة، للوصول إلى مرتكبى الجريمة وتقديمهم للمحاكمة.