تفاقم الصراع والتلاسن بين كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد الاتهامات التي وجهتها الصحف الأمريكية لبكين بأن فيروس كورونا خرج من مختبر ووهان، لترد الدولة الصينية بتكذيب هذه المعلومات، وتستمر المعركة بعد اتهام واشنطن لبكين بتنفيذ تجارب نووية، لترد الأخيرة أيضا بأن تلك المعلومات لا تستحق الرد.
البداية عندما ذكر تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أن التأخير في التحذير من الفيروس من 14 إلى 20 يناير أول خطأ يرتكبه المسؤولون الصينيون على كل المستويات في أزمة كورونا، الأمر الذي أغرق العديد من بلدان العالم في أزمة الفيروس لاحقا لكن البطء في التحذير من فيروس كورونا، جاء في وقت حرج للغاية، أي في بداية تفشي الوباء، وربما انتهج المسؤولون الصينيون هذا الأسلوب وهو الإبطاء في الإبلاغ عن كورونا لمحاولتهم الموازنة بين تنبيه المواطنين وتجنب إحداث حالة من الذعر.
ووسط تزايد الاتهامات والشكوك حول احتمال خروج فيروس كورونا الذي طال حتى الآن أكثر من مليوني شخص حول العالم، من مختبر في ووهان، ردت الصين اليوم الخميس نافية الأمر جملة وتفصيلاً.
وحسب ما نقلته قناة العربية الإخبارية، أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي هو اليوم رداً على اتهامات أميركية حديثة بأن الفيروس المستجد انطلق من مختبر ووهان، أن لا دليل على الإطلاق يشي بأن الفيروس صنع في مختبر ما.
يأتي هذا بعد دعوات أمريكية متكررة للصين بالتصرف بشفافية في تلك القضية الصحية التي خضت ولا تزال العالم برمته، وأثرت على أميركا بشكل خاص، حيث باتت البلد الأول من حيث الوفيات والإصابات على حد سواء.
وكان مسؤولون في الاستخبارات والأمن القومي الأمريكي، كشفوا في وقت سابق الخميس لشبكة "سي إن إن" الخميس أن الحكومة الأميركية تواصل التحقيق فيما إذا كان الفيروس المستجد قد تم تخليقه داخل مختبر صيني، وليس في سوق للحوم والأسماك.
وأضاف مسؤول استخباراتي مطلع على التحليل الحكومي للشبكة الأميركية أن نظرية مسؤولي الاستخبارات الأميركية الذين يحققون في نشأة كورونا، تفيد بأن الفيروس نشأ في مختبر في الصين، وتم إطلاقه عن طريق الخطأ إلى الجمهور، كما أفادت مصادر أخرى، أن الاستخبارات الأميركية لم تكن قادرة على تأكيد تلك النظرية، لكنها تحاول تمييز ما إذا كان شخص ما أصيب في المختبر من خلال حادث معين أو سوء تعامل مع المواد، أصاب آخرين.
وسبق لمحطة فوكس نيوز التلفزيونية أن نشرت أن الفيروس نشأ في معمل في ووهان، ليس كسلاح بيولوجي وإنما كجزء من سعي الصين لإظهار أن جهودها لرصد ومكافحة الفيروسات تكافئ أو تفوق قدرات الولايات المتحدة، وأشار هذا التقرير وتقارير أخرى إلى أن ضعف معايير السلامة في المعمل الذي تمت فيه التجارب المتعلقة بالفيروسات في ووهان تسبب في إصابة شخص ما بالعدوى وظهورها في سوق، حيث بدأ الفيروس بالانتشار، وكان معهد ووهان لعلم الفيروسات المدعوم من الدولة نفى في فبراير الماضي شائعات عن أن الفيروس ربما تم تخليقه في أحد معامله، أو أنه تسرب من أحد المعامل.
المعركة استمرت بين البلدين، وهذه المرة بسبب التجارب النووية، ووفقا لموقع العربية، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، عن مخاوفها من أن الصين تجري تجارب نووية صغيرة سرا، وربما تنتهك اتفاقية دولية تحظر مثل هذه التجارب، مشيرا إلى أن الصين ربما تنتهك القانون الدولي من خلال إجراء الاختبارات داخل المنطقة الشمالية الغربية من البلاد، باستخدام طاقة متفجرة منخفضة.
فيما لم يثبت التقرير وقوع أي مخالفات من جانب الصينيين، إلا أنه لا يزال يرفع الأعلام الحمراء، حيث جاء في التقرير: أثيرت بعض المخاوف بشأن الامتثال وبعض نتائج الانتهاكات، موضحا أن الصين حافظت على "مستوى عالٍ من النشاط" في موقع Lop Nur في عام 2019 ، ويمكن أن تسعى إلى تشغيله على مدار العام في المستقبل.، مشيرين إلى استخدام الصين لغرف الاحتواء المتفجرة وعمليات إجلاء واسعة النطاق في الموقع وغياب الشفافية بشأن التجارب النووية كأسباب لإثارة الشكوك.
في المقابل أكدت الصين ، أنها ملتزمة بالامتناع عن إجراء التجارب النووية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان للصحفيين خلال إفادة صحفية يومية إن بكين تفي بالتزاماتها في معاهدات الحد من انتشار الأسلحة، مضيفا أن اتهامات الولايات المتحدة الباطلة لا تستحق عناء التفنيد.