بينما يقف الأطباء وأطقم التمريض في الصفوف الأولى لمواجهة فيروس كورونا في المستشفيات والمعامل وأماكن العزل، هم من أطلق عليهم في العالم الجيش الأبيض، يدافعون عن الإنسانية في مواجهة فيروس خطير لايفرق بين البشر.
لدينا مواجهة مع فيروسات لا تقل خطرا عن كورونا، هي فيروسات الإرهاب الممول من الخارج، بتحريض وتخطيط من تنظيم الإخوان لواجهته تنظيم داعش وتمويل من فيروسات الدوحة واسطنبول. الذين تصوروا أن انشغال الدولة بمواجهة الفيروس سوف تتيح لهم تنفيذ هجمات الإرهاب الفيروسي. لكن ابطال الشرطة كانوا بالمرصاد، ومصر الدولة لا تنام وتعرف كيف تنسق عمل أجهزتها، لتواجه كل ما يهدد الأمن القومي.
وقد نجحت الداخلية في إحياط عمليات إرهابية ضخمة خطط لها الارهابيون، لتنفيذها خلال الأعياد المصرية، جهزوا أسلحة لتنفيذ مخططهم، إلا أن تحرك ضباط الأمن الوطني السريع ساهم في وأد العملية الإرهابية. حيث تمن الكشف عن خيوط التحركات بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية حيث تم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها، مما أسفر عن مصرع سبعة عناصر إرهابية، عثر بحوزتهم على "كميات من الأسلحة والذخائر، وأسفر التعامل عن استشهاد المقدم محمد الحوفى بقطاع الأمن الوطني وإصابة ثلاثة من ابطال الشرطة. ليلتحق الشهيد برفاقه الذين يقدمون حياتهم في الدفاع عن أمن وسلامة الوطن والمواطنين. وتكشف الفيديوهات التي صورها الأهالي كيف كانت قوات الامن حريصة على سلامة المواطنين في منطقة الأميرية، وهو ما اطال مدة العملية.
المواجهة الاستباقية الشجاعة مثلت ضربة قوية للإرهاب، انعكست في حجم وشكل المناحة التي اقامتها قناة الجزيرة ولجان الإخوان في قطر وتركيا، ومحاولتهم التشويش على القصة كالعادة، لكن الصور والفيديوهات أوضحت حجم وشكل وخطورة المواجهة. بما يؤكد الدور الكبير الذي تقوم به أجهزة المعلومات ومكافحة الإرهاب، في تأكيد على قدرة الجهاز الأمني على العمل في أكثر من جبهة.
الواقع انه بجانب الأطباء والتمريض فان الشرطة تقوم بدور مهم جدا وفاعل في أكثر من اتجاه ومكان بمواجهة فيروس كورونا. وهو دور متعدد ومتشعب ومتداخل مع تخصصات مختلفة. الشرطة هي تأخذ على عاتقها متابعة تطبيق قرارات العزل والحجر والتحركات ليلا من خلال أكمنة في كل مكان بالدولة، وتفعل ذلك بمرونة كبيرة ومراعاة لجوانب إنسانية واجتماعية، وهو ما تؤكده شهادات المواطنين عن تعامل أجهزة الأمن في تطبيق قرارات الحظر الليلى، اوهناك قصص مختلفة لرجال شرطة ساعدوا مرضى في الذهاب لمستشفيات أو سيدات ورجال تأخروا في الوصول لمنازلهم مع جود عذر قهري، ويتم هذا بسيارات الشرطة.
بالإضافة إلى السهر طوال الليل لتامين الطرق ومتابعة تنفيذ الالتزام بالحظر لحماية صحة المواطنين وأمنهم، تتلقى بلاغات عن مقاومة البعض لدفن مريض أو التنمر بطبيب أو ممرض أو متعاف، حيث تتدخل القيادات الأمنية لفض الاشتباكات، وفى نفس الوقت معاونة أجهزة مراقبة الأسواق، و حملات إزالة الاعتداء على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة . مع دورهم في تنظيم المرور لضمان السيولة المرورية .
بجانب هذا فان الشرطة مطالبة بمتابعة تحركات تنظيمات الإرهاب بسيناء والمدن والقاهرة وجمع المعلومات عن التحركات ومخازن السلاح وعمل ضربات استباقية، لمواجهة تحركات الإرهاب، وابرز مثال كانت المواجهة في الأميرية لخلية إرهابية اختبأت في عمارة بالأميرية استعدادا لتنفيذ مخطط إرهابي في أعياد الاقباط أو مهاجمة كمائن الشرطة التي تنفذ الحظر. ربما كانت التنظيمات الإرهابية تظن أن الاهتمام بمواجهة فيروس كورونا يمكن أن يسمح بثغرات تنفذ منها حشرات الإرهاب لتنفيذ عمليات لكن الشرطة والأمن الوطني نجحوا في جمع معلومات وتنفيذ ضربة استباقية، واستشهد ضابط واضح أن الخلية لديها تابعين يعملون في المراقبة وجمع المعلومات، نبهوا الخلية مما دفع أعضاءها لإطلاق النار. لكن الشرطة استخدمت القوة في مواجهة الإرهابيين.
ومعروف أن اغلب الإرهابيين هم انتحاريين خضعوا لعمليات غسيل مخ، وبالتالي فإنهم يقاومون الوقوع في أيدى الشرطة، ويفضلون المواجهة حتى الموت، لأنهم لو تم القبض عليهم يمكن أن يدلوا بتفاصيل تعرضهم لانتقام الإرهابيين الكبار.
اللافت للنظر أن كل الإرهابيين في أوربا ودول العالم وحتى المجرمين الذين يرتكبون أعمال إرهاب يفضلون الانتحار أو يسقطون برصاص الشرطة وهي إجابة على محاولات لجان تطرح أسئلة غبية عن مقتل الإرهابيين، وغالبا هذه الأسئلة لاتخلو من خبث، ومحاولة للدفاع عن الإرهاب، وتجاهل شكل وحجم المواجهة، وهو رد على من يفتون في الأمن من دون علم وفقط لإظهار نوع من العمق الأمني واغلبهم لا يغادرون كيبورداتهم.
عملية الأميرية وقبلها عمليات أخرى تقدم تأكيدات على احترافية في جهاز الشرطة لدرجة التعامل بهدوء مع محاولات استفزاز من مواطنين أو الخروج من العزل أو كسر الحظر أو الحجر الصحي المفروض حماية لقرية أو عمارة أو سكان. كل هذا يتم في إطار من التعاون والتفاعل والمرونة اللافتة ، والشرطة هنا بالفعل ضمن منظومة إدارة أزمة جيدة بشكل عام وقائمة على أراء أهل الخبرة ومراعاة لتوازنات ومصالح المواطنين خاصة منهم العمال والضعفاء والارزقية من أصحاب رزق يوم بيوم ، ومن مهام الشرطة في هذه الإجراءات الحمائية، هو التعامل بحسم ومن دون مواجهات عنيفة، لفرض إجراءات الوقاية.
كل هذه المهام معارض رمضان وتحركات وتامين لمواقف وشوارع ومترو وقطارات هي وظيفتهم لكن ما يتعلق بفيروس كورونا وأخطاره وإجراءاته، حمل اضافى صعب وثقيل تحملته الشرطة وحدها ورأت الرئاسة والحكومة أن تقوم به الشرطة حتى توفر جهد القوات المسلحة لما هو أكبر في التعقيم وغيرها أو تجهيز مستشفيات ميدانية وسيارات خبز وخدمات استعدادا لاحتمالات تضاعف الإصابات وتأزم الوضع.